ثورة خضراء جديدة في إيران؟! ثورة مضادة؟! موسوي غورباتشيف جديد في بلد الملالي؟! منذ أسبوع، لم تعد إيران، هي إيران·· ما حدث إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية من طرف وزارة الداخلية من احتجاجات وبروز إيرانين، إيران المدافعة عن خط التشدد، وعدم الرضوخ لضغوطات الغرب، وإيران التي تريد إحداث القطيعة مع دولة الفقيه والراغبة في الانفتاح على أمريكا والغرب·· المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة للساسة والمراقبين الغربيين·· لم يتصوروا أن يتحرك هذا الشارع بمثل هذه القوة والحماسة والعناد والإصرار·· ما الذي حدث في هذا البلد الذي عرف كيف يحافظ على الاستقرار منذ ثورة الخميني التي أطاحت بالشاه، وفاجأت في تلك الفترة العالم بأسره·· هل حدثت قطيعة بين الجيل المؤسس للثورة الخضراء والجيل الثالث الذي يريد إيرانا أخرى، إيرانا جديدة··؟! العالم انقسم إلى صفين، صف ساند أحمدي نجاد، منهم روسيا والصين وشافيز، وصف ندد بالتزوير ونادى باحترام حقوق الإنسان والحريات، منهم فرنسا ساركوزي، وألمانيا وبريطانيا·· بينما وقف أوباما في موقع المراقب لما يحدث من توجهات وتطورات جديدة·· في خطبة الجمعة انتقد المرشد خامينائي موسوي وحلفاءه الغاضبين، وحملهم مسؤولية إراقة الدماء إذا ما ظلوا مصممين على خوض المعركة ضد أحمدي نجاد في الشارع، انتصر لنجاد وللخط المتشدد·· إيران إلى أين؟! لا أحد يعلم·· لكن بأي شكل من الأشكال، إيران الغد سوف لن تكون إيران العقود التي مضت·· لقد حدث الشرخ داخل النظام وداخل المجتمع· وهذا الشرخ ليس بالضرورة سلبيا، بل قد يكون قوة تجدد، وقوة تحقق، ويكون رمز هذه القوة هو هذا الجيل الجديد الذي قد يفاجئنا بقيادات جديدة قد تعطي للحقل السياسي معنى أكثر حيوية وتميزا·· قد يسمى بالتجربة الديمقراطية وفق الخصوصية الإيرانية·· ووفق النظرة غير الغربية·