اعتبر المعلق الرياضي الكبير، لخضر بريش، رئيس مكتب ''الجزيرة الرياضية'' في إسبانيا، بأن تأهل محاربي الصحراء إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا بالإنجاز الجبار والعملاق الذي لا مثيل له في كل الأجيال التي حطت بأقدامها ضمن تشكيلة الخضر··· وشبّه بريش مباراة الخضر ضد كوت ديفوار بفيلم ''ألفريد هتشكوك''، وقال بأن سعدان وأشباله قد تجاوزوا مرحلة اللعب الفوضوي والمنتخبات باتت تخافهم اليوم· ما تعليقكم على الفوز المستحق الذي حققه محاربوا الصحراء ضد العملاق كوت ديفوار؟ الحقيقة أن الفوز كان مستحقا وعملاقا، ولا مجال للتعليق أمام قوة منتخبنا الوطني الذي برهن على إمكانيات كبيرة، جعلته يقفز إلى مستوى عالٍ من التنظيم والإنضباط المحكم، وأكيد أن الخضر قد برهنوا خلال مواجهتهم التاريخية أمام رفقاء دروغبا بأنهم كانوا الأقوى والأجدر بالتأهل إلى لعب النصف نهائي، وأعتقد أن لاعبي المنتخب الوطني قد تجاوزوا مرحلة الفوضي في اللعب وطريقة 2، 3، 4 وقد شاهدنا مباراة في القمة وكان بإمكانهم تسجيل أهداف أخرى لولا أرضية الملعب· أفضل رجل مباراة خلال مواجهة الجزائر - كوت ديفوار؟ الإنجاز كان جماعيا وكل اللاعبين كانوا رجال المباراة ولا يمكن أن نقصي أحدا عن الآخر، وللعلم أن معدل العمر في منتخبنا هو 23 عاما ونصف كلهم شباب برهنوا على إمكانيات عالية جعلتهم يلعبون أجمل مباراة في كأس إفريقيا، وبعد هذا الإنجاز يمكن للخضر أن يواجهوا أي منتخب كان دون عقدة، بل العكس المنتخبات الأخرى هي التي تخافنا اليوم وتعمل لنا ألف حساب قبل المواجهة، وهكذا فإن كل لاعبي الخضر كانوا رجالا في المواجهة ضد كوت ديفوار منتخب النجوم· هل ما زلنا منقوصين بعض الشيء؟ الحقيقة المنتخب في تقدم مستمر، غير أن الكابتن رابح سعدان عرف كيف يطبخ الأمور وينظم المنتخب ويخلق في قلوب اللاعبين ثقة كبيرة، وأريد الإشارة إلى أن خط الدفاع ما يزال يستدعي لاعبين من أجل تقديم الدعم، أذكر منهم مهدي لحسن ولموشية وجبور، وأذكر بعض الأسماء في مباراة ربع النهائي كانت في المستوى كحليش وعنتر يحيى وزياني وبوعزة الذي لم يلعب لمدة سنتين لكنه سجل هدفا، وبرهن بأنه قادر على العطاء والإبداع· بغض النظر عن نتيجة الكاميرون مع مصر، مع أي منتخب يتمنى بريش مواجهة الخضر في النصف النهائي·· ؟ بغض النظر وككل الجزائريين أتمنى مواجهة الخضر لمصر والبرهنة لهم مجددا أن تأهلنا في السودان إلى المونديال لم يكن مفاجأة، ولا صدفة و لا عنف، بل كان لعبا في الميدان وقوة الإبداع الكروي الجزائري، وفوزنا على رفقاء دروغبا كان دون جمهور في المدرجات ولا سكاكين بل كان فقط بالكرة· الصحافة الدولية ترشحنا لانتزاع لقب كأس إفريقيا؟ هذا ما نراه ونسمعه ونقرؤه بعد سحقنا لكوت ديفوار، فالصحافة الأجنبية ترشح أشبال سعدان لاقتلاع اللقب وهذا ليس مجاملة بل لبرهنتهم على مستوى عالٍ يستحق التشجيع، ولهذا أدعو الصحافة الجزائرية إلى الصبر مع محاربي الصحراء لأنهم شباب ويستحقون وقتا للصعود والتألق · هل تدعو كذلك بوتفليقة إلى نقل المشجعين إلى أنغولا للوقوف بجانب الخضر؟ هذا ما وعدت به الحكومة سابقا، و أرى أن عليها بذل مجهود لنقل المناصرين إلى أنغولا وتشجيع الخضر في النصف النهائي، وإن شاء الله النهائي والعودة بالكأس·