تستمر فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني لموسيقى الديوان ببشار، حيث تجمع متتبعوا التظاهرة الثقافية في ملعب النصر، لمشاهدة العروض الفنية المسطرة لسهرة مساء أول أمس. عروض متنوعة متعت الحضور بأجمل المقاطع واللوحات، قدمتها كل من فرقة نجوم الديوان من مدينة سيدي بلعباس، فرقة سفاري قناوة من العاصمة، وجمعية سيدي بلال من بشار، لتختمها سليلة المنطقة حسنة البشارية. بدأ عشاق موسيقى الديوان في التوافد جموعا وأفرادا نحو ملعب النصر، منذ الساعة التاسعة والنصف من مساء أول أمس، محولين فضاءه الشاسع إلى مكان مكتظ يجعل الوافد يشعر أنه في مكان ضيق من كثرة الأجساد المحيطة به. أول من أحيا السهرة الخامسة من عمر الطبعة الثامنة من المهرجان، كان فرقة نجوم الديوان القادمة من مدينة سيدي بلعباس، قدم المعلم يوسف وباقي أفراد فرقته العديد من المقاطع من نوعي البمبارة، الحوصة والسماويين. من خلال آلتين للقمبري مستذكرا ريبيرتوارا نادرا تألق في تأديته عن غيره من الفرق التي رددت المقاطع والأبراج المعروفة نفسها. ورغم أن الفرقة واجهت خطأ تقنيا في بداية وصلتها أدى إلى توقفها لعدة دقائق حتى إصلاحه، إلا أن أفرادها عادوا بقوة للعرض، ليفتكوا حماس الجمهور بوصلاتهم المتميزة. الفرقة الثانية المشاركة في المنافسة هي فرقة أسفاره قناوة القادمة من العاصمة، تألق نجماها زاكي ميهوبي بصوته القوي في دور الكويو بانغو، ووليد بحاز الذي أبدعت أنامله على أوتار القمبري. رغم أن الفرقة تكونت حديثا إلا أن أفرادها تمكنوا من الحفاظ على التناغم بينهم خلال العرض الذي دام مدة عشرين دقيقة. من جهتها، قدمت الفرقة الثالثة التي تشارك بها بشار في المنافسة، عرضا حيا صور طقوس الديوان على الخشبة، وهو أمر جديد لم يشهده المهرجان من قبل. دخل أفراد فرقة سيدي بلال على وقع الطبول والقرقابو، لتقدم لجمهور ملعب النصر عدة مقاطع وأبراج منها بانية وسرقو، لترافق كل مقطع مشهد تمثيلي راقص يشرح قصة البرج المتغنى، إضافة إلى الطقوس التي ترافقها من تبخير وإكسيسوارات... الأخوة الثمانية أهدوا عرضهم لروح شقيقهم الأكبر المعلم دامو، بمناسبة ذكرى وفاته السادسة عشر. وبعد انتهاء قائمة العروض المشاركة في تصفيات منافسة المهرجان الوطني لموسيقى الديوان، اعتلت النجمة البشارية "حسنة البشارية" الخشبة لتدوي صرخات الترحيب من الجمهور الذي طال انتظاره لنجمته المحبوبة، قدمت حسنة البشارية لجمهورها قالبا من ألبوماتها شارك الجميع في تأدية مقاطعه والرقص على أنغامه. مزجت فيه بين آلتي القمبري والقيتار إضافة إلى باقي الآلات التقليدية التي ساهمت في التحكم في الجمهور المتعطش للحفلات. للتذكير، المهرجان الذي سيدوم أسبوعا برمته تتنافس فيه 15 فرقة على المراتب الثلاثة الأولى، التي ستخولها المشاركة في المهرجان الدولي لموسيقى الديوان، كما تنظم مجموعة من الندوات التي تتناول موسيقى الديوان وجذورها الإفريقية، يديرها مجموعة من الأكاديميين والشيوخ والمعلمين من المنطقة للحديث عن هذه الموسيقى التقليدية التي تشهد انتشارا عالميا وإقبالا كبيرا من الجمهور الشاب على البحث والتعمق في أسرارها وتاريخها.