بريش يصف ما حدث أمام مصر بالمؤامرة ويُطالب بنقل مقر “الكاف” من القاهرة سارت القناة المغربية “ميدي سات 1” على خطى القنوات التونسية التي أبدت تضامنها الكامل مع المنتخب الوطني بعد المؤامرة التي تعرض لها الخميس الماضي على يد الحكم البينيني “كوفي كوجيا”، فقد كان البرنامج الرياضي الأسبوعي “الماتش” لسهرة أول أمس الاثنين مخصصا لكأس إفريقيا ومشاركة “الخضر“ بالتحديد، وكان من بين الضيوف الصحفي الجزائري بقناة “الجزيرة الرياضية“ لخضر بريش الذي فتح النار على “الكاف” والحكم الذي أدار لقاء الدور نصف النهائي أمام المنتخب المصري، كما أشاد بريش والضيوف كثيرا بما قدمه سعدان وأشباله. أثنى على مشوار “الخضر“ في بطولة كانوا الأحق بتاجها وفي حديثه أشاد بريش كثيرا بالمستوى الذي أظهره “الخضر“ في دورة أنغولا، حيث أكد أن الوصول إلى الدور نصف النهائي بعد الغياب عن دورتين سابقتين يعتبر إنجازا عظيما، كما اعتبر أن مستوى “الخضر“ كان يؤهلهم للمنافسة على الكأس لولا بعض الأمور التي حدثت والتي ترك الحديث عنها إلى ما بعد، على حد تعبيره. وللتأكيد على نجاح الفريق الجزائري في مهمته بأنغولا، أشار نجم الجزيرة الرياضية إلى الإصابات الكثيرة التي كان يعاني منها اللاعبون، وإلى مشاكل عنتر يحيى مع بوخوم الألماني وصايفي مع الخور القطري، بالإضافة إلى غياب الخبرة في مثل هذه المواعيد، وهذه كلها عوامل تؤكد أن الفريق الوطني أدى مشوارا جيدا -حسب بريش. “تأهل الجزائر إلى المونديال هو ما يُحرج المصريين وعرّج لخضر بريش في حديثه إلى العلاقة المتوترة رياضيا بين الجزائر ومصر، حيث رأى أن أكثر ما يحرج المصريين وجعلهم يحقدون على الجزائر هو تأهل “الخضر” إلى المونديال. ورغم أن صحفي “الجزيرة الرياضية“ لم يتعمق في حديثه في هذه النقطة، إلا أن كلامه كان واضحا، وما قاله ما هو إلا رد على الهجمة المصرية الشرسة على الجزائر ومنتخبها منذ مقابلة القاهرة، وصولا إلى مهزلة الحكم كوجيا في “بانڤيلا”. “سعدان حقق ما لم يكن يتوقعه لا هو ولا العرب“ وفي مواصلة إشادته بالمنتخب الوطني في دورة أنغولا، اعتبر لخضر بريش أن ما حققه فاجأ الجميع بمن فيهم المدرب الوطني رابح سعدان الذي لم يكن يتوقع هذا الانجاز الذي أبهر به العالم، خاصة العرب الذي أكد بريش أنهم أيضا لم يتوقعوا أن يلعب رفاق زياني دورة بهذا المستوى ويطيحون بعملاق اسمه كوت ديفوار، ما جعلهم أول المرشحين للقب لولا ما حدث في الدور نصف النهائي. “الجزائر أضعف دفاع لأن كوجيا أراد ذلك“ وفي الوقت الذي كان بريش يشيد بإنجازات “الخضر“ تدخل أحد الضيوف ليتحدث عن مفارقة عجيبة وهي أن الفريق الجزائري ومع كل النجاح الذي حققه، إلا أنه يعتبر أضعف دفاع في الدورة، وهنا قاطعه الضيف الجزائري، مؤكدا له أنه على الورق فقط يعتبر الدفاع الجزائري هو الأضعف لأن كوجيا أراد ذلك. وقد أسقط بريش كل الأهداف المصرية من الحساب، حيث رأى أن ركلة الجزاء غير شرعية وطرد حليش غير مستحق، وبالتالي فإن الأهداف المصرية الأربعة لا محل