توفي اليوم السبت، عن عمر ناهز ال87 سنة، المجاهد و البرلماني الأسبق عن مدينة الإدريسية "عطية بوشاقور" وهو أحد مجاهدي فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا وأول نائب في المجلس الشعبي الوطني عن بلدية الادريسية ومستوفي مكتبها البريدي. وسيتم دفنه بمقبرة زنينة بعد صلاة الظهر يوم غد الأحد. ولد المجاهد "عطية بوشاقور"، في زنينة سنة 1930 وفيها نشأ يتيما وكفلته عمته بعد أن فقد أباه وعمره 03 سنوات ثم أمّه في سن السادسة اثر اصابتها بداء السل. فكانت العمّة هي التي تولّت تربية الطفل "عطية" وألحقته بزاوية الشيخ سي عبد القادر طاهري الزنيني لتعليم القرآن الكريم، وهي الزاوية التي ما تزال عامرة الى غاية اليوم. كما التحق بمدرسة "راوول بوني" بزنينة لينتقل سنة 1944 للجزائر العاصمة وعمره 14 سنة ويعمل في مطعم. وفي الجزائر العاصمة انخرط الشاب "عطية بوشاقور" في الحزب الشيوعي ثم ما لبث أن تحصل على منصب عمل كمساعد مخبري في "الشركة الوطنية لاستكشاف واستغلال البترول في الجزائر – S.N.REPAL" التي تأسست سنة 1946 في حيدرة. وفي هذه الشركة اكتسب خبرة تقنية ستساعده في عمله الفدائي وتحضير المتفجرات في باريس في اطار "مجموعات الصاعقة – groupes de choc". ولأن الشاب "عطية" كان معروفا عنه عزة النفس وعدم الخضوع أو الرضا بالذل، فقد دخل في مناوشة في المصنع الذي يعمل به أين تعرض الى محاولة اهانة ثم اعتداء بالضرب من طرف مهندس اسباني يعمل معه فردّ عليه بوشاقور وضربه. وبعد هذه الحادثة هاجر الى فرنسا سنة 1947 وعمل كمسؤول مخزن في مصنع للسبائك ومرة أخرى سيرى بأم عينيه التمييز العنصري والاهانة التي يتعرض لها الجزائريون. فقد استفزه أحد الفرنسيين بالقول لماذا تركت الجزائر وجئت لتأخذ منصب عملنا؟ فردّ عليه بالقول وماذا تفعلون أنتم في بلادي؟ وذكر أن تجربته في فرنسا جعلته يقتنع أن الفرنسيين يكرهون الإسلام والعرب. هذه الظروف جعلت من الشاب عطية مدافعا شرسا عن الجزائريين المضطهدين في فرنسا، وفي نفس الوقت جعلته يستعد نفسيا للانخراط في العمل الثوري المسلح وفي نفس الوقت العمل السياسي. فالتحق ب "الحركة الوطنية الجزائرية MNA" لمدة سنة واحد. كما كان يشرف على خلية للإتصال تحضيرا للثورة الجزائرية ليلتحق بفدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا سنة 1956 وكان مكلفا بجمع الاشتراكات، اضافة الى أنه قاد ونسّق عدة هجمات فوق التراب الفرنسي أين كان متخصصا في تحضير المتفجرات وزرعها في اطار المجموعات السرية "مجموعة الصاعقة – Groupes de Choc" في القطاع رقم 200-21-22. وقد كلفه ذلك القاء القبض عليه وتعذيبه أثناء الاستنطاق بكل الطرق لاسيما التعذيب بالكهرباء ووضعه تحت الرقابة اللصيقة بعد اطلاق سراحه. بعد استرجاع الحرية سنة 1962، تقلد "الحاج عطية بوشاقور" منصب مستوفي ببريد الإدريسية فكان رمزا للعمل والصرامة والاخلاص وخدمة سكان زنينة وأحوازها. وقد انتُخب عن زنينة في المجلس الشعبي الوطني خلال العهدة البرلمانية 1982 – 1987 فكان خير ممثل لمدينته ولسائر ولاية الجلفة. ويذكر من عاصروه أنه كان منضبطا في الخدمات البريدية التي يقدمها مكتب زنينة حتى في يوم السوق الأسبوعية بزنينة، أين كان يتسوّق باكرا ثم يفتح مكتب البريد على الثامنة تماما في يوم الأربعاء المصادف للسوق. كما كان يقول عن نفسه " أنا أنال أجري الشهري لكي أخدمك لا تقل لي "يرحم والديك". رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه. وكانت "الجلفة إنفو" قد زارت الفقيد ببيته العائلي في أكتوبر 2016 أين التقت أبناءه وأقاربه وسوف تعود "الجلفة إنفو" الى سيرة هذا المجاهد بمزيد من التفاصيل. صورة للمرحوم سنة 1962، ملك للباحث وجامع الصور "بلخضر شولي": فيفري 2013: جمعية "الأدارسة للفن والتراث" بالإدريسية في زيارة للمجاهد "عطية بوشاقور" في زيارة الى الفقيد ببيته في أكتوبر 2016