أوفد، أول أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية لجنة تحقيق إلى ولاية غرداية للتحقيق في قضية خطيرة تمس بأمن الدولة، وتتعلق بتعرّض جهاز التلكس المفكك لشفرات الرسائل الرسمية التي تتلقاها مختلف الهيئات الرسمية في البلاد إلى عملية سرقة· هذه العملية أحدثت حالة استنفار قصوى في صفوف جهاز الأمن بالولاية ومختلف الأجهزة الأمنية لأن الجهاز الذي تم سرقته قبل ثلاثة أيام يكتسي أهمية قصوى، كونه يستعمل في تفكيك جميع الرسائل الرسمية التي تتلقاه الجماعات المحلية خاصة الولايات والدوائر التي تتكفل بتفكيك جميع الرسائل التي تتلقاها من المصالح الخاصة بداية من رئاسة الجمهورية والوزارات والهيئات الرسمية وحتى بعض التدابير الأمنية· وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر، حيث تعد مساسا بالأمن الوطني، خاصة وأن بعض الرسائل تحمل طابعا ''سريا'' خاصة إذا تعلق الأمر بمراسلات داخلية· وتكون الرسائل عبارة عن عبارات مشفرة لا يمكن لأحد تفكيكها أو معرفة محتواها سوى بواسطة الآلة التي تفكك الشفرات· وتخشى المصالح الأمنية المختصة أن يكون سارق هذه الآلة قد يعرف استخدامها أو لديه الرقم السري لها والذي يبقى لدى الولاة ورؤساء القطاعات العسكرية· ويرجح أيضا أن يكون سارق هذه الآلة قد كلف من طرف بعض العصابات أو المافيا المحلية، في حين يخشى البعض أن تكون قد وقعت في أيدي العناصر الإرهابية التي عادة ما يمتد نشاطها لغاية منطقة المنيعة التي تمكنت فيها مصالح الأمن المختصة من تفكيك عدد من المجموعات الإرهابية المتخصصة في تهريب الأسلحة· في نفس الإطار، علمنا أن السلطات العمومية قامت عقب علمها بخبر سرقة الآلة بتغيير الرمز السري لها حتى لا يتسنى لسارقيها والواقفين وراءها استغلالها لتنفيذ أغراضهم الإجرامية·