وقفتُ على كتاب أسنِدَ له عنوان : ابن باديس من خلال الإجازات والوثائق وتقارير المخابرات الفرنسية، تأليف: الدكتور عمار طالبي، وعبد المالك حداد، طبع بدار الأصالة، ط/ الأولى، سنة 2017 م. وأثناء قراءتي للكتاب عجبت لما حواه مِن سطوٍ على جهود مجموعة من الباحثين، وتلفيق لنصوصِ وتراجم أعلامٍ، وتلاعب بالمصادر والمراجع، ونشر لوثائقَ سبق نشرها دون الإشارة لمصادرها ومراجعها، فلم استطيع أن أغضَّ الطَّرف عنها، فرأيت من الواجب تقديم ملحوظات لبيان ما ورد في الكتاب من تدليس وتلفيق، ناهيك عن الأخطاء اللغوية والتاريخية وغيرها. ( ص 11 ) – ورد فيها أنَّ والدة ابن باديس ( تنحدر من قبيلة بني معاف الأوراسية )، والصحيح قبيلة : بني معافة، وموطنهم بلدة تبردقة بولاية خنشلة، وبلدة معافة وهي اليوم بلدية تابعة لدائرة عين التوتة ولاية باتنة. ( ص 14 ) – ورد فيها أثناء الكلام على العلامة محمد بن يوسف الحنفي، وهو من المشايخ المجيزين لابن باديس، ما يلي ( ومحمد بن يوسف وله منه إجازة بما تضمنه ثبته !). لم يذكر المترجمون للشيخ محمد بن يوسف أنه ألف ثبتا أو فهرسة بمروياته ومسموعاته، وقد ترجم له الفاضل بن عاشور في أعلامه 261 ، والفاسي في معجم شيوخه 78 ، وشمام والساحلي في شيوخ الزيتونة 43، وغيرهم. ( ص 14 ) – ورد فيها ما يلي ( كما أفاد – ابن باديس – في الفترة التي عاشها في تونس من الشيخ المصلح سالم بوحاجب، فيروي عنه الجامع الصحيح بسنده المذكور في ثبته المشهور ). لم يذكر المترجمون للشيخ سالم بوحاجب أنه ألف ( ثبتا ) أو فهرسة بِمروياته، وقد ترجم له أعلام منهم : مخلوف في شجرته رقم 1689 ص 426، والسنوسي في مسامراته 4 / 98 ، والفاضل في تراجمه 221 ، وبيرم في صفوة الاعتبار، ومحفوظ في تراجم المؤلفين التونسيين، وغيرهم. ( ص 14 ) – هامش رقم 6 ، وردت هذه العبارة ( انظر الإجازة الخاص بالقراءات السبعة ). هل تحتمل هذه الجملة القصيرة ما ورد فيها من أخطاء ! والصواب : الإجازة الخاصة بالقراءات السبع. ( ص 15 ) – أثناء الكلام على نشاط ابن باديس في المدينةالمنورة، ورد في الكتاب ما يلي ( ألقى درسا في المسجد النبوي كان محل الإعجاب من مستمعيه )، واعتمد المؤلفان في هذه المعلومة على مصادر ذكراها في الحاشية 4 وهي ( انظر آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ج 5، جمع وتقديم نجله احمد طالب الإبراهيمي، ط 1، دار الغرب الإسلامي بيروت1997 م، ص 139، وإجازة الشيخ حمدان في الدفتر ( ص 139 )، ومحمد الصالح رمضان نشأة ابن باديس ص 44 ). ولا وجود لهذه المعلومة في أثار الإبراهيمي في الجزء والصفحة التي ذكراها !