دق بيان وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جرس الإنذار بداية الأسبوع، بعد تأكيد تسجيل إصابة مواطنين بفيروس "كورونا" قدما من البقاع المقدسة بعد أدائهما مناسك العمرة، ومباشرة لطمأنة الرأي العام الوطني، كشف وزير الصحة عبد المالك بوضياف بمعية وزير النقل عمار غول في تصريحات سابقة، عن اتخاذ تدابير جديدة ووضع مخططا استثنائيا على مستوى الموانئ والمطارات لمراقبة تنقل الوافدين خاصة من السعودية إلى أرض الوطن . للوقوف على مدى بداية تنفيذ الإجراءات الاستثنائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة لمجابهة "فيروس كورونا" على مستوى المطارات الجزائرية، تنقلت "الجزائر نيوز" إلى مطار الجزائر الدولي "هواري بومدين"، حيث قامت بجولة داخل أروقة المطار الدولي رقم 1 في الجزائر، ابتداء من المحطة الأولى المختصة بالرحلات الدولية ولم تبرز لنا منذ البداية أية إجراءات استثنائية معينة من قبيل توفير طواقم طبية أو مكاتب مخصصة لمراقبة القادمين من كل دول العالم رغم أن هذا الفيروس الخطير كما هو معلوم استطاع في فترة معتبرة الانتقال إلى الكثير من الدول بما فيها البلدان الأوروبية وهذا انطلاقا من بؤرته "الأم" المملكة العربية السعودية بما أنه البلد الذي يعرف تواجد عدد كبير من الأجانب على أرضه سواء للعمل أو للحج والعمرة بالنسبة للشعوب الإسلامية، وتزامن دخولنا لقاعة الاستقبال وصول رحلة صباحية من مدينة "مرسيليا" إلى الجزائر العاصمة، وخلال دردشة مع بعض المهاجرين القادمين على متنها، عبّر أحد القادمين قائلا "حقيقة لم أواجه أية إجراءات على مستوى مطار الجزائر الدولي لمواجهة هذا المرض الخطير"، في حين شاطره مسافر آخر من خلال تدخله نفس الرأي قائلا "وصلنا منذ نصف ساعة في رحلة عادية ولم نمر على أي إجراءات طبية، بالإضافة إلى أن فيروس كورونا منتشر بكثافة في السعودية والدول المحيطة بها ولم تسجل فرنسا نفس الحالات مقارنة بها"، في هذه الأثناء كانت حركة المسافرين إلى الخارج تسير بصورة عادية كباقي المطارات في العالم كما هو الحال مع القادمين إلى أرض الوطن مما يطرح تساؤلات عن واقع التدابير الوقائية وإجراءات المراقبة التي تحدث عنها وزير النقل عمار غول أول أمس، على هامش عرض الوزير الأول عبد المالك سلال مخطط عمل الحكومة على نواب المجلس الشعبي الوطني، حيث لم نلحظ لها أثرا على مستوى مطار هواري بومدين بالدار البيضاء ما عدا بعض "الملصقات" التي تذكّر المسافرين بإجراءات الاحتياط اللازمة التي تحدث عنها المختصون والأطباء لتفادي تنقل العدوى من حامل الفيروس إلى الشخص السليم. من جانب آخر، أكدت موظفة على مستوى مكتب الاستقبال والاستعلامات بالمطار ذاته أثناء استفسارنا عن وجود المكاتب الخاصة بإجراءات المراقبة ضد الفيروس، بأن المطار حاليا "لا يتوفر على أية طواقم طبية خاصة بمراقبة المسافرين القادمين من الخارج إلى أرض الوطن لمجابهة فيروس كورونا". وتابعت في السياق ذاته "كل ما في الأمر فإن هذه التدابير ضد "كورونا" سمعنا بها عبر وسائل الإعلام فقط، ونحن في انتظار بداية تنفيذها على مستوى مطار هواري بومدين"، تختتم المتحدثة كلامها. انتقلت "الجزائر نيوز" إلى الجهة المخصصة للرحلات الخاصة ببعثات المعتمرين والحجاج بما أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف تحدث في تصريحه السابق عن محاصرة المرض انطلاقا من القادمين من "بؤرته" الأولى المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى توزيع كتيبات تشرح للمعتمرين كيفية الوقاية من المرض. وخلال دردشة مع بعض الذين وجدناهم ينتظرون الرحلة المقبلة للتنقل إلى جدة بالسعودية، أكد لنا شيخ في 70 سنة من العمر يتجه للمرة الأولى للبقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة بأنه قام بكامل الإجراءات الطبية المستوجب القيام بها من خلال التلقيح، وأضاف في سياق حديثه بأنه "ينتظر بفارغ الصبر الاتجاه إلى السعودية لأداء مناسك العمرة من دون أن يشعر بالخوف من تهديد فيروس كورونا". في المقابل، عبّر البعض من المسافرين المقبلين على أداء العمرة بأن الإجراءات الضرورية هي التي تباشر انطلاقا من أرض الوطن، بحيث يتم تحصين المعتمرين باللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية لمجابهة الفيروس في السعودية بما أن اللقاح المضاد ل "الكورونا" غير موجود حاليا على مستوى مستشفيات العالم. من جانب آخر، أشار الكثير من المسافرين المقبلين على أداء مناسك العمرة عبر مطار هواري بومدين الدولي ممن تحدثنا معهم إلى المكان "غير اللائق" -حسبهم- والمخصص لهم خارج قاعة الاستقبال لانتظار موعد الرحلات نحو البقاع المقدسة، خاصة أنهم مقبلون للذهاب إلى "أطهر بقعة على وجه الأرض" على حد تعبيرهم، وتزامن تواجدنا هناك مع تساقط كميات معتبرة من الأمطار، بالإضافة إلى انخفاض محسوس لدرجة الحرارة، حيث يشهد المكان بروز "مستنقعات" وبرك أمام الكراسي المثبتة للجلوس عليها، مع العلم أن أغلبية المعتمرين من كبار السن الذين يعانون أمراضا مزمنة، وكثيرا ما شهدنا تضاعف حالة الحجاج أو المعتمرين الصحية كل مرة في البقاع المقدسة إثر المواسم الدينية سواء العمرة أو الحج.