تجددت الاتهامات المغربية في حق مشايخ الطرق الصوفية الجزائرية، هذه المرة الاتهام جاء على لسان المدعو عبد الواحد ياسين، الكاتب العام للزاوية العلاوية بالمغرب· ففي خرجة إعلامية لهذا الأخير، أكد أنه يملك من الدلائل ما تثبت أن الشيخ خالد بن تونس، الشيخ العام للطريقة العلاوية: ''يخطط لتشكيل لوبي سياسي تحت غطاء صوفي''، مستشهدا بالملتقى الدولي الذي جمع الصائفة الماضية في مدينة مستغانم، مسقط رأس مؤسس الطريقة أحمد بن مصطفى العلاوي، الآلاف من خبراء ومشايخ التصوف من مختلف بقاع العالم· الغريب في الإدعاء المغربي أنه يروج لفكرة كون الشيخ خالد بن تونس يسعى لضمان ولاء شيوخ الطريقة العلوية عبر العالم في القضايا السياسية، في إشارة إلى قضية الصحراء الغربية· الأكثر غرابة أن المتحدث باسم الطريقة العلوية بالمغرب بات يشكك في انتساب الطريقة العلوية للجزائر، بالرغم من تأكيدات شيخ الطريقة الجزائري خالد بن تونس خلال الملتقى الدولي على الدور الكبير الذي تقوم به الطرق الصوفية في المغرب العربي والعالم الإسلامي على العموم في إعادة رسم صورة إيجابية للإسلام السمح بعيدا عن دهاليز السياسة· لم تتوقف اتهامات الطرف المغربي عند هذا الحد، فقد جاء التأكيد على رغبة خالد بن تونس، المقيم في باريس: ''سحب البساط من المغرب في تسيير شؤون الزوايا العلوية الموجودة في أوروبا''· هذا الموقف المغربي يذكرنا بتلك الحملة الإعلامية المغرضة التي قادتها وسائل الإعلام بإيعاز من القصر الملكي سنة ,2006 حين تم تنظيم الملتقى الدولي حول الطريقة التيجانية· فقد قام المغرب بذات السيناريو في محاولة للتأكيد للرأي العام أن منبع الطريقة في المغرب، وإن كان ميلاد المؤسس في جنوبالجزائر· فقد وصفت حينذاك الصحف المغربية الملتقى المقام في مدينة الأغواط على أنه ''سرقة رموز وأعلام الطرق الصوفية''، وهو ما دفع بالمغرب للمسارعة في تنظيم ملتقى دولي حول الطريقة الصوفية التيجانية بمدينة فاس، كان بمثابة ملتقى مضاد للجزائر· والجدير بالذكر أن هذه الحرب الصوفية التي تشنها المغرب بين الحين والآخر على الجزائر تعود في المقام الأول لسعي المملكة الشريفية للسيطرة على زمام التصوف في منطقة المغرب العربي·