حاولت »صوت الأحرار« الإطلاع عن تفاصيل الإستراتيجية التي اتخذتها السلطات العمومية حيال سير عمل الفرق الطبية، وكذا الإجراءات المتخذة من أجل التكفل بالحالات المشبوهة على مستوى مطار هواري بومدين، لاسيما فيما يتعلق بالمعتمرين القادمين من البقاع المقدسة، في زيارة ميدانية للمطار وقفنا مع الفرق الطبية التي قدمت لنا شروحات وافية في هذا الخصوص، كما صادفنا خلال قيامنا بهذا الروبورتاج حالة اشتباه بالإصابة بفيروس أش1 أن1 ويتعلق الأمر بأحد المعتمرين القادمين من مدينة جدة السعودية. روبورتاج: مجيد ذبيح/تصوير: بوبكر.أ اتخذت السلطات إجراءات وقائية صارمة على مستوى مطار هواري بومدين الدولي للتصدي إلى انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، وذلك من خلال تجنيد فرق طبية مختصة لاكتشاف أي حالة حاملة للفيروس قبل خروجها من المطار، حيث تم تنصيب 9 كاميرات حرارية للإعلان عن أي مسافر تفوق درجة حرارته 38 درجة، وهي العملية التي اعتبرها مدير المؤسسة الوقائية الدكتور بن شيهاب بأنها تدخل ضمن المخطط الوطني لاحتواء أي انتشار لوباء أنفلونزا الخنازير، مؤكدا أنه لم تتخذ أية إجراءات استثنائية للمعتمرين. 9 كاميرات حرارية لمراقبة عشرات المسافرين قدم لنا الدكتور بن شيهاب مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية على مستوى مطار هواري بومدين الدولي شروحات وافية حول آلية عمل هذه الكاميرات التي تم وضعها على بعد أمتار قليلة من مكاتب شرطة الحدود، حيث أوضح أن العملية سهلة وبسيطة وما على المسافر إلا أن يقف فقط على الشريط الأصفر وينظر إلى الكاميرا التي تسجل درجة حرارة جسمه، موضحا أن هذه الآلة التكنولوجية الحديثة تعمل بالأشعة فوق الحمراء ولا تخلف أي ضرر على صحة الإنسان. ومن أجل قياس حرارة المسافر والتأكد من إصابته أو عدم إصابته بأعراض أنفلونزا الخنازير يقوم الطبيب المسير لجهاز الكاميرا بتصوير وجه المسافر مركزا على زوايا العينين وهي من المناطق الحساسة التي تكشف بسرعة عن الإصابة. ومن جانبه أكد الفريق الطبي الساهر على عملية الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس أ/أش1أن1 أنه عند تسجيل درجة حرارة 38 وما فوق بشاشة الكاميرا عند شخص ما قادم من أية منطقة من العالم إلى الجزائر فإن هذا الجهاز المذكور يقوم ببعث صوت أو إشارة ضوئية. وعند تسجيل درجة حرارة مرتفعة عند المسافر يتم توجيهه إلى قاعة طبية مجهزة على مستوى المطار ليتم إخضاعه إلى معاينة دقيقة وفي حالة الكشف عن الإصابة بأنفلونزا الخنازير والتأكد منها يتم نقله إلى مستشفى القطار المتخصص في علاج الأمراض المعدية والمتنقلة عبر سيارة إسعاف تم وضعها في خدمة الفريق الطبي المتواجد على مستوى المطار. وبالإضافة إلى الكاميرات التي تم وضعها حديثا أكد الفريق الطبي أن الدولة عززت الإجراءات الوقائية على مستوى المطارات خاصة منها مطار هواري بومدين الدولي وذلك منذ 29 أفريل الفارط قبل رفع منظمة الصحة العالمية من مستوى الإنذار بخطورة الإصابة عبر العالم، وذكر أن وزارة الصحة قامت بنشر مطويات في ثلاثة لغات (عربية وفرنسية وانجليزية) ووضع الخط الأخضر (3030) في متناول المسافرين، وذلك في حالة شعورهم بحمى مرتفعة أو سعال وكذا آلام في الأطراف، وذلك بعد مرور أسبوع من عودتهم من أحد البلدان الموبوءة. صوت الأحرار