لها من الإعراب خاصة أنها جاءت أمام فريق بثمانية لاعبين فقط. “كوجيا لم يكن مقرّرا لإدارة المقابلة وهذا ما يؤكد المؤامرة وبعد ذلك خصص الجزء الأخير من البرنامج للحديث عن الحكم المهزلة، وقد اعتبر لخضر بريش أن تعيين “كوفي كوجيا” لإدارة لقاء الجزائر ومصر يؤكد على وجود مؤامرة استهدفت “الخضر”، حيث أكد أنه لم يكن مقررا من الأساس تعيين هذا الحكم لإدارة المواجهة، ولكن تم تغيير كل شيء في آخر لحظة، وجيء بالحكم البينيني لإقصاء الجزائر بأوامر خارجية. “مقرّا الكاف والإتحاد المصري في بناية واحدة وفي النهاية طالب لخضر بريش بنقل مقر الاتحاد الإفريقي من القاهرة، مؤكدا على أن هذه الهيئة لا هم لها إلا إرضاء المصريين وخاصة ضد منتخبات وفرق دول المغرب العربي، وحتى يؤكد صحفي الجزيرة الرياضية على ما قاله أشار إلى نقطة اعتبرها مهمة جدا، وهي أن مقر “الكاف” يوجد في البناية التي يتواجد فيها مقر الاتحاد المصري، وهو عامل قوي لإرضاخ الهيئة الإفريقية لأطماع المصريين. “مشكلة لحسن من صنع الصحافة وفي سؤال مقدم البرنامج عن إمكانية تدعيم المنتخب الوطني بلاعب سانتاندير الإسباني مهدي لحسن بعد المعارضة التي لقيها من بعض اللاعبين في السابق، كذّب بريش بصفة قطعية أن تكون هناك معارضة لقدومه من طرف اللاعبين، معتبرا ذلك كلام صحافة فقط ولا أساس له من الصحة. وقد اعتبر لخضر بريش نفسه الأقدر على الحديث في هذا الموضوع على أساس أنه كان وسيطا بين لحسن و“الفاف“، وأرجع عدم التحاق اللاعب قبل كأس إفريقيا إلى ما قيل في السابق عن ظروفه العائلية رفقة زوجته. “هل فازت مصر بسبب ضعف البطولة!؟ وقد كان واضحا من خلال حديث لخضر بريش أنه لم يكن مقتنعا تماما بالنتيجة النهائية لكأس إفريقيا، حيث أنه في الوقت الذي كان يتحدث أحد الضيوف عن تواضع المستوى قاطعه الصحفي الجزائري متسائلا: “هل فازت مصر بسبب ضعف البطولة؟”، وهو ما وافقه عليه المتحدث ولكنه أضاف هذا السبب إلى أسباب أخرى منطقية أدت إلى النهاية المعروفة. سعدان: “لأول مرة منذ عامين نقيم تربصا طويل المدى وخلال البرنامج تم بث حوار هاتفي مسجل مع المدرب الوطني رابح سعدان الذي أبدى رضاه التام على ما قدمه أشباله في كأس إفريقيا، مؤكدا أنه وجد الكثير من الإيجابيات في هذه المشاركة، كما اعتبر المدرب الوطني أن دورة أنغولا سمحت له لأول مرة بالبقاء لمدة طويلة مع اللاعبين، حيث قال: “أعتبر أن ما حققناه جيدا، وأنا راض تماما عن ذلك رغم أنه كان بإمكاننا تحقيق الأفضل. كما أن منافسة كأس إفريقيا سمحت لنا لأول مرة منذ عامين إجراء تربص طويل المدى تخللته 6 مقابلات رسمية، وهذا كان مفيدا جدا لنا لتحضير كأس العالم”. محمد فاخر: “سعدان grand monsieur“ وقد كان من بين ضيوف برنامج “الماتش” المدرب الوطني المغربي السابق محمد فاخر، والذي أشاد كثيرا بالمدرب رابح سعدان، واعتبره مدربا كبيرا بكل المقاييس، خاصة أنه استطاع أن يكوّن مجموعة قادرة على الوقوف أمام أكبر المنتخبات. وحسب فاخر، فإن ما أعجبه أكثر في “الخضر” هو القدرة على العودة بقوة مستشهدا برد فعلهم بعد الهزيمة المفاجئة أمام مالاوي في جولة الإفتتاح. المغاربة يؤكدون وقوفهم إلى جانب الجزائر أخذت صور وصول المنتخب الوطني إلى مطار “هواري بومدين” والاستقبال الحاشد الذي حظي به من طرف الأنصار إعجاب الحاضرين الذين ركزوا بالأساس على تواجد علمي المغرب وتونس إلى جانب العلم الجزائري في استقبال سعدان وأشباله، كما أكدوا على وقوف الشعب المغربي كله وراء “الخضر” وأنهم كانوا كلهم مناصرين له في هذه الدورة، وهو ما يفنّد إدعاءات بعض الصحف المصرية التي تحدثت عن خروج الجمهور المغربي للشارع احتفالا بتتويج الفراعنة. أكدت أن مباراة “بانڤيلا” أحيت روح الكراهية بين الشعبين... فقيهي يؤكد أن ما يحدث بين الجزائر ومصر سببه الآلة الإعلامية المصرية وصحيفة “الوطن“ السعودية تُحمّل الإعلام مسؤولية تدهور العلاقات فتحت صحيفة “الوطن“ السعودية في عددها الصادر أمس النار على الإعلام المصري والجزائري، وذلك فيما يخص قيادته للحرب الكلامية الأخيرة بين الجانبين المصري والجزائري بعد المباراة التي جرت بينهما مؤخرا، حيث لم يغفل التقرير على ما جاء من الإعلام المصري بجميع أنواعه في حق الشعب الجزائري منذ مباراة العودة بين المنتخبين العربيين الشقيقين قبل موقعة القاهرة، “لا سيما الإعلام المرئي والقنوات الفضائية التي كانت تمطر الجزائريين بعبارات الجارحة والمهينة لبلد المليون ونصف المليون شهيد”. كما هاجمت الصحيفة الإعلام الجزائري “الذي أكدت أنه ساهم في تكوين رأي عام سلبي تجاه كل ما هو مصري وخاصة بعدما فازت الجزائر على مصر وتأهّلت إلى المونديال بعدما أضافت على عناوين الصحف والتي تطرقت إلى أمور ما كان ينبغي أن تكون بين الأشقاء“. واعترف كاتب المقال أن “مباراة بانڤيلا لم تأت في وقتها وأحيت روح الكراهية بين الشعبين رغم مبادرات الصلح والتهدئة التي تبناها بعض العقلاء ولم تكن ناجحة“ -حسب رأي صاحب المقال. أكدت أنه من العار أن نترك الفرصة للإسرائيليين ليسخروا منا بسبب جلد منفوخ كما نبّهت الصحيفة السعودية إلى نقطة خطيرة وهي أن “حرب الإعلام المعلنة التي اندلعت بين وسائل الإعلام المصرية والجزائرية لم تكن لتشعل نار الفتنة بين شعبين شقيقين فحسب، بل أنها جلبت العار والهون للأمة العربية بعدما أقحم الإعلام الإسرائيلي نفسه طرفا ثالثا في المعادلة وبدأ يسخر منّا ويؤكد أن هذا هو تفكير المواطن العربي وقمّة وعيه، فهو مستعد ليضحي بكل شيء من أجل مباراة في كرة القدم“. مثل هذه المانشيتات هي التي قادت برنامج لوندون إت كرشنباوم أحد أكثر البرامج شعبية في إسرائيل لتقديمه للفقرة المتعلقة بالمباراة التي ربحت فيها الجزائر تحت عنوان: إن كرة القدم هي حرب عندما تكون بين مصر والجزائر“. وأكدت الصحيفة أنه “من العار لما يدعو مقدم هذا البرنامج مسؤولي بلده إلى التدخل ومحاولة التهدئة بين مصر والجزائر“. قراصنة “اليوتوب” نجحوا في فرض منطقهم على 120 مليون عربي كما تناولت الصحيفة السعودية مسألة تصدع