، ولا في الصفحة ( 39 ) من الدفتر الزيتوني الذي نشره قبلهم الدكتور عبد العزيز فيلالي !. ( ص17 ) – ورد فيها ما يلي ( وفي طريق عودته – ابن باديس - مرَّ بدمشق إيابا )، وورد في الهامش ( رقم 1 ) ما يلي : ( لا يوجد دليل على انه زار دمشق، إلا أنَّ الشيخ الإبراهيمي ذكر ذلك في آثاره ج 5، ص 139 ). كيف لا تكون رواية الإبراهيمي دليلا، وهو من أعلم الناس بسيرة ومسيرة ابن باديس. ( ص 18 ) – قال المؤلفان عن حفل ختم ابن باديس لشرح موطأ الإمام مالك ( وبعد عام أقيم له احتفال ثان بمدرسة التربية والتعليم لختمه الموطأ في الثانية عشرة ليلة خلت من ربيع الثاني 1358 ه / 1 جوان 1939 م ). والصحيح : لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الثاني، وليس : في الثانية عشرة ! –، وما دام الكلام على حفل ختم تدريس موطأ الإمام مالك، فالذي نعلمه أنَّ مكان الحفل كان في الجامع الأخضر، وليس في مدرسة التربية والتعليم، وكتب عنه الشيخ الجيلالي بن محمد ووصفه وصفا رائعا. انظر الشهاب ( ج 7 ، م 15 ، ص 321 ). ( صفحة 26 ) - سرد المؤلفان تآليف ابن باديس ورسائله وإملاءاته ومما ورد في كلامهم ( ومن الاملاءات التي ذكرها طلبته، البعض منها نشر حديثا، التربية بالقرآن والسنة، مقتطفات من ديوان الحماسة والأمالي لأبي علي القالي، بيان حكم الثناء على الميت قبل الدفن أو بعده نظما أو نثرا بأوصاف كانت متحققة في الميت، الرد على ابن خلدون في مسألة خروج المهدي المنتظر، نازلة سأله عنها الشيخ الفقيه محمد بن أبي بكر العمراني، شرح من ديوان عنتر بن شداد – ورد هكذا عنتر – شرح من صحيح البخاري، شرح في علم المصطلح، وشرح من الإحكام لابن حزم ). هذا خلط وتلفيق عجيب !، وأقول بادئ ذي بدء : يجب التفريق بين دروس ابن باديس وإملاءاته، فدروسه لا تحصى ولا تحصر في عدد، وأما إملاءاته فهي قليلة حسب اطلاعنا القاصر، ولا نعلم أنَّ ابن باديس أملى على طلبته إملاءات في موضوع التربية بالقرآن والسنة، ولا نعلم له إملاءات مقتطفة من ديوان الحماسة وآمالي أبي علي القالي، ولا نعلم أنَّ له شرحا من صحيح البخاري كما ذكر المؤلفان !، ولا نعلم أنَّ له شرحا من الأحكام لابن حزم كما ذكر المؤلفان !، وكل ما في الأمر أنَّ ابن بايس قيد شبه فهرس مختصر لبعض المسائل القليلة وقف عليها أثناء قراءته لكتاب الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم، وقد أورد المؤلفان هذه الفهرسة المختصرة في كتابهما، وعلى الرغم من ذلك وصفاها بقولهم : ( شرح من الأحكام لابن حزم )!، ولا نعلم أيضا أن لابن باديس شرحا من ديوان عنترة بن شداد ! ولعل نسبة هذه إلاملاءات والشروح لابن باديس قد تسيء له رحمه الله. وورد في الكتاب اسم عنترة هكذا ( عنتر بن شداد ) والذي درج عليه الرواة والذين ألفوا في تراجم الشعراء وطبقاتهم أنَّ اسمه عنترة، وهو المشهور. هذا ولا نزال في ( ص 26 ): وورد فيها أثناء الكلام عن مؤلفات ورسائل وإملاءات ابن باديس ما يلي ( بيان حكم الثناء على الميت قبل الدفن او بعده نظما أو نثرا بأوصاف كانت متحققة في الميت، الرد على ابن خلدون في مسألة خروج المهدي