دافع وزير الموارد المائية، حسين نسيب، أمس، عن استغلال الغاز الصخري وقلّل من حجم المخاوف المعبر عنها التي قال بأنها "سابقة لأوانها" ويكون بذلك قد حذا حذو كل من وزير الطاقة والبيئة عقب تأكيد الوزير الأول عبد المالك سلال أن استغلاله أمر لا مفر منه وهو ما يعطي الانطباع بأنهم يقودون حملة للدفاع عن استغلال الغاز الصخري. أثار قرار الحكومة المتعلق باستغلال الغاز الصخري الكثير من الجدل في ظل المخاوف المرتبطة باستغلال المحروقات غير التقليدية وهو ما دفع الوزير الأول إلى جانب كل من وزير الطاقة والمناجم، وزيرة البيئة وتهيئة الاقليم، وزير الموارد المائية إلى دحر المخاوف التي تثار حول هذا الموضوع، بحيث تعطي تصريحات الوزاراء الانطباع بأن رئيس الحكومة ووزارءه الأربعة في حملة الدفاع عن خيار استغلال الغاز الصخري. وفي هذا الصدد، أكد وزير الموارد المائية في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن الجزائر ما تزال في مرحلة استكشاف لاسيما أن اللجنة الوزارية التي تضم وزير الطاقة والموارد المائية شرعت منذ سنتين في دراسة هذا الوضع، وقال إن كميات المياه التي تستغل لاستخراج الغاز الصخري تقدر بحوالي 15.000 و 20.000 متر مكعب لكل بئر، وأضاف أن كمية المياه المستخدمة لاستغلال الغاز الصخري تبقى "ضئيلة" مقارنة بحجم المياه الجوفية بباطن الصحراء الجزائرية والمقدر ب45.000 مليار متر مكعب. وأكد الوزير على ضرورة التحضير لهذه العملية قصد التحكم مستقبلا في تكنولوجيات الاستخراج التي ستشهد تطورا سريعا، مؤكدا قناعة كل عضو في الحكومة وكل مسؤول بضرورة الالتزام والتطبيق الميداني لتعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بالسهر على حماية الثروة المائية عند عمليات الاستكشاف والاستغلال فيما بعد للمحروقات الصخرية. من جهته، دافع الوزير الأول عبد المالك سلال، عن خيار اللجوء على المدى البعيد إلى استغلال الغاز الصخري وأعلن عن الشروع في التحضير لاستغلال هذا النوع من الطاقات في الخمس أو العشر سنوات المقبلة. وبرر الوزير الأول سلال عزم الحكومة على ذلك بالحاجة إلى هذا المصدر الطاقوي لأن احتياطات الجزائر الحالية من الغاز والنفط لن تكفي بحلول 2030، ولم ينف استخدام مواد كيميائية في هذه العملية إلا أنه قلل من شأنه تأثيراتها السلبية. إلى جانب ذلك، أكدت وزيرة البيئة وتهيئة الإقليم، دليلة بوجمعة، أن استغلال الغاز الصخري لا يؤثر على البيئة والمياه الجوفية، وكشفت عن وجود مكاتب دراسات متخصصة في الميدان ستقدم تقاريرها قبل بدء أي مشروع لأخذ كل الاحتياطات اللازمة، وقلّل وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، من مخاطر استغلاله نظرا لاتخاذ الوزارة كل الاحتياطات اللازمة، لتفادي كل المخاطر التي تنجر عن ذلك، معتبرا أن هذه العملية من شأنها أن تحقق استقلالية الدولة، وكذا الاستقلالية المالية بإمكانيات وطنية. وتأتي تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال وبقية الوزراء على هذا النحو في الوقت الذي انتقد فيه خبراء اقتصاديون لجوء الحكومة إلى استغلال الغاز الصخري بسبب الانعكاسات السلبية التي تنجر على المدى البعيد بسبب هذه العملية لاسيما أن الجزائر عاجزة حاليا عن التحكم في تقنيات استخراجه، والأجدر بها أن تستغل المياه الجوفية في الاستثمار في قطاعات أخرى على غرار الزراعة التي يمكن من خلالها تحقيق اكتفاء ذاتي بدلا من استغلالها في ثروة زائلة، ما تعالت أصوات جمعيات منددة بقرار الحكومة المتعلق باستخراجه.