جرائم قتل بشعة تطرح على محاكم الجنايات خاصة تلك المتعلقة بقتل الأصول، حيث يغيب العقل والضمير والقلب، فيقدم الحفيد أو الابن على قتل والديه أو أقاربه بدم بارد ودون رحمة، وحتى بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان، وهو حال حفيد أقدم على ذبح جدته التي آوته منذ نعومة أظافره، لكن بمجرد شك أنها كانت وراء طرده كلفها إزهاق روحها، وكان حكم الإعدام الصادر عن محكمة الجنايات شديدا لهذه الجريمة البشعة· وقائع القضية -حسبما سردها قاضي الجلسة بمحكمة جنايات العاصمة- تعود إلى سنة 1998 عندما كان الحفيد (ح· س) يقارب الثلاثينات من العمر يعيش بمنزل جدته ببراقي منذ نعومة أظافره، كما كان متربصا بشركة سوناطراك، لكن سرعان ما دبت بينهم مشاكل عندما قدِم عمه الذي كان يسكن ببجاية للعيش في بيت الجدة رفقة زوجته وأبنائه، حيث أقدم هذا العم على طرد الشاب (ح· س) من المنزل، فشك المتهم بأن جدته هي من حرّضت عمه على طرده، فقرر قتله· ففي أول الأمر كان يهددها عن طريق الكلام ثم قرر قتلها جديا، فاهتدى لخطة جهنمية· ففي صبيحة يوم 6 ديسمبر 1998 اتجه نحو بيت الجدة، طرق الباب ففتحته له ودخل دون أن يسلم عليها، متجها إلى طاولة كان يخبئ فيها والده أغراضا يحتاجها، فأخذ منها سلكا كهربائيا، وخنقها به بعدما باغتها من الخلف وضغط بكل قوته حتى أسقطها أرضا، بعدها أخرج شفرة حلاقة ومررها على رقبتها· ولم يكتف بذلك بل وضع دلوا تحت رقبتها ليمتلئ بالدم، ثم تخلص منه في البئر، وبعدهائغادر منزل جدته متجها إلى مدينة بجاية حيث يقيم أهله، لكن ابن عمه كان شاهدا على الجريمة وأخبر عن الفاعل، وعليه امتثل المتهم (ح· س) أمام محكمة جنايات العاصمة عن تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، حيث التزم المتهم الصمت ولم يدل بأي كلمة، في حين كتب رسالة أثناء تواجده بالسجن يروي فيها تفاصيل جريمته البشعة· وبعد المداولات أدانته المحكمة بالإعدام ثلاث مرات متتالية، وذلك لأنه كان يطعن في الحكم السابق، في حين أن دفاعه بإفادته بأقصى ظروف التخفيف، لأنه يعاني من اضطراب نفسي أو عرضه على مختص في الأمراض العقلية، وهو الكلام نفسه الذي صرح به والده الذي حضر الجلسة·