تعاين عن قرب اكتشاف حالة مشبوهة عايشت »صوت الأحرار« خلال تواجدها بمطار هواري بومدين عن قرب اكتشاف حالة مشبوهة بمرض H1N1/A ويتعلق الأمر بشخص قادم من الأراضي السعودية وبالضبط من مدينة جدة، حيث كان يؤدي مناسك العمرة، وذلك بعد أن اكتشفت الكاميرا أن درجة حرارة جسمه تفوق 38 درجة، ليسارع الطاقم الطبي بعدها إلى التكفل بالمصاب، الذي بدت على ملامحه آثار الخوف والارتباك، حيث تم عزله عن بقية المسافرين ووضعه في القاعة الطبية، ليتم إخضاعه إلى معاينة دقيقة، ومباشرة بعدها تقرر نقله إلى مستشفى القطار المتخصص في علاج الأمراض المعدية والمتنقلة عبر سيارات إسعاف تم وضعها في خدمة الفريق الطبي المتواجد على مستوى المطار. المعتمرون مسلّمون بقضاء الله وقدره في حدود الساعة الواحدة زوالا كانت وفود المعتمرين بمطار هواري بومدين تنتظر انطلاق رحلتهم باتجاه البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، وكانت لنا الفرصة للدردشة مع بعضهم لنرصد انطباعاتهم وآرائهم حيال مرض أنفلونزا الخنازير وإن كانوا يشعرون بنوع من الخوف لاحتمال إصابتهم بهذا المرض خاصة وأنه سيكون لهم احتكاك مباشر مع المعتمرين من كل بقاع العالم، غير أن معظمهم أبدى عدم الشعور بالارتباك والخوف، مؤكدين أنهم فوضوا أمرهم لله وأنهم مؤمنون بقضاء الله وقدره، في حين أبى البعض أن يتحدث في الموضوع ووضعه في خانة »لا مراد لقضاء الله وقدره« كما عبر أحدهم ، إلا أنهم استحسنوا الإجراءات التي اتخذتها الدولة فيما يتعلق بالإستراتيجية التي رصدت لمكافحة أنفلونزا الخنازير. ومن جانب آخر استحسن المسافرون القادمون إلى أرض الوطن ظروف الاستقبال الحسن الذي يلقونه من قبل الفريق الطبي الساهر على عملية المراقبة الصحية لا سيما المشرفين على كاميرات قياس الحرارة وعددها 9 وهو ما وقفت عنده »صوت الأحرار«، حيث أن الفريق يسعى إلى تقديم التفسيرات الضرورية حول سير هذا الجهاز الذي تم وضعه على بعد أمتار قليلة من مكاتب شرطة الحدود. وفي المقابل عبر الفريق الطبي عن استيائه وكذا عدم ارتياحه نتيجة عدم تجاوب بعض المسافرين من خلال رفضهم للامتثال أمام الكاميرات الحرارية للكشف عن درجة حرارتهم، حيث يعمل هذا الفريق الطبي بنظام المداومة 24 ساعة على 24 ساعة ويقوم بمراقبة حوالي 10 ألاف مسافر يوميا. تخصيص المدرج القديم للمطار لاستقبال حجاج الموسم أكد الدكتور بن شيهاب المسؤول عن مركز المراقبة الصحية لمطار هواري بومدين الدولي أن اقترح تخصيص المدرج القديم لمطار هواري بومدين وذلك من اجل تسهيل مراقبة الحجاج خلال موسم الحج المقبل، حيث اعتبرها إستراتيجية وقائية من شانها أن تتكفل بالحجاج في حالة إصابتهم بداء أنفلونزا الخنازير، موضحا أن هذا الإجراء سيسمح بتفادي احتكاك القادمين من البقاع المقدسة من الاحتكاك المباشر بباقي المسافرين، مضيفا أنه تم هذه السنة رفع عدد الأطقم الطبية من 100 إلى 140 وذلك من أجل التكفل الجيد بالحجاج الجزائريين وذلك بالتنسيق مع السلطات السعودية، مؤكدا أن الإجراء المتخذ حاليا في حال ظهور أعراض مثل السعال أو الحمى على أحد المسافرين داخل الطائرة في الجو يتصل قائد الطائرة بمركز المراقبة قصد تحضير المدرج الخاص الذي فتح خصيصا لهبوط الطائرات التي على متنها حالات مشبوهة وهو مدرج معزول عن باقي المدرجات التي تحط بها الأخرى.