كان جمهور تيزي وزو، في اليوم الخامس من المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري الذي تجري فعالياته بمدينة تيزي وزو، على موعد مع ثلاث فرق فلكلورية، قدمت عروضا فنية راقصة، وهي فرقة ''النسيم'' من النعامة، فرقة ''مولايا'' من لبنان، وفرقة البالي البربري ''واترولو'' من فرنسا، وكذا مع حفل غنائي ساهر مع فرقة ''كونتراست'' والمطرب ناجيم· إستهلت، السهرة الفنية، لليلة أول أمس، فرقة ''النسيم'' الرقص الفلكلوري التي جاءت من ولاية العلمة للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية حيث قدم أعضاؤها، رقصة فلكلورية تقليدية بطابع العلاوي مستوحاة من الموروث الثقافي الأصيل لمنطقة العلمة، مستخدمين الآلات الموسيقية الإيقاعية المعروفة في المنطقة مثل البندير والغيطة والطبل، تلتها فرقة البالي البربري ''واترولو'' من فرنسا، المتكونة من راقصات من مختلف الجنسيات، من بينهن جزائريات وإيطاليات وفرنسيات، قدمن رقصات فلكلورية في عدة طبوع، كالطابع القبائلي الخفيف الخاص بالأعراس، وطابع العلاوي والشاوي، كما قدمن عدة رقصات في الرقص الشرقي والغربي والهندي والخليجي، وقد فضلت الفرقة، إفتتاخ العرض برقصات قبائلية خفيفة على وقع أغاني ألمع الفنانين القبائليين، وكانت البداية مع أغنية الفنان محمد علاوة المعروفة ب ''أبابا الشيخ'' التي تجاوب معها الجمهور بالرقص والتصفيق، وبعدها أغنية الفنان الراحل معطوب الوناس المعروفة ب ''اسلاعبيتس أيبحري'' التي هزت مدرجات وأرضية ميدان ملعب ''أوكيل رمضان'' حيث تفاعل معها الجمهور بالرقص، كما تعالت الزغاريد الصاخبة التي أطلقتها النساء الحاضرات في هذا السهرة، وما ميز عرض هذه الفرقة هو تنوع الطبوع التي جسدتها تلك الراقصات فوق الركح، حيث أبدعن في رقصاتهن الهندية والشرقية، وقامت الراقصات بتغيير الملابس في كل رقصة قصد إبراز تراث كل طابع موسيقى· وتلتها، فيما بعد، فرقة ''مولايا'' اللبنانية، التي تشارك، لأول مرة، في هذا المهرجان، والتي قدمت عرضا فلكلوريا ناجحا، ميزته تلك الحركات الفنية الكوريغرافية التي سافرت بالجمهور إلى عمق تراث الرقص اللبناني، معتمدة، بصفة أكثر، على الحركات التمثيلية المسرحية، التي جسدتها فوق الركح بارتداء الملابس التقليدية اللبنانية الأصيلة، وما لوحظ خلال العرض، اعتماد هذه الفرقة على الشعر المستوحى من التراث اللبناني العريق تحت إيقاعات الموسيقى اللبنانية وقعقعات السيوف· وبعد انتهاء الفرق الفلكلورية من تقديم عروضها، أحيا كل من الفنان ''ناجيم'' وفرقة ''كونتراست'' حفلا غنائيا ساهرا، أمتعا، خلاله، الجمهور الحاضر بموسيقى عصرية· وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان ميزه تنظيم محكم بفضل المجهودات المبذولة من طرف المنظمين وأعوان الأمن الذين يسهرون على ضمان أجواء ملائمة ومريحة للجمهور المتوافد بالآلاف، لحضور العروض الفلكلورية والحفلات الفنية الغنائية المقامة في ملعب أوكيل رمضان· وقد أبدت العديد من العائلات، استحسانها لمستوى هذا التنظيم، وهو ما زاد من نسبة إقبالها منذ انطلاق فعاليات المهرجان·