أصبح عدد كبير من الأحياء الشعبية بالعاصمة يشكل خطرا كبيرا على المارة وعلى السكان، بسبب اعتداءات السرقة المتكررة التي أودت بحياة العديد من الأشخاص من أجل الحصول على هاتف نقال زهيد الثمن أو مبلغ مالي بسيط لا يستحق إزهاق روح، لذلك إضطر الكثير من المواطنين إلى عدم مغادرة منازلهم بعد ساعات متأخرة من المساء وتجنب الخروج ليلا خوفا مما قد يحدث لهم على يد عديمي الضمير، فهذه الظاهرة تفشت بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة وتحولت السرقة إلى مهنة عند الكثيرين مبررين ذلك بالحاجة والظروف الاجتماعية التي خلقت مثل هذه الآفة التي تعدت ذلك إلى القتل إذا اقتضى الأمر بدون حمة ولا شفقة· كثيرة هي الأمثلة، ومنها قضية ''وحيد'' كاد يذهب ضحية هؤلاء الأشخاص من أجل 200 دج كانت في جيبه، فبتاريخ 21 ماي ,2008 خرج من مقر إقامته بحي الينابيع في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا متوجها إلى حي قاريدي بالقبة وعند وصوله إلى جسر بالحي شاهد شخصين قادمين من أسفل الجسر فتقدم أحدهما و بقي الآخر خلفه، وفي الوقت الذي ألقى فيه أحدهم عليه التحية تفاجأ بوضعه سكينا على صدره من الجهة اليسرى وطلب منه منحه ما يملكه من مال وعندما حاول هذا الأخير الاستفسار عن السبب قام بتوجيه طعنة له على مستوى الفخذ الأيسر، ثم ألقيا به من أعلى المنحدر، وهناك قام الثاني بربطه وفتشوه حيث عثروا على 200 دج، وعندها ثار المتهمان، معتبرا ذلك استهزاء بهما غير أن الضحية أكد أنه يوجد بحوزته هاتف نقال لكنهم لم يعثروا عليه فثارت ثائرتها مجددا وعندها وجه له طعنة مباشرة على مستوى الرقبة من الجهة اليسرى محاولا توجيه سلسة من الطعنات التي قام الضحية بردها بيده اليسرى، ثم قام باحتضان المتهم في محاولة لمنعه لكنه فشل، وهناك تلقى طعنات أخرى على مستوى الكتف والظهر ثم سقط وانحدر إلى أسفل الطريق حيث وبقي هناك إلى أن شاهد شخصا فوق الجسر فطلب منه المساعدة في الوقت الذي فر فيه المتهمان على متن سيارة، وعندها تم نقل الضحية إلى مستشفى القبة لتلقي العلاج ومكث هناك أربعة أيام نتيجة الإصابات، حيث تسببوا له في عجز لمدة 60 يوما، وحسب تقرير الخبرة، فإن الضحية تعرض إلى تسع طعنات على مستوى الرقبة والصدر واليد اليمنى والفخذ والظهر· وإثر ذلك فتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية وتم التوصل إلى المتهمين وهم ثلاثة بعد تعرف الضحية على واحد منهم ليتم توقيفهم وإحالتهم على محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة على أساس جناية محاولة القتل العمدي ومحاولة السرقة المقترنة بظروف استعمال العنف، الليل والتعدد وإحضار مركبة لمحاولة الهروب وخلال امتثال المتهمين، إعترف المتهم الرئيسي في القضية (ش،ع) بالوقائع والتهمة المنسوبة إليه فيما أنكر المتهمان الآخران ما نسب إليهما، مؤكدين أنه مجرد افتراء من المتهم الأول، ولا علاقة لهما بالقضية غير أن النائب العام خلال مرافعته أكد أن التحريات أوصلت إلى المتهم الأول الذي عثر بحوزته على السكين المستعمل في الجريمة، وهو من كشف عن شريكيه اللذين عثرا بحوزتهما على سلاحين، ليطالب في حقهم بعقوبة السجن المؤبد مع مصادرة المحجوزات بما فيها السيارة المستعملة في الجريمة، وبعد المداولات قررت المحكمة إدانة المتهم الرئيسي (ش،ع) ب 10 سنوات سجنا نافدا والمتهم (ب،ز) بعامين سجنا نافدا، فيما استفاد المتهم الثالث من البراءة·