نظم الأطفال الفلسطينيون في مدينة غزة مسيرة شعبية إحياء للذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جابوا خلالها شوارع المدينة التي لازالت أجزاء كثيرة منها مدمرة بعد مرور عام على العدوان وهم يحملون صور الشهداء من أهاليهم وأشقائهم الأطفال الذي استشهدوا في هذا العدوان الذي استمر 22 يوما. وأبرزت هتافات الأطفال المشاركين في هذه المظاهرة محنة أطفال غزة المحاصرة الذين لا يزالون يعانون من مآسي وأثار العدوان والحصار الجسدية والنفسية. وأعطى معاوية حسنين مدير عام الطوارئ والإسعاف الفلسطيني في القطاع أن العدوان الإسرائيلي خلف استشهاد 439 طفلا من بين 1450 شهيدا من بينهم 127 امرأة و139 مسنا و6 صحفيين و16 مسعفا. وأضاف بأن 5570 فلسطينيا جرحوا منهم 700 معاق حركيا وسمعيا وبصريا لا زالوا يتلقون خدمات طبية كاملة في مراكز الرعاية والتأهيل من بينهم 180 فلسطينيا فقدوا الأطراف العليا أو السفلى أو كليهما. وقال "بعد عام على الحرب نواجه شحا في الدواء وكأن العالم نسي غزة". وأكدت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الوضع في قطاع غزة سيئ للغاية ويتدهور على كافة المستويات حيث أكد عدنان أبو حسنة الناطق بإسم الوكالة "نحن في "الاونروا" نضطر بعد عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أن نبني بيوتا من الطين وكأننا نعيد غزة عشرات السنين إلى الوراء". وأكد أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين مازالوا يعيشون في العراء وبدون مأوي بعد أن دمرت بيوتهم وعجزوا عن إعادة بنائها معتبرا أن ما يتعرضون له من مشاكل نفسية واجتماعية هي صورة سيريالية قاتمة للذي يحدث في قطاع غزة. وتواصلت فعاليات إحياء الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط تنديدات دولية داخل وخارج فلسطين بمناسبة مرور سنة على العدوان الهمجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان "صمود وانتصار" وسط تنديدات دولية طالبت بضرورة رفع الحصار المفروض على القطاع. وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذه المناسبة تأكيده بملاحقة "مجرمي الحرب" الإسرائيليين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم وتسببوا في مقتل النساء والأطفال والشيوخ خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع". وقال "نجدد العهد بأن دماء مئات الشهداء والجرحى من أبناء قطاع غزة لن تذهب هدرا وأننا مصممون على ملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا أبشع الجرائم وأفظعها بحق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء في كافة المحافل وساحات القضاء الدولي إلى أن ينالوا قصاصهم العادل" . وفي بادرة أمل جديدة لفك الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع نظم 1400 مناضل حقوقي دولي يحملون جنسيات 43 دولة قافلة دولية أطلق عليها إسم "شريان الحياة 3" محملة بالمساعدات الإنسانية كان من المقرر أن تعبر امس معبر رفع على الحدود المصرية الفلسطينية لمساندة الشعب الفلسطيني إلا أن السلطات المصرية رفضت الترخيص لها بالمرور في موقف أثار استياء الحقوقيين الأجانب ودفع بحوالي 300 مناضل فرنسي إلى الاعتصام أمام سفارة بلدهم في القاهرة للتنديد بقرار الرفض المصري. وشهدت مدينة نيويورك مسيرة تضامنية مع سكان غزة إحياء لذكرى مرور سنة على العدوان الإسرائيلي شارك فيها ممثلون من مختلف العرقيات المكونة للمجتمع الأمريكي في شارع التايمز سكوير حيث يوجد مقر بعثة إسرائيل لدى الأممالمتحدة وسط إجراءات أمنية كبيرة حملوا خلالها لافتات ورددوا شعارات "أوقفوا تجويع سكان غزة ! وارفعوا الحصار الآن" أو "أطلقوا سراح السجناء الفلسطينيين السياسيين وحاكموا مجرمي الحرب الإسرائيليين" و"أوقفوا جميع أشكال المساعدة والتجارة الأمريكية مع دولة إسرائيل العنصرية" و"ادعموا حق الشعب الفلسطيني في العودة". كما تظاهر مئات المواطنين البريطانيين وسط العاصمة لندن إحياء للذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رددوا خلالها شعارات تدعو إلى فك الحصار عن غزة قبل توجههم إلى أمام السفارة الإسرائيلية في لندن وحملوا لافتات كتب عليها "نزيف غزة جريمة ضد الإنسانية" و"لن ننسى غزة" و"لينتهي الحصار الإجرامي على غزة" و"الحرية لفلسطين" و"العار عليكم .. تسقط إسرائيل". كما خرج آلاف الأتراك في مدينة اسطنبول في تظاهرة تضامنية مع سكان القطاع بمناسبة هذه الذكرى الأليمة شاركت فيها عشرات المنظمات التركية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي عبروا خلالها على نصرة الشعب الفلسطيني واستنكارهم للحصار الإسرائيلي المفروض على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من ثلاث سنوات.