المنتظر، نازلة سأله عنها الشيخ الفقيه محمد بن أبي بكر العمراني )، والعجيب أنَّ هذه الرَّسائل الثلاث محققة ومنشورة لأوَّل مرة ضمن كتاب : ثلاث رسائل نادرة للإمام ابن باديس : جملة من الأحاديث الصحيحة الثابتة في خروج الإمام المهدي المنتظر آخر الزمان، التأفين لمنكر التأبين، فتوى في مسألة بيع الحُبس لشدة الاحتياج، طبعت بتحقيق وتعليق العبد الضعيف، دار الهدى عين مليلة سنة ( 2015 م ) وقد أهديت نسخة منه لعبد المالك حداد، ونسخة أخرى للدكتور عمار طالبي، ولا اعلم سببا منعهما من الإشارة إليها! والباحث في تراث ابن باديس ملزم بذكر ما نشر من رسائله وإملاءاته. ( ص 150 ) – أورد المؤلفان نصَّ إجازة الشيخ حسن السيناوني لابن باديس في القراءات السبع، وترجما لثلاثة وعشرين مقرئا وردت أسماؤهم ضمن سلسلة أسانيد القراءات السبع، والمدهش أنهما لم يذكرا مصادر ومراجع هذه التراجم !، علما أنَّ القرَّاء الذين وردت أسماؤهم في بداية سلسلة سند القراءات مصادر بعضهم ومراجع تراجمهم شحيحة، ومنهم : عمار بن صميدة الخياطي، ومحمد بن رايس، وحمودة بن محمد ادريس، وعبد الله الإفراني السوسي، وغيرهم. والعبد الضعيف قد نشر هذه الإجازة الشريفة في كتاب عنوانه : إجازة المقرئ حسن السيناوني للإمام عبد الحميد بن باديس في القراءات السبع، ويليها : إجازة المقرئ محمد الشريف بن السعيد الزواوي للإمام عبد الحميد بن باديس في القراءات السبع، ويليها : إجازة الإمام عبد الحميد بن باديس للقاضي شعيب بن علي التلمساني، طبع الكتاب بدار علي بن زيد بسكرة سنة ( 2015 م )، واطلع عليه القراء وبالأخص المشتغلون بتراث ابن باديس، ومنهم المؤلفان، ولم يرد ذكر له في كتابهما !. وأقسم بالله يمينا صادقة أنهما اعتمدا في نسخ إجازة السيناوني، وإعداد عملهما المتعلِّق بهذا الفصل على كتابي السالف الذِّكر، علما أنَّ نصَّ الإجازة يقع في حوالي 100 سطر، وتحقيقها ليس بالأمر الهين، وقد بذلت جهدا في كتابتها، وضبط أسماء القرَّاء الذين وردت أسماؤهم في سلسلة أسانيد القراءات السبع – أزيد من 120 مقرئا - واجتهدتُ في ضبط نصِّ الإجازة، كما قمتُ بإصلاح خلل في سند الإجازة، فوجدها المؤلفان أو احدهما مطبوخة فأكلاها !. وأورد المؤلفان تراجم ثلاثة وعشرين مقرئا، مختصرة اختصارا مخلا، اسْتُلَّتْ وتمَّ تلفيقها من التراجم التي أثبتُّها في حواشي كتابي السالف الذكر، والتي بذلت جهدا كبيرا في اقتباسها من المصادر والتراجم التي ترجمت لقرَّاء الأمة. ومما يجب التنبيه عليه أنَّ بعض أسماء القرَّاء التي وردت في بداية سند الإجازة القرآنية لم تسعفنا المصادر والمراجع بتراجمهم، مما اوجب علي السفر إلى تونس للظفر ببعض المعلومات عنهم. وأورد المؤلفان إجازة الشيخ المقرئ حسن بن عمر السيناوني للشيخ ابن باديس، واسندا لها العنوان التالي ( إجازة في القراءات السبع البدور ) والصحيح : إجازة في قراءات السبع البدور، ولا يتسع المقام للكلام على أحكام المضاف والمضاف إليه، وأغراض الإضافة. ولا بأس بذكر بعض الأخطاء التي وردت في تعليقاتهما على إجازة السيناوني : ( ص 158 ) - أورد المؤلفان ترجمة احد المقرئين الذين وردت أسماؤهم في سند الإجازة القرآنية، وهو المقرئ محمد الحرقاني، والغريب أنَّ المؤلفين أوردا اسمه هكذا : ( الشيخ محمد الحرقافي البصير الصفاقسي وهو أبو عبد الله محمد الحرقافي ( الحركافي) الصفاقسي المالكي ) ولم يرد اسمه في المصادر هكذا، وقد ذكرت في الكتاب الذي نشرت فيه الإجازة ما يلي ( ص 84 ) ( إلا أنَّ مخلوفا ذكره هكذا : الحركافي، ولعله تبع في ذلك حسين خوجة، والصحيح الحرقاني ). وقد ذكرتُ آنفا أنَّ تراجم القرَّاء استنسخت من كتابي المذكور، وأُدخِلَتْ عليها تعديلات وتحويرات شوَّهت مبناها ومعناها، وهي كما قال علماؤنا ( نقل الرشيق الجزل إلى المستَضعَفِ الرَّذل )، ونقل ما حسُن معناه ومبناه، إلى ما قبُح مبناه ومعناه. ثم إنهما أوردا في الكتاب المُنتقَد عبارات ركيكة، بعيدة عن منهج كتابة التراجم وتحريرها، ومنها على سبيل المثال : 1 ) ورد في ترجمة الشيخ ابن يالوشة، ( ص 158 ) ما يلي ( برز في علم التجويد والقراءات وأجاد فيهما وأفاد، وأعجب العباد والبلاد. ) !. 2 ) وفي ترجمة محمد الحرقاني، ( ص 159 ) وصفاه بقولهما ( حائز قصب السبق في القراءات، وله في العلوم المشهور الآيات البينات . ) !. 3 ) – في ترجمة علي النوري الصفاقسي، وصفاه بقولهما ( مقرئ من فقهاء المالكية محيي السنة وعلم القراءات بالقطرالتونسي !) 4 ) - وفي ترجمة محمد المشاط وصفاه بقولهما، ( ص 158 ) ( كان مكفوف البصر ). 5 ) - وفي ترجمة سلطان بن احمد المزاحي وصفاه بقولهما، ( ص 159 ) ( كان يجلس في الأزهر لقراءة القراءات الأربع من جميع الطرق الشاطبية والدُّرة والطيبة . ) !. 6 ) - وفي ترجمة رضوان العقبي قالا، ( ص 160 ) ( شيخ شيوخ وقته انفرد في الديار المصرية بمعرفة شيوخها وما عندهم من المسموع ونحو ذلك، وعرف العالي والنازل وكتب بخطه الجيد الكثير من الكتب والأجزاء) !. 7 ) - وفي ترجمة ابن شجاع الهاشمي وصفاه بقولهما، ( ص 161 ) ( الأمام الكبير النقال الكامل . ) !. 8 ) - وفي ترجمة أبي الحسن البلنسي قالا، ( ص 161 ) ( الإمام المعمر مقرئ العصر لعلوه وإمامته في التجويد والإتقان . ) !. 9 ) - ووصف المؤلفان أبا عمرو الداني بقولهما، ( ص 161 ) ( من الأئمة في عالم قراءة القرآن !... وفيه يجتمع سند جميع الأمة وبه يتصل. ) !. 10 ) – ( ص 159 ) في ترجمة الشيخ المقرئ عبد الله الإفراني السوسي - التي لا اشك في استنساخها من ترجمتي له – لما ذكرا مؤلفاته قالا بالحرف الواحد ( وله عدة منظومات في القراءات منها غاية البيان في خفي لفظتي ( ءالن )، ومقصورة في طريق السبع !