بعد طول غياب، تعود الفنانة المسرحية الجزائرية المغتربة بباريس ''ريحانة'' إلى الركح من خلال مسرحية ''بالرغم من سني··· مازلت أختبئ لأدخن''، وهي أولى أعمالها المسرحية المكتوبة باللغة الفرنسية، التي بدأ عرضها في المسارح الباريسية منذ مطلع الشهر، ويستمر إلى غاية 16 من الشهر الحالي· وتدور فصول المسرحية حول وضعية المرأة ونضالاتها اليومية مع الحياة، المجتمع، السياسة والدين وغيرها من التحديات التي تواجه الجزائرية· ويكمن الجانب الجمالي في المسرحية في وضعها الديكور داخل حمام عربي، أكثر الأماكن حميمية بالنسبة للمرأة، حيث تتخلص فيه من كل الرواسب وتنفرد بأنوثتها، ليتحول إلى مكان للبوح وسرد المكنونات· وهي بالفعل ما أرادته المخرجة المسرحية التي جمعت حولها عددا من ممثلات من المغرب العربي للخوض في معاناة النساء، ولعل طابع المسرحية يتضح بداية من العنوان، الذي يلخص وجهة نظر الفنانة العاكسة للمرأة التي تجرؤ على كسر الممنوع في السر من دون الجهر به، وهو الأمر الذي تتقاسمه الكثير من النساء ممن لا يجرؤن على الاستمتاع بسيجارة أمام الملأ، وهو حال عاملة الحمام التي تقتنص لحظات انسجام مع بقية النسوة ومشاركتهن قصصهن من دون الخجل من استمتاعها بسيجارتها· المسرحية التي قالت بخصوصها مخرجتها ''من الصعب تصور عرضها في المسارح الجزائرية ليس فقط بسبب اللباس الذي تظهر به الممثلات، على اعتبار أنه زي الحمام المتمثل في إزار يغطي جزء من الجسم ''الفوطة'' لا غير، وإنما ترجع سبب هذا المنع للخطاب المتضمن في المسرحية والمناهض لكل أنواع القمع والرقابة التي يفرضها المجتمع الجزائري· الجدير بالذكر أنه بالرغم من هذا التخوف من عرض المسرحية في الجزائر، إلا أن الفنانة ''ريحانة'' كاتبة ومخرجة المسرحية عبرت عن سعادتها لحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي العرض المسرحي· للتذكير، فإن الفنانة ريحانة مقيمة بفرنسا منذ عام ,2000 بعد مسار مسرحي حافل بالجزائر مكنها من الحصول على العديد من الجوائز عن أدائها المسرحي، أهمها تلك التي حصلت عليها بقرطاج بتونس·