العلاقات المصرية – الجزائرية من زاوية أخرى لما أكدت أن قراصنة “اليوتوب“ نجحوا في إحكام قبضتهم على الجزائريين والمصريين وأثروا وفق ما تقضيه مصالحهم في علاقات الشعبين اللذين كانا يتأثران بشكل أو بآخر بما كان يتناقل على المواقع الإلكترونية. كما تحدثت الصحيفة عن حرب القراصنة وأكدت أنها لم تفهم ما الذي استفاد منه هؤلاء من اختراق موقع الإتحاد المصري لكرة القدم، واختراق موقع الإتحادية الجزائرية لكرة القدم. وذكرت الصحيفة أنه لا يعقل ما قام به أحد المصريين لما ظهر في أحد مواقع “اليوتوب“ قبل موقعة القاهرة وتوعّد الجزائريين بإضافة 11 شهيدا جديدا وهو جعل كاتب المقال يؤكد أنه “نوع من الاستهزاء بشهداء الجزائر الذين دفعوا حياتهم من أجل نيل استقلالهم”. شبّه مصطفى عبده بالممثلة عبلة كامل في فيلم “سيد العاطفي” ورغم أن المقال المطوّل الذي تناولت خلاله صحيفة “الوطن“ السعودية قضية حول تدهور العلاقات المصرية –الجزائرية فيه الكثير من الأسى والحسرة على ما وصلت إليه علاقات شعبين شقيقين يجمعهما تاريخ ودين واحد، إلا أن الموضوع فيه بعض السخرية والطرافة، خاصة لما تهجّم صاحب المقال على مقدم برنامج “الكورة مع دريم“ مصطفى عبده وأكد أن هذا الرجل هو أحد رؤوس فتنة الإعلام المصري الذي لعب دورا بارزا في إحياء الأحقاد وزرع الفتنة مجددا بعد فوز منتخب بلاده على المنتخب الوطني برباعية كاملة. حيث “لم تتغيّر طباعه وأطلّ علينا يشتم كل ماله علاقة ببلد المليون ونصف المليون شهيد”، وأكد أن “مصر أعادت تربية الجزائريين بمجرد أن فازت عليها بهذه النتيجة العريضة”. كما شبّه كاتب المقال خرجة هذا المقدم بالممثلة عبلة كامل في فيلم “سيد العاطفي” لما كتب: “فخرج مذيع يحمل شهادة علمية كبيرة مثل الدكتور مصطفى عبده ليمثل شخصية عبلة كامل في برنامج “كورة دريم“ عندما كانت تسخر بالزملكاوية في فيلم سيد العاطفي، بعبارة ستة رايح أربعة جاي، ليؤكد عبده أنهم كانوا قادرين على مسح الجزائريين بستة أو سبعة أو ثمانية، ويواصل استفزازه ويؤكد أن مصر لم تفز فقط، ولكنها أعادت تربية الجزائريين خلال المباراة وتأديبهم“. رشيد فقيهي (خبير سعودي في علم النفس الرياضي): “ما يحدث بين الجزائر ومصر أمر غير طبيعي، وسببه الآلة الإعلامية المصرية” اعتبر خبير التنمية البشرية والخبير في علم النفس الرياضي رشاد فقيهي ما حدث ويحدث أمرا غير طبيعي، وإن ظهر عقب المباراة الإفريقية الأخيرة بصورة أقل وذلك عائد لأهمية كأس العالم، وقال: “أعتقد أن الإعلام ولّعها بشكل كبير وتحديدا الإعلام المصري الذي يملك آلة إعلامية ضخمة“. وأكد فقيهي على أن الوسائل الإعلامية الجديدة مثل “اليوتوب“ والإنترنيت المفتوح ساهمت بشكل أوسع في تطور المسألة، وأضاف: “للأسف تمت فبركة بعض المقاطع القديمة من قبل الجانبين وإظهارها بصورة حديثة، وذلك أسهم في سكب الزيت على النار”. وواصل: “لن نغفل موجة الشتائم التي رافقت هذه المقاطع والتي قادت حتى غير المعنيين في القضية للتطرق إليها والحديث عنها”.