اعتبر الناقد الرياضي المصري، حسن المستكاوي، الأداء الذي قدمه ''الخضر'' في المباراة التي جمعتهم بمنتخب ''كوت ديفوار'' هو الأحسن منذ 20 عاما، مؤكدا أن العناصر الجزائرية قد أبانت روح عالية من الجدية والحماس، بجانب لياقة بدنية عالية وإصرار أكيد على الفوز وتحقيق الفارق· كيف قرأتم مباراة الجزائر وكوت ديفوار الأخيرة، وما هو تقييمكم للمستوى الذي ظهر به ''الخضر''، مما أهلهم للتأهل للنصف النهائي؟ أولا: بالنسبة للمستوى، أعتقد أن المنتخب الجزائري كان في أحسن حالاته، وهي ربما المباراة التي تفوق فيها على نفسه قبل خصمه، وقدم أداءً لم نشاهده منذ 20 عاما مضت، وبالتالي بإمكاني القول أنها المباراة الأجمل من حيث الأداء والفنيات للمنتخب الجزائري منذ عشرين عاما· كما تميز الفريق هذه المرة بروح عالية من الجدية والحماس، والاستبسال والإصرار على الفوز بشكل لم نلحظه من قبل، بجانب تمتع عناصره بلياقة بدنية عالية وثقةمؤكدة بالذات· فبالرغم من التقدم الذي حققه فريق كوت ديفوار في الربع ساعة الأولى، إلا أن عناصر ''الخضر'' تمكنوا سريعا في التحرر من ''رهبة'' مواجهة منتخب في حجم كوت ديفوار، واستعادوا السيطرة على أعصابهم وعلى مجريات اللعب بشكل جدي وبإصرار كبير على الفوز· وأعتقد أن ذلك عائد لأسباب كثيرة، فضلا عن أن المباراة كانت فاصلة للتأهل للنصف النهائي - فاللاعب العربي عموما يلعب الكرة من أجل الوطن، فيما أن اللاعب الإفريقي يلعب الكرة من أجل الفريق، وعليك أن تلمس ذلك الفارق الجوهري بينهما·· وهذا بالتأكيد لا يعني أن الأفارقة لا يحبون أوطانهم أو لا يطمحون لتحقيق نتائج مبهرة لمنتخباتهم، لكن لكل فريق هدف أساسي وهدف أسمى· وما لا حظنا حتى التعاطي الشعبي والرسمي مع المباريات في أوطاننا العربية فهي تأخذ ذات الوضع، حيث تذاع الأغاني والأناشيد الوطنية إيذانا لبدء المباراة ولموعد الانتصار للوطن والعلم· وماذا عن مباراة الكاميرون ومصر اليوم (أجري الحوار قبل المباراة التي جمعت الفريقين)؟ أعتقد أنها مباراة صعبة جدا من كل النواحي، وأرجو أن يلعب المنتخب المصري بخبرته، حيث المؤكد -لدي على الأقل- ليس هناك أي مفاجأة يمكن أن يتعرض لها الكاميرون، كما حدث في الدورة السابقة مثلا، وأعتقد أنه أتى ليثأر· شخصيا، لا أؤمن ولا أقتنع بحكاية ''الكعب العالي'' أو ''الحظ الأوفر'' لأي منتخب، فكل طرف لديه أسلحة يلعب بها ولديه خطة مدروسة، والأقوى هو الذي يتمكن من توظيف كل ذلك لتحقيق نتيجة إيجابية والتأهل للنصف النهائي· أما بالنسبة للتوقعات، فأنا لا أحبها أبدا، وبالرغم من خبرتي الطويلة في المجال الرياضي وعملي فيه لأكثر من ثلاثة عقود، فإنني أرفض تقديم توقعات· وأعتقد أن معظم الذين قدموا توقعات وفيرة قبل ملعب الجزائر وكوت ديفوار قد خسروا الرهان الآن· في حالة فوز مصر على الكاميرون، سيتواجه المنتخبان الجزائري والمصري، مرة أخرى·· وهو كما نشاهد حديث الشارع المصري والجزائري الآن، ماذا تقول في هذا الشأن؟ شخصيا، لاحظت أن المنتخب الجزائري لعب بروح رياضية عالية وعظيمة مع نظيره الإيفواري، وأعتقد أنه لو لعب بذات الروح مع مصر -في حالة التأهل طبعا- وتجاوز ''الفراعنة'' أيضا اللقاءات السابقة، فإن الأمر سيمضي كما ينبغي ولن تحدث هناك أي مشكلات· أما لو حدث العكس، فإن الوضع سيكون معقد جدا وسيعيد تعريف مصطلحات ''الأشقاء ، والقومية العربية'' وغيرها من الروابط· وشخصيا، أتمنى أن يتجاوز المنتخبان الظروف والحساسيات القائمة، ويتواجهان كفريقين يتنافسان من أجل الفوز فحسب· هناك من أطلق على هذه الدورة وصف ''دورة المفاجآت'' في الصحف المصرية، هل تتفق مع ذلك الرأي؟ نسبيا، الوصف صحيح، فهناك عدة مفاجآت حدثت في هذه الدورة تحديدا منها ''الهزيمة الثقيلة'' للمنتخب الجزائري في أول مبارياته مع مالاوي، وهو أمر لم يكن متوقع، ثم عودة الفريق من بعيد، وإقصائه لكوت ديفوار الذي كان يحظى بأعلى نسبة ترشيح للنهائي والفوز باللقب! وغيرها من المفاجآت، لكن بالرغم من ذلك أعتقد أن لا مفاجأة بالنسبة للفوز بالبطولة، اللقب في أي دورة هو للكبار، وأعتقد أن الذي سيحصد الكأس في النهاية هو أحد منتخبات الكبار، وأقصد به الدول التي فازت به في السابق (مصر - الكاميرون / الجزائر - نيجيريا)·