يقول أبو جرة سلطاني، أن مقري الذي ظل الاتصال به متعذرا أمس تحرك بموافقة من المكتب التنفيذي الوطني لمسعى الصلح، رغم أن مصادر ''الجزائر نيوز'' داخل الحركة تنفي ذلك وتعتبر تصريحات سلطاني نابعة من في رغبة كبح التطورات عند هذا الحد والتخوف من انفلات الأمور كلية، وظهرت ''تغطية حسن نية'' سلطاني على مقري في قوله '' لا أريد أن يكتب في مسيرتي أنني تسببت للحركة في النزيف''··· مصادرنا تقول أنكم منزعجون كثيرا مما يقوم به مقري، الذي يظهر كبديل ثالث عن طرفي الخلاف، وهناك من يصفه بالانقلاب؟ هذا الكلام ليس صحيحا، فأنا الرجل الأول في الحركة، وأقول لك بأن تحرك الأخ مقري كان بقرار من المكتب الوطني التنفيذي، وقد تقرر بحكم صلات عبد الرزاق مع هؤلاء، وقد استأذن المكتب في الأمر، كما تحادثنا عن الموضوع كثيرا بخصوص الرافضين للصلح، وكان المنطلق أن يقوم عبد الرزاق مقري بالأمر من باب إقامة الحجة لإحياء الاتفاق القديم الذي نحن مستعدون له إذا كان إخواننا هم بدورهم مستعدون للعمل به معنا· لكن في أي سياق توضع مبادرة مقري بعد كل التنازلات التي قدمتها، وكل الرفض للصلح الذي يبديه قادة ''التغيير''؟ صحيح أنه لم يبق لي أي تنازل جديد أقدمه، وصحيح أن جهودنا كانت كبيرة، لكن اعلم أنني لن أقفل الباب أمام أي مسعى للصلح داخل الحركة، لأنني ببساطة لا أريد أن يكتب تاريخ مسيرتي فيها بأنني كنت في يوم من الأيام معرقلا له· وكنت قبل شهر من اليوم أو بالتقريب، قد اتصلت شخصيا برئيس الكيان الجديد بلمهدي، سعيا للقاء بيننا ورفض خلال تلك الفترة، لكنه استقر على الأحد من أيام الأسبوع، واعتقد انه كان الثامن أو التاسع من جوان الفارط، وكان الاتفاق أن يحضر معي إخوان، كما يحضر إلى جانبه ايضا إخوان منهم، لكنهم اتصلوا برئيس ديواني 24 ساعة قبل اللقاء ليعتذروا لأسباب قالوا بأنها طارئة· هناك من استبق جوابك في الأمر، وتوقع تغطيتك على مقري خوفا من انزلاقات جديدة؟ قلت لا أريد أن يكتب في مسيرتي أن سلطاني أغلق بابا للصلح في الحركة، ولكن أؤكد أن مقري تحرك بعلمنا· في اعتقادكم، لماذا لم تصل مساعي الصلح إلى أهدافها بعد كل تلك التنازلات؟ أظن أنهم يراهنون على الهجرة الجماعية لإطارات الحركة آملين في تقوية أنفسهم هيكليا، لكن الباب لا يزال مفتوحا وفرصة التقوية موجودة داخل الحركة، ونحن لا نعترض على زيادة عدد منهم في مجلس الشورى الوطني وفي مؤسسات الحركة، شريطة أن يبدوا استعدادا للصلح·