الفنان عادل إمام الذي تربع على عرش الكوميديا المصرية سنين طويلة، وبقي بدون منافس تقريبا وهو في سن السبعين متجاوزا في وقت مضى أسلافه إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وأستاذه فؤاد المهندس، وانتصر على معاصريه من أمثال سمير غانم وسعيد صالح والراحل يونس شلبي، وتجاوز بنجاح بريق محمد هنيدي في العشرية الماضية، يبدو أنه يقترب من نهاية عرشه، وجاء من ينتزع منه الريادة في هذا المجال، ومنافسه هو شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي وبعض نجوم الكوميديا الواعدين من مجلس البحوث، الباحث عن صور شيخ الأزهر ''الشريف'' محمد سيد طنطاوي عبر محرك غوغل سيجد حتما تلك التي تمثله وهو يصافح رئيس إسرائيل الحالي شمعون بيريس في حالة حميمية نادرة، وتلك الصور ليست من وحي قراصنة الأنترنت وهواة ''الفوتوشوب'' الذين يتلاعبون بالصور وتركيبها حتى يتحول الخيال إلى ما يشبه الحقيقة العينية، بل هي صحيحة مائة في المائة بشهادة ''فضيلة الشيخ'' نفسه، وكان قد نفى نفيا قاطعا لقاءه مع بيريس ومصافحته إياه قب ل أن تفاجئه الصورة، وعندها قال بأنه صافح ذلك الشخص فعلا، لكنه لم يكن يعرفه، مع العلم أن الصورة تمثل بيريس والطنطاوي في أرذل العمر، فإن كان صافحه ثم كذب بذلك السلوك لا يليق به، وإن صافحه وهو لا يعرفه تلك كارثة كبرى وكيف لعالم ''جليل'' لا يعرف شخصا مثل بيريس؟ لقد كان ذلك من المواقف الكوميدية الطريفة للشيخ سيد طنطاوي الذي أفتى زميله الدكتور عبد الله النجار قبل أشهر بتكفير الشعب الجزائري وتوعدهم بالخسران في المونديال وفي الآخرة، لا لسبب إلا لأن الجزائريين حرموا المنتخب المصري من الذهاب إلى المونديال· وكان الشيخ طنطاوي الذي صافح بحرارة شمعون بيريس قد زأر في وجه طفلة صغيرة وبهدلها حتى أصبحت مهددة بعقدة نفسية مزمنة في باحة الأزهر، لأنها كانت ترتدي النقاب، بطريقة لا تليق بسنه ولا علمه ولا حتى مقامه· ولأن الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية السابق، هو حافظ هذه المؤسسة الدينية من أي شيء يسيء إليها، فقد غض الطرف عن فتوى زميله عبد الله النجار الذي كفّر الشعب الجزائري (وأنا منهم)، وفي المقابل لم يتوان في تحريم تناول رواية سيرة ''الأيام'' لطه حسين ومنع تدريسها في المؤسسة، لأنها تحتوي عل عبارات تسخر من شيوخ الأزهر أنفسهم ولا يجوز ذلك بأي حال من الأحوال· ولم تتوقف الإبداعات واللطائف الأزهرية والطنطاوية عند هذا الحد، فقد أفتى أخيرا بتحريم استعمال ''الفايس بوك'' بعد أن أيقن أن هذه الشبكة الاجتماعية الإلكترونية تدفع إلى الخيانة الزوجية، فلنبارك الأمة الإسلامية على أن الله ألهم الشيخ والمؤسسة التي يشرف عليها معرفة سبب الخيانة الزوجية التي لم تكن موجودة قطعا قبل ابتكار شبكة ''الفايس بوك''، ولنبارك للكوميديا العربية ميلاد خليفة لعادل إمام·