، ومنظومة تذكرة الإخوان وشرحها البرهان على مسائل تذكرة الإخوان ). وانقل للقراء الكرام ما ذكرته عن تآليفه في كتابي ( ص 85 ) ( ألف الشيخ الإفراني تأليف منها : إقامة البرهان على تحفة الإخوان طبع بتحقيق الدكتور محمد الصالحي مطبعة الأمنية الرباط 1435 ه ولم اطلع عليه، وله نظم في أوجه آلان الأربعة، سماه : غاية البيان لخفي لفظتي آلان، 68 بيتا أنظرها كاملة في غيث النفع ( 290 ). وله أنظام أخرى في علم القراءات ) وقد ورد ذكر الإفراني في كتاب : غيث النفع، في مواضع متفرقة، وفي كتاب : القراء والقراءات بالمغرب للأستاذ سعيد اعراب، ولم يذكر احد انه ألف مقصورة في طريق السبع ! ونسبته : الإفراني، لا الأفراني كما كتبها المؤلفان. 11 ) – ( ص 159 ) في ترجمة العلامة المقرئ شِحاذة اليمني، وهو من القراء المشهورين في القرن العاشر قال المؤلفان ( الشيخ شحاوة اليمني هو شحاذة اليمني الشافعي المصري الأزهري نزيل المدينةالمنورة ودفين البقيع ( ت 987 ه / 1579 م ) شيخ القراء وإمام المجودين في زمانه، وفقيه عصره ). ومن المدهش أنَّ المؤلفين ذكرا تعليقا على اسم شحاوة هكذا ( كما في نص الإجازة، ولعل ذلك سهو من الشيخ المجيز، وبالرجوع إلى كتب التراجم ونسخ أخرى من الإجازات التي كتبها المجيز نجد اللفظة : شحاذة ). والذي نعلمه عن الشيخ شحاذة اليمني انه من بلدة كفر اليمن من ناحية القليوبية من بلاد مصر، اخذ العلم على مشايخ الأزهر في وقته، ودرَّس وأفتى بالجامع الأزهر، ولم تذكر المصادر التي ترجمت له انه نزيل المدينةالمنورة، بل ذكرت أنَّ المنية اخترمته بين الحرمين الشريفين، ذكر ذلك مرتضى الزبيدي في المربى الكابلي، وقد حررت للشيخ المقرئ ترجمة دقيقة في كتابي المذكور ( 86 – 87 ). أما قول المؤلفين (وبالرجوع إلى كتب التراجم ونسخ أخرى من الإجازات التي كتبها المجيز نجد اللفظة : شحاذة ). هذا كلام عجيب، حبذا لو ذكر لنا المؤلفان كتابا واحدا من كتب التراجم التي رجعا إليها، وقولهما ( ونسخ أخرى من الإجازات التي كتبها المجيز ) فحبذا لو ذكرا لنا نسخة أخرى. 12 ) – ( ص 180 ) السطر الثامن : قال المؤلفان ( درس عليه – أي محمد الشريف المقراني – الشيخ ابن باديس التجويد بالأداء، وكتاب القاضي زكريا على الجزرية، في علم القراءات والتجويد ). والصحيح : شرح القاضي زكريا على الجزرية، والذي نعلمه أنَّ الجزرية لا صلة لها بعلم القراءات وإنما موضوعها أحكام التجويد. 13 ) – ( ص 180 ) السطر العاشر قال المؤلفان ( وأجازه في جميع ما قرأه ورواه بقراءات الأئمة السبع البدور من طريق حرز الأماني وغيث النفع ) والعبارة الصحيحة عند أهل الإقراء هي : بقراءات الأئمة السبع من طريق الشاطبية وبمضمن غيث النفع. ولكل علم مصطلحاته، ورحم الله من قال : ( من تكلَّم في غير فنِّه أتى بالعجائب ). 