عاشت مدينة الشارف جنوب ولاية الجلفة، أمس، على وقع حادثة سطو بالسلاح الأبيض في وضح النهار، نفذتها مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين ضد عائلة رجل من الدفاع الذاتي، دخل معهم في مشادات وصلت إلى إطلاق النار على أحدهم، وتم القبض على الثاني، فيما فر الثالث ب50 مليون سنتيم. كشف شهود عيان، ل''الخبر''، أن عصابة مكونة من ثلاثة مهاجرين غير شرعيين من دولة مالي، هاجموا أسرة تسكن بحي ''القعدة'' ببلدية الشارف في وضح النهار، حيث دخلوا، حسب روايات شهود العيان، مسكن أحد رجال المقاومة وهو في الأربعينيات من العمر، متزوج وأب لأربعة أطفال، وحين اقتحموا المنزل أوصدوا الباب وأخرجوا أسلحتهم البيضاء المتمثلة في سكاكين حادة، ليطلبوا من رب الأسرة إعطاءهم المال الموجود لديه بعد أن وضعوا السكين على رقبته. وبالتهديد، دلهم على مكان تواجد المال المتمثل في مبلغ 50 مليون سنتيم. وفي هذه الأثناء، كانت الأسرة بالداخل قد بدأت تصرخ وتطلب النجدة، ولحسن الحظ كان صهر الرجل جارا ففتح الباب بالقوة ودخل معهم في مشادات وعراك بواسطة العصي، وهنا استغل رب الأسرة فرصة وجود صهره ليتناول بسرعة سلاحه باعتباره رجلا من رجال المقاومة، فيطلق النار على أحدهم أصابه في رجله، وتم القبض على الثاني بمساعدة صهره وربطه بحبال، فيما فر الثالث الذي كان يحمل المبلغ النقدي. ولما سأل صاحب البيت الشخصين وبحث في وثائقهما، تبين من كلامهما الذي اختلطت فيه اللهجة التارفية بالفرنسية، بأنهما من مالي. كما تم تبليغ رجال الدرك الوطني الذين تدخلوا رفقة أعوان الصحة والحماية المدنية، حيث تم نقل الجريح إلى مستشفى الشارف لتلقي الإسعافات الأولية، ثم نقل إلى مستشفى عاصمة الولاية وتم التحفظ على الثاني. بينما انتشرت قوات الدرك الوطني رفقة الجيش عبر مخارج البلدية ومحيطها بحثا عن الجاني. واعتبر السكان الذين التقينا بهم في بلدية الشارف، أن الحادثة تكمن خطورتها في خطر المهاجرين السريين من اقتحام وتحدٍ صارخ باستعمال القوة وفي وضح النهار. وهو ما يعني أن وراء هذه المجموعة قوات تحميها. ورغم أن المطلب الظاهر هو البحث عن المال والسرقة، فقد يكون باطنها الدعم اللوجيستي للإرهاب خاصة الوصول إلى منطقة الشارف، التي كانت مسرحا لمعارك مع المجموعات الإرهابية.. ثم هل التركيز على رجل المقاومة كان مخططا له؟ وهل كان للمجموعة دليل ومرشد يحدد لها خطواتها؟ الأسئلة سيجاب عليها بعد التحقيقات التي تجريها مصالح الأمن مع الموقوف والمكسور وبعد القبض على الشخص الهارب.