احتفى التلفزيون الإسرائيلي بالكلام الذي ورد على لسان إعلاميين مصريين وخليجين عن الوضع في غزة، ورغم العدوان الغاشم الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة منذ ثمانية ايام وسقوط مئات الشهداء والجرحى اغلبهم من المدنيين والنساء والاطفال . ورغم ان تل ابيب هي من بدأت بهذا العدوان ورغم ما تكفله كل المواثيق الدولية للدول في حقها بالدفاع عن نفسها في حال تعرضت لهجوم، الا ان ردة فعل بعض الكتاب والاعلاميين المصريين والخليجيين حملت الضحية الذنب وكالت المديح للجلاد، مما جعل اسرائيل تتلقف هذه التصريحات وتبرزها. والقى إعلاميون مصريون وسعوديون وإماراتيون باللوم على حماس وحملوها ذنب مذبحة غزة، وذكرت المذيعة المصرية أماني الخياط علي قناة «أون تي في أن «حماس هي المسؤولة عن مذابح إسرائيل في غزة وأنها خلقت الأزمة لفتح معبر رفح». من جانبه تساءل الاعلامي المصري توفيق عكاشة في قناة الفراعين، عمن بدأ العدوان؟ ووصل الى نتيجة ان اسرائيل لم تبدأ اطلاق النار انما حماس هي التي بدأته بخطفها ثلاثة مستوطنين، وهاجم حماس وطالبها بدفع مقاتليها الى المعركة ووصفهم ب»الكلاب» وحملهم مسؤولية الدماء التي تراق في غزة. واضاف عكاشة المعروف بمواقفه الغريبة «غزة مين و(زفت) مين؟ كان فين شعب غزة عندما تم الهجوم على سيناء وسجون مصر وقتل 25 ضابطا وجنديا في رفح، معلنا انه ضد ارسال مساعدات لغزة وشعب مصر ضد ارسال هذه المساعدات، نحن ندفع دم من اجل اناس باعوا قضيتهم». وهاجم الإعلامي المصري أحمد موسي، حركة حماس ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، خلال حلقة له، على خلفية الهجوم علي إسرائيل في الوقت الذي يتواجد فيه بقطر. ودعا موسى القيادي مشعل، الى «التوجه الى غزة لرعاية رعيته بدلا من حياة البذخ التي ينعم بها في قطر، بينما يعاني سكان غزة»، حسب قوله. وحرض موسى الشعب الفلسطيني على «دحر الاحتلال الاسرائيلي والحمساوي لقطاع غزة»، وقال ان ما يحدث في غزة سببه الاول والاخير هو حماس. واعلن الإعلامي مظهر شاهين، إن جميع الفلسطينيين سواء في غزة أو في أي مكان آخر، يكرهون حماس، مشيرًا إلى أنها تواجه الكره ذاته الذي تواجهه جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وأضاف خلال حلقة من برنامجه «الطريق»، الذي يذاع عبر فضائية «التحرير» «لا يجب أن يختزل الشعب الفلسطيني في قلة قليلة اسمها حماس، ولا يحق لأحد أن يزايد على المصريين في القضية الفلسطينية، فمصر قدمت لفلسطين الكثير من التضحيات والأرواح والأموال». اما بعض الكتاب الخليجيين الذين اعاد تغريداتهم المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي افيخاي ادرعي فرأوا ان حماس دخلت معركة غير متكافئة وحملوهم مسؤولية ما يحدث للمدنيين في قطاع غزة، وقال الكاتب السعودي عبده خال «حركة حماس لم تتعظ من تجاربها السابقة وها هي تعيد اطلاق صواريخ ليس لها اثر لتحفز اسرائيل على اقتحام قطاع غزة وتدمير حياة مدمرة». اما الكاتب السعودي طارق الحميد فقال «كيف يمكن ان نرى حماس تقحم غزة في معركة غير متكفائة ولا مستحقة مع اسرائيل الان». اما الكاتب محمد ال الشيخ فقد وصف ما تقوم به حماس ب «عنتريات». وقال متسائلا «اذا كنت تعتقد ان مواسير الشروخ التي تطلقها على اسرائيل ستغير موازين القوى فهذا وهم». وقال الكاتب الاماراتي حمد المزروعي «في رمضان تربط شياطين الجن وتقصف شياطين الانس... اللهم زد وبارك». اما الكاتب بدر الصقيهي فدعا على حسابه في موقع «تويتر» مغردا «اللهم انصر اسرائيل على حماس وكل اخوانجي». ودعا الكاتب فهد الزهراني «ترى ازعجتونا فلسطين فلسطين... يارب اسرائيل تمحيهم ونرتاح من نباحهم». وتعليقا على ما كتبه بعض الاعلاميين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي او في حلقات تلفزيونية نقل فيصل القاسم الاعلامي السوري في قناة «الجزيرة» تعليق على حسابه بموقع «تويتر»، جاء فيه «اسرائيل لا تحتاج الى متحدث رسمي باسمها يتقن العربية يكفيها هذا الكم الهائل من المدافعين عنها». وهذه التعليقات المساندة لاسرائيل وهي فيض من غيض، دفعت بنشطاء عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر» لإطلاق وسم «هاشتاغ» خاص بهذه الفئة يحمل اسم «#الصهاينة_العرب»، واعدوا قائمة للإعلاميين العرب الذين استشهدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أو الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلي بمواقفهم المؤيدة لإسرائيل أو المناوئة لحماس واطلقوا عليها «قائمة العار».