14 ) – ( ص 180 ) ذكر المؤلفان في ترجمة الشيخ المقرئ محمد الشريف بن السعيد المقراني ما يلي ( وهو من الأشراف ينتسب إلى أسرة المقراني التي هاجر بعض أفرادها إلى تونس في أعقاب ثورة 1287 ه / 1871 م.) هذا كل ما ورد في ترجمته، دون ذكر لمصدر أو مرجع، وانقل للقارئ ما ورد في كتابي السالف الذكر عن ترجمة محمد الشريف المقراني ( ... والمؤكد انه من عائلات المقرانيين الجزائريين، وقد اثبتَ نسبته للمقرانيين في تقييداته بالدفتر الزيتوني للشيخ ابن باديس ...) ص 137. وذكرت مصدر المعلومات التي أوردتها عن المقرانيين وهو كتاب : كفاح الجزائر من خلال الوثائق يحي بوعزيز 305 . م.و.ك الجزائر 1986 م. وذكرت في الهامش ما يلي ( المقرانيون أشراف، جدهم سيدي ناصر، وموطنهم بلدة مجانة ببرج بوعريريج ). وأورد المؤلفان في فهرس مصادر الكتاب المصدر الآتي ( ص 530 ) رقم 62 هكذا ( كفاح الجزائر من خلال الوثائق دار البصائر للنشر والتوزيع الجزائر 2009 م ) دون ذكر للجزء والصفحة !. ولا يتسع المقام لذكر الأخطاء التي وردت في تعليقات المؤلفين على إجازة السيناوني لابن باديس، وأؤكد أنَّ الإجازة استنسخت من كتابي المذكور، وأن التراجم لفقت منه، ويتَّضح ذلك لكلِّ قارئ يقابل ويقارن بين نصوص الكتابين. ومما لا ريب فيه أنَّ المؤلفين استنسخا نصوصا من كتاب الدُّر النَّفيس في إجازات ومرويات الإمام عبد الحميد بن باديس للعبد الضعيف، وقد أهديت الدُّر النَّفيس للمؤلفين، ولم يرِد ذكر له في كتابهما !، والغريب أنَّ مصادر ومراجع الدُّر النَّفيس هي نفسها مصادر ومراجع المؤلفين، ويبدو أنهما لم يطَّلعا على الكثير منها. ونورد أمثلة على ذلك : من ( ص 46 ) إلى ( ص 164 ) صورة للدفتر الزيتوني للشيخ ابن باديس، وقد سبقهما إلى ذلك الدكتور عبد العزيز فيلالي (رئيس مؤسسة ابن باديس) فهو أوَّل من نشر الدفتر الزيتوني في كتاب عنوانه : وثائق جديدة عن جوانب خفية في حياة ابن باديس الدُّراسية، دار الهدى عين مليلة ( 2012 م ) ولم يشر له المؤلفان !، وقد ذكر لي فيلالي انه نشر الدفتر ليمكن الباحثين من انجاز بحوث ودراسات عن مرحلة دراسة ابن باديس وشيوخه الخ. والتزاما بالأمانة العلمية ذكرت في مقدمة الدُّر النَّفيس أني اعتمدت في تأليف ثَبَتٍ لابن باديس – الدُّر النَّفيس - على الدفتر الذي نشره فيلالي. أفيد القارئ الكريم أنَّ صورة الدفتر نشرها عمار طالبي في آثار ابن باديس، سنة 2013 م، بدار عالم المعرفة المجلد السادس ( ص 387 – 432 ). ( ص 176 ) - في ترجمة الشيخ حسين احمد الفيض آبادي وردت العبارة الآتية ( وبعد استقلال الهند اعتزل السياسة العملية !) وفي الدُّر النَّفيس ( وبعد استقلال الهند اعتزل المترجم له العمل السياسي )، ولاحظ معي أخي القارئ أسلوب التحوير !. ثمَّ أورد المؤلفان ما يلي ( وبقي في ديوبند يدرس الحديث الشريف حتى وافاه الأجل في 13 جمادى الأولى ( 1377 ه / 6 ديسمبر 1957 م) وصلى عليه الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في