تصاعدت القبضة الحديدية بين المعارضة في إيران بقيادة المرشح الخاسر في رئاسيات 12 جوان الجاري مير حسين موسوي والسلطة الرافضة لإلغاء نتائج هذه الانتخابات التي أسفرت عن فوز الرئيس المنتهية عهدته محمود احمدي نجاد بولاية ثانية. ومن المنتظر أن تعيش إيران اليوم على وقع حركة احتجاجية واسعة بدعوة من المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي تخليدا لذكرى القتلى السبعة الذين سقطوا في الأحداث الدامية التي صاحبت المظاهرة الاحتجاجية التي نظمها أنصاره الاثنين الأخير وسط العاصمة طهران. وفي بيان بثه على موقعه الالكتروني أمس، دعا موسوي الشعب الإيراني ليوم حداد نهار اليوم مع تنظيم تجمعات في المساجد ومسيرات سلمية لمواساة عائلات الضحايا. وجدد موسوي دعوته لإلغاء نتائج الانتخابات وتنظيم أخرى جديدة وقال "إننا نأمل في أن تكون هناك حركة احتجاجية هادئة ضد الطريقة غير الشرعية التي تمت بها الانتخابات الرئاسية" وتعهد بمواصلة المطالبة بإلغاء النتائج وتنظيم انتخابات جديدة بطريقة تضمن عدم الوقوع مرة أخرى في التزوير. وواصل أنصاره امس ولليوم الخامس على التوالي مسيراتهم الاحتجاجية في العاصمة طهران في مسعى للضغط على السلطة ومجلس صيانة الدستور لإلغاء نتائج الانتخابات التي شككوا في نزاهتها رغم تحذيرات وزارة الداخلية التي منعت تنظيم هذه المسيرات. وكان مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامينائي الذي وصف إعادة انتخاب نجاد ب "الفرحة الكبيرة" بإمكانية إعادة إجراء فرز جزئي فقط لنتائج الانتخابات الرئاسية. وكان موسوي والمرشحين الاثنين الآخرين مهدي كروبي ومحسن رضائي تقدموا بطعن في شرعية نتائج الانتخابات الرئاسية لدى مجلس صيانة الدستور الذي اضطر إلى الإعلان عن استعداده لإعادة فرز جزئي لأوراق الأصوات المعبر عنها في مسعى لامتصاص غضب المتظاهرين المحتجين واحتواء الوضع الذي بدأ ينفلت بعد سقوط قتلى في المسيرات الاحتجاجية. ومقابل إصرار المعارضة على مواقفها ومواصلتها لحركتها الاحتجاجية تتمسك السلطة بشرعية انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية. وفي رده على مطالب المعارضة اعتبر الرئيس نجاد أمس أن إعادة انتخابه مجددا دليل على الثقة التي وضعها الشعب الإيراني في حكومته. وقال أن نتائج الانتخابات بفارق كبير على منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي تؤكد عمل الحكومة التاسعة الذي يقوم على النزاهة وخدمة الشعب في إشارة إلى ولايته الأولى (2005 2009). وأضاف أن "25 مليون إيراني أيدوا هذه الطريقة في مواصلة تسيير البلاد التي باتت راسخة في الثورة". وفي الوقت الذي صعد فيه أنصار المعارضة حركتهم الاحتجاجية ضد نتائج الانتخابات الرئاسية وسعت الحكومة الإيرانية من حملتها ضد وسائل الإعلام الأجنبية في مسعى لاحتواء اخطر أزمة تمر بها إيران منذ نجاح الثور الإسلامية عام 1979. فقد أدت المناوشات بين المعارضة والسلطة إلى توجيه وزارة الخارجية الإيرانية اتهامات إلى وسائل إعلام أجنبية بأنها "ناطقة باسم من يقومون بأعمال الشغب" ونبهت إلى انه سيتم القضاء على من وصفتهم ب "الأعداء". وفي أول موقف علني له منذ اندلاع الأزمة حذر الحرس الثوري وسائل إعلام البث المباشر مثل المواقع الالكترونية عن إزالة المواد التي تضعها وتخلق ما وصفه بالتوتر أو أنها ستواجه إجراءات قانونية. واستمرت حملة الاعتقالات التي تشنها السلطة ضد المعسكر الإصلاحي حيث أوقف أمس حميد رضا جلائي أستاذ علم الاجتماع بجامعة طهران وأحد نشطاء الحملة الانتخابية للمرشح حسين موسوي رفقة خبير الاقتصاد والمحلل السياسي سعيد لايلاز. وأمام حالة التوتر التي تميز المشهد الإيراني واصلت المجموعة الدولية إبداء قلقها من تطور الوضع في إيران بسبب قمع المظاهرات التي يقوم بها أنصار المعارضة ضد الرئيس نجاد.