بعد عام من العدوان الصهيوني على غزة، الناطق باسم فتح، أحمد عساف يعود في هذا الحوار إلى تشريح الوضع وآمال انفراج أزمة الغزاويين· بعد مرور عام كامل على العدوان الإسرائيلي على غزة، ماذا قدمتم لأهلها وكيف تقيمون ما تقدمونه؟ لقد خلف العدوان الصهيوني على غزة 1500 شهيد و 100 ألف مشرد وعشرات الآلاف من البيوت المهدمة وآلاف الآلاف من المصدومين والجرحى والمعاقين، ومع ذلك لا يزال الحصار الإسرائيلي مفروضا· وبخصوص ما قدمنا لأهلنا في غزة بطبيعة الحال منذ انقلاب 17 جوان 2007 الذي قامت به حركة حماس في غزة، نقوم بانتظام بدفع رواتب العمال والموظفين ودفع كامل مستحقات الكهرباء والغاز بالنسبة للمناطق والتجمعات التي تستهلك هذه الطاقة، مع العلم أن السلطة الفلسطينية التي تقوم بذلك في ظل هذه الظروف هي نفسها تحت الاحتلال مع باقي الشعب الفلسطيني، لذا الحل الجذري للقضية يكمن في توقيع حماس على معاهدة المصالحة الداخلية التي أشرف عليها الإخوان المصريون، لأنه بالنسبة لنا فقد فعلنا ما كان بالإمكان أن نفعله لإخواننا في غزة التي لا نملك عليها سلطة فعلية، إذ أصبحنا نرسل المساعدات عبر الأهالي أنفسهم، وسيبقى الوضع على حاله ما دام الانقسام الذي تستفيد منه إسرائيل فقط· لكن حماس تقول بأنها لن تتردد لحظة واحدة في التوقيع لو تضمنت وثيقة المصالحة المصرية الشروط المتفق عليها؟ لحركة فتح شروط ولحماس شروط ولحركات أخرى وفصائل أخرى شروط أخرى وكثيرة جدا، ولو بدأنا في سرد مثل هذه الأشياء لما انتهينا، وأنا باستطاعتي أن أرسل لك هذه الشروط التي تتحدث عنها حركة المقاومة الإسلامية، فهي غير متعلقة بالقضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، بل هي متعلقة بالسلطة، وما يمكن أن تجنيه منها، فهي تريد أن تسيطر على جهاز المخابرات والأمن الوقائي، وبهذا لن نصل إلى اتفاق، فإذا كانت حماس مهتمة بإعادة وهج القضية الفلسطينية، عليها التوقيع على معاهدة المصالحة· ما مدى الدور المصري في توفير شروط الاتفاق؟ الوساطة المصرية لا يهمها في القضية سوى الاستقرار الداخلي الفلسطيني لأن في استقرارها استقرار للمنطقة ككل، وهي لم تتوان أبدا في بذل المجهود في سبيل تحقيق الأمر، وليس لها أجندة، فهي قادت عشرات المفاوضات لآلاف الساعات ومصلحتها هي توحد الفلسطينيين، فالشروط من الجانب المصري أظنها كانت متوفرة، لكن رفض حماس هو الغامض وغير المبرر· كم يموت الغزاويون بسبب الحصار المباشر وخاصة بسبب الجوع؟ هنا تكمن كل خطورة الوضع حول مسألة القضية الفلسطينية وغزة بالتحديد، لأننا نفقد المئات بسبب الحالات العلاجية المستعصية التي تحتاج إلى إخراج من غزة، فلدينا ما لا يقل عن 400 شهيد الذين قضوا نحبهم جراء استعصاء حالاتهم المرضية، وهناك نحو 300 ممن استشهدوا تحت الأنفاق أثناء حفرهم لها، لكن لا أعتقد رغم ذلك أن هناك من مات جوعا لأن أهلنا هناك في تضامن دائم·