جمع حاشد لا يحصى، ودفن بجوار أستاذه الشيخ محمود حسن الديوبندي، والإمام محمد قاسم النانوتوي ). وفي الدُّر النَّفيس ( وبقي الشيخ بمدينة العلماء ديوبند مدرسا ومرشدا حتى وافاه الأجل يوم 13 جمادى الأولى ( 1377 ه) وصلى عليه العلامة المحدث محمد زكريا الكاندهلوي، ودفن بجوار شيخه العلامة محمود الحسن، والشيخ محمود قاسم النانوتوي ). فاسم الحسن صار ( حسن )، واسم محمود صار ( محمد )، فإن لفَّقتم التراجم فلا تلفِّقوا الأسماء !. ومن المدهش أنَّ المؤلفين ذكرا في ترجمة حسين احمد الهندي ( ص 177 ) ما يلي ( وصرف همَّته إلى تأييد القضية الوطنية ومساعدة جمعية العلماء التي كان من اكبر أعضائها ورأس عدة حفلات سنوية للجمعية. ) !. ولسنا ندري ماذا يقصدان ب: ( جمعية العلماء )، أهي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين!، وكيف يستقيم هذا الكلام والشيخ حسين احمد – رئيس دار العلوم الديوبندية - شغلته قضايا بلده – الهند - التي يشيب لهولها الولدان. والذي يهمُّنا في ترجمة الشيخ حسين احمد لم يذكره المؤلفان، وهو نصيحته المشهورة لابن باديس في المدينةالمنورة، أضف إلى ذلك ثناء الشيخ الإبراهيمي عليه. ( ص 168 ) - قال المؤلفان عن أسانيد الشيخ عبد القادر الفاسي ( وتتصل – أسانيد عبد القادر الفاسي - بأسانيد التلمسانيين إلى الإمام السنوسي وأسرة ابن مرزوق، وتمر في جانب منها بأسانيد السودانيين إلى السيوطي بواسطة احمد بابا السوداني ) وأحالا على مصدر هذا النص في الهامش ( رقم : 2 ) على فهرسة عبد القادر الفاسي ( ص 83 – 89 ). وبالرجوع إلى فهرسة عبد القادر الفاسي في الصفحة المذكورة من نفس الطبعة المذكورة، لم نجد أيَّ إشارة للنصِّ الذي أورده المؤلفان، مما يجعلنا نشكُّ في اعتمادهما على الفهرسة المذكورة، بل في اطلاعهما عليها، ويبدو أنَّ فلسفة التدليس والتلفيق طالت المصادر والمراجع!. ( ص 178 ) – في ترجمة الشيخ سالم بوحاجب اعتمد المؤلفان في ترجمته على كتاب : أعلام تونسيون للصادق الزمرلي ( 169 – 175 )، وكتاب تراجم الأعلام للفاضل بن عاشور ( 221 – 233 ). وذكر المؤلفان أنَّ مولده كان سنة ( 1243 ه ) والشيخ الفاضل بن عاشور ذكر أنَّ مولده سنة ( 1244 ه) والشيخ الفاضل بن عاشور اعلم بترجمة بوحاجب من الزمرلي وطبع كتاب الفاضل سنة ( 1970 م ) وطبع كتاب الزمرلي سنة ( 1986 م ) والمؤكد أنَّ الزمرلي نقل عن الفاضل وإن لم يشِر إلى ذلك. ( ص 181 ) – قال المؤلفان في ترجمة صالح القصيبي ( درس عليه الشيخ ابن باديس كتب الدُّردير في علم الفقه ) هكذا وردت، والصحيح : درس عليه الشيخ ابن باديس شرح أحمد الدُّردير على مختصر خليل . ( ص 182 ) – وفيها لفِّقت آلة التدليس ترجمةً للشيخ صالح المالقي من الدُّر النَّفيس، وأورد المؤلفان في الهامش مصادر ترجمته، وذكرا منها : محمود شمام أعلام من الزيتونة ( 1 / 465 )!، والمدهش أنَّ الشيخ شمام لم يترجم في كتابه للشيخ صالح المالقي، وإنما ترجم للشيخ العالم محمَّد المالقي ( 1889 م / 1980 م )، ( 1 / 464 ). وذكر المؤلفان من مراجع ترجمة صالح المالقي : كتاب مشاهير التونسيين ( 70 – 71 ). ولم ترد في كتاب مشاهير التونسيين ترجمة صالح المالقي في الصفحة التي ذكرها المؤلفان وإنما وردت في الصفحة ( 265 )، ثم إن المؤلفين ذكرا أنَّ صالح المالقي ولد سنة ( 1876 م ) وتوفي سنة ( 1956 م ) وبوذينة في مشاهير التونسيين، وهو من مصادرهما - ذكر انه ولد سنة ( 1874 م ) وتوفي سنة ( 1947 م ). ( ص 183 ) – وكالعادة تم تلفيق ترجمة مختصرة للشيخ الطيب بوشناق، وردت بالحرف الواحد هكذا ( هو الشيخ الطيب بوشناق من أعلام جامع الزيتونة، ينحدر من عائلة تونسيةأصيلة، لها قواعد ثابتة في العلم والقضاء !، توفي سنة 1356 ه / 1937 م. )، وفي الهامش وردت مراجع ترجمته هكذا : انظر محمود شمام : من إعلام الزيتونة ( ج 1، ص 465 ). ومحمد بوذينة : مشاهير التونسيين ( ص 172 – 173 ). وليعلم المؤلفان أنَّ الشيخ الطيب بوشناق لا ينحدر من عائلة تونسيةأصيلة ! بل هو قسنطيني المولد والنشأة، وقد ذكر ذلك تلميذه شاعر الخضراء محمد الشاذلي خزنه دار ( 1879 م / 1954 م ) في مرثيته لشيخه الشاذلي خزنه دار فقال رحمه الله : لها الفخر ميلادا قسنطينة به * فطوبى لذلك اليوم من يوم مولد وفازت بك الخضراء فوزك بالذي * سعيت له فيها هجرة لموحد انظر : محمد الشاذلي خزنه دار، نفحة الوردة على تشطير البردة، المطابع الموحدة تونس 1987 م ( ص 76، 77 ). ومحمود شمام لم يترجم للطيب بوشناق في كتابه أعلام من الزيتونة كما ذكر المؤلفان !، والصفحة التي أشارَا إليها لم يرد فيها اسم الطيب بوشناق !. ومحمد بوذينة الذي ذكر المؤلفان انه ترجم للشيخ الطيب بوشناق، لم يترجم للطيب بوشناق في كتابه : مشاهير التونسيين بل ترجم للشيخ الحطاب بوشناق ( 1896 م / 1984 م ) ( ص 185 ). ط 2 ( 1992 م ) انجاز دار سيراس للنشر وطبع بالمطابع الموحدة. ولا وجود لترجمة الطيب بوشناق في (ص 172 )!. وبمناسبة الكلام على كتاب : أعلام من الزيتونة للشيخ محمود شمام ذكر المؤلفان أن الكتاب طبع بالمطبعة الثقافية تونس ( ص 182 )!، والكتاب طبع بالشركة التونسية لفنون الرسم. وأمام هذه التلفيقات قلت سابقا : هل اطلع المؤلفان – حقيقة – على المصادر والمراجع التي ذكراها في هوامش كتابهم ؟!، ومن قام بتلفيق تلك التراجم هل كان يعتقد انه قادر على استِغفال القرَّاء بفلسفة تلفيق التراجم، والتلاعب بالمصادر والمراجع ؟. ( ص 183 ) - وفيها أورد المؤلفان ترجمة الشيخ صالح الهواري، وذكرا في الهامش مصدرها هكذا : ( محمد بوذينة مشاهير التونسيين 265 ). ولم يترجم بوذينة للشيخ صالح الهواري في كتابه مشاهير التونسيين !، والصفحة التي أشارا إليها وردت فيها ترجمة الشيخ صالح الكواش وصالح المالقