يتحدث المدرب السابق للمنتخبين الغيني والإيفواري، الفرنسي روبير نوزاري، في هذا الحوار ل''الفجر'' عن المباراة الواعدة التي تجمع اليوم الخضر بمنتخب كوت ديفوار، حيث أكد أن نظريا الغلبة ستكون لمنتخب الفيلة الذي يعتبره أقوى منتخب في هذه الدورة لكن يرى من جهة أخرى أن إرادة اللاعبين الجزائريين قادرة على إحداث الفارق وتكسب المباراة مثلما حدث ذلك أمام المنتخب المصري في المباراة الفاصلة في السودان الجزائر تواجه المنتخب الإيفواري في الدور ربع النهائي·· بصفتك تقنيا تعرف جيدا الكرة الإفريقية ما هو تعليقك على هذه المباراة ؟ المباراة هذه ستجمع بين فريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا، ولديهما سمعة، سيما وأنهما متأهلان إلى المونديال· ولهذا أتوقع أن تكون المباراة مثيرة وكل شيء سيكون حاضرا فيها·· الاندفاع البدني والعروض الكروية، دون أن ننسى التنافس التكتيكي بين مدربي المنتخبين· بحكم أنك مدرب سابق للمنتخب الإيفواري وسبق لك وأن واجهت المنتخب الجزائري لمن تتوقع الغلبة ؟ يضحك، صراحة أتوقع تأهل المنتخب الإيفواري إلى الدور نصف النهائي· لماذا ؟ لأنه وببساطة المنتخب الإيفواري هو الأقوى في هذه المنافسة القارية وأرشحه للتتويج باللقب الإفريقي ومن الصعب جدا على أي منتخب الإطاحة بزملاء دروغبا· وبالنسبة لي لا يوجد أي حظ للمنتخب الجزائري للتأهل على حساب منتخب الفيلة· كونك تقنيا وتتابع دورة أنغولا ما هي أهم نقاط قوة وضعف المنتخبين الإيفواري والجزائري ؟ المنتخب الإيفواري ليست لديه نقاط ضعف عديدة، ما عدا غياب التركيز أحيانا لدى بعض اللاعبين، الأمر الذي يؤثر على مردود الفريق بصفة عامة، وعلى المنتخب الجزائري استغلالها في الوقت المناسب، أما نقاط قوته فلاعبوه يمتازون بقوة بدنية هائلة ويحسنون اللعب الجماعي، يرفعون ويخفضون وتيرة اللعب وقت ما شاءوا، الأمر الذي يفتقده المنتخب الجزائري· أما هجومه جد قوي بقيادة العملاق دروغبا القادر على اختراق أي جدار دفاعي ومهمة دفاع الجزائر ستكون جد صعبة· لم تحدثنا عن المنتخب الجزائري·· شاهدت مباريات المنتخب الجزائري في هذه الدورة، وصراحة لم يظهر أشياء كثيرة، وخسارته أمام المنتخب المالاوي فاجأتني· أظن أن نقطة ضعف الجزائر في هذه الدورة هي الغيابات بالدرجة الأولى نظرا للعنة الإصابات التي تطارد اللاعبين الواحد تلو الآخر· كما أن خط هجومه لم يكن فعالا في اللقاءات الثلاثة السابقة، الأمر الذي سيخلق لا محالة مشاكل للفريق أمام كوت ديفوار· ولكن يجب أن أشير إلى أن قوة المنتخب الجزائري هي الكرات الثابتة التي يجيد اللاعبون تنفيذها، وهي قادرة على إحداث الفارق كما قلت في حال استغلال غياب تركيز دفاع المنتخب الإيفواري· تتحدث عن المنتخب الجزائري وكأنك كنت تنتظر منه مردودا أحسن بكثير من اللقاءات التي خاضها في التصفيات؟ وهو كذلك، المنتخب الجزائري ظهر بمستوى أضعف بكثير من المردود الذي قدمه في التصفيات، وتتذكرون جيدا عندما صرحت أن المنتخب الجزائري لعب أحسن من المنتخب المصري في مباراة العودة بالقاهرة رغم الخسارة· ربما كما قلت الغيابات أثرت على مردود الفريق أو التحضيرات التي أجراها الفريق لم تكن في المستوى· لأنه حسب معلوماتي المنتخب حضر في مناخ بارد في فرنسا والتحضيرات كانت متذبذبة· المدرب سعدان برر خسارة مالاوي بالحرارة والرطوبة ما رأيك ؟ هذه مجرد ذرائع لا غير، فالجميع كان يعلم بأن المناخ الأنغولي حار وبه رطوبة عالية· حسب اعتقادي فإن التحضيرات لهذه الدورة لم تكن في المستوى مع احتراماتي للمدرب سعدان· وربما أيضا أذهان اللاعبين منشغلة أكثر بالمونديال وأنديتهم أكثر من تركيزهم على كأس أمم إفريقيا· إذن فوز الجزائر على كوت ديفوار شبه مستحيل بالنسبة لك أليس كذلك ؟ لا يوجد شيء اسمه مستحيل في كرة القدم، فالمنتخب الجزائري لديه إرادة فولاذية وإذا أحسن استغلالها فبإمكانه إحداث المفاجأة وإقصاء كوت ديفوار· وأقولها صراحة لو تأهلت الجزائر على حساب كوت ديفوار أرشح الجزائر للتتويج باللقب القاري· ما هي المنتخبات التي نالت إعجابك في هذه الدورة وقادرة على التتويج باللقب؟ المنتخب الإيفواري والكامرون وكذا المنتخب المصري الذي عاد بقوة ويملك فريقا قويا بإمكانه الحفاظ على تاجه· لكن المنتخب الجزائري تغلب على مالي وكاد يفوز على أنغولا؟ كوت ديفوار ليست مالي أو أنغولا وهذان المنتخبان لم يصلا إلى مستوى الكامرون أو نيجيريا ومصر· والاختبار الحقيقي للخضر سيكون اليوم أمام المنتخب الإيفواري بأرمادة من نجومه· هل تتوقع تألق المنتخبات الإفريقية في مونديال جنوب إفريقيا ؟ كل شيء محتمل· وتعرفون جيدا أن أقوى المنتخبات العالمية صارت تحسب ألف حساب للمنتخبات الإفريقية· فالكامرون فازت على الأرجنتين والجزائر على ألمانيا، ورغم صعوبة المهمة أتوقع مرور منتخبين إفريقيين على الأقل إلى الدور الثاني في المونديال· قبل ختام هذه الدردشة ما هي مستجدات نوزاري منذ مغادرتك المنتخب الغيني ؟ فضلت أخذ قسط من الراحة، وأنا الآن أدرس العروض التي وصلتني وقد أعود لتدريب أحد المنتخبات الإفريقية قبل المونديال