نجمة تلفزيونية من الطراز النادر، شنت عليها الكثير من الفنانات والنجمات حروبا اندلعت ولم تتوقف حتى الآن، تقول ببرودة دم "ذلك متوقع"، فقد اختارها النجم يحيى الفخراني بطلة دائمة أمامه، كما تمسك بها نور الشريف لتشاركه مسلسله القادم. * فاجأت الجمهور في مسرحية "مراتي زعيمة عصابة" أمام سمير غانم، ولكنها أكدت عشقها للمسرح السياسي.. إنها النجمة نهال عنبر التي ترى بأن الجزائريين مولعون بممارسة فن الممكن.. التقتها "الشروق" في استراحة مسرحيتها "منين أجيب ناس" بمسرح فؤاد المهندس وسط القاهرة، فكان هذا الحوار. * * * نبدأ من العرض المسرحي الذي نحضره لك اليوم، بعنوان "أجيب ناس منين"، كبطلة ما هي رؤيتك لهدف الكاتب؟ يعني بتعبير آخر ماذا يقصد ب "أجيب ناس منين"؟ * - النص المسرحي هو إعادة لكتابة نص تراثي قديم تم تقديمه فنيا عشرات المرات، وعبر أكثر من وسيلة، وهو النص الذي يحكي قصة العشق والصمود بين البطلين الشعبيين حسن ونعيمة، وبالتالي فهو عندما يطرح عنوان "أجيب ناس منين" فهو يعني تحديدا أجيب من أين ناس تفهم وتدرك معنى الحب والمقاومة والصمود... وغيرها من القيم التي انهارت للأسف في مجتمعاتنا وأضحت لا تعبر عن حقيقة انتمائنا وهويتنا. * * * نراك في هذا العرض المسرحي الجديد، والمليء بالأفكار التي تبتعد ربما عن جو المسارح الأخرى المبنية على نصوص كوميدية وأيضا نجوم يسعون لإضحاك الجمهور أكثر من إفادتهم، ألم تتخوفي من التجربة؟ * -بالعكس، لقد وافقت على النص بمجرد انتهائي من بعض الارتباطات الفنية، خصوصا ما تعلق منها بالمسلسلات، وكنت خائفة جدا من أن يهرب الدور مني لفنانة أخرى (تضحك).. لكن دعني أقول لك شيئا يتعلق بمسألة الكوميديا في المسرح المصري، والتي يبدو من خلال سؤالك أنها وصلت نقاشاتها عندكم في الجزائر، "..." يجب أن تعرف أنه لا يزال في مصر مسرح جاد ومحترم يقاوم التهريج وتمييع الأفكار وتشتيت الوعي عند الجمهور، وأنا أعتبر هذه المسرحية جزءا منه، وأتمنى من كل قلبي أن تسمح لي الظروف والفرصة أن أزور الجزائر لأقدم على مسرحها هذا العمل السياسي الهام، لأنني مثلما أعرف وأسمع عن الجمهور الجزائري أنه مهوس بالسياسة ويفهم الكثير من خلفيات الأمور، وهو ليس جمهورا من السهل خداعه. * * * لكن هذا لم يمنعك من المشاركة في بطولة مسرحيات كوميدية تهدف إلى الإضحاك، والدليل وقوفك إلى جانب النجم سمير غانم في مسرحية "مراتي زعيمة عصابة"؟ * -صحيح، وقد كانت تجربة هامة ومميزة في مساري، وهي أول بطولة لي في المسرح الخاص، والعمل لاقى تجاوبا كبيرا، ولا أعتقد أنه كان خاليا من فكرة بل بالعكس قدمنا فيه صورة المرأة المتسلطة والمهيمنة على رأي زوجها.. * * * طيب، إذا كانت نهال عنبر تدافع بقوة عن المسرح، فأين هي من السينما؟ لماذا نراك لم تبدئي أصلا إذا استثنينا تجربتين يتيمتين مع محمد هنيدي في "جاءنا البيان التالي"، وسامو زين في "90 دقيقة"؟ * - كلامك صحيح، أنا تقريبا غائبة عن السينما، أحيانا يُفرض علي هذا الغياب وأحيانا أخرى يكون بإرادتي ورغبتي. * * * (مقاطعا) كيف ذلك؟ * - لقد غبت عن كثير من الأفلام التي عرضت علي، بسبب رفضي للأدوار التي أراد بعض المنتجين أن يلصقوها بي، مستغلين من وراء ذلك نجاحي في التلفزيون، وهو ما قمت بالتصدي له ومنعه من الوقوع، حيث سعيت بقوة للحفاظ على جمهوري ولو اضطرني الأمر للتضحية بالسينما، ولكن هذا لم يمنع من القول إن لي إطلالة قريبا ستكون مفاجأة للجمهور، والمفاجأة هنا ليست بحجم الدور ولا بالبطولة فيه ولكن بتأثيره وفعاليته في السينما. * * * هل ممكن أن نعرف التفاصيل؟ خصوصا أنّ هناك أخبارا تقول إنك ستقدمين عملا رفقة ابنك المخرج حسام الحسيني؟ * - هناك عمل مع ابني حسام الحسيني، ولكن أنا كنت أقصد فيلما آخر وهو "بنتين من مصر" الذي أظهر فيه كضيفة شرف، وألعب دور طبيبة نفسية، علما أن العمل من بطولة الفنانة زينة وتأليف وإخراج محمد أمين، ويظهر فيه العديد من النجوم كضيوف شرف، وأتوقع أن يترك أثرا إيجابيا عند متابعي أعمالي. * * * الجمهور في الجزائر تعلق بك من خلال المسلسلات، هل وصلتك أصداء ذلك؟ * - نعم، لقد تلقيت الكثير من الرسائل والإيميلات من طرف الجزائريين بعد مسلسلاتي الناجحة، وخصوصا "عباس الأبيض في اليوم الأسود" وأيضا "سكة الهلالي" و"يتربى في عزو".. وآخر مسلسلاتي كان "عدى النهار" علما أنّني أعد الجمهور الجزائري عبر جريدة "الشروق" بظهور قوي في مسلسلي القادم مع نور الشريف، وأتمنى من كل قلبي زيارة بلدكم الرائع الذي أتابع أخباره باستمرار وأتمنى له الاستقرار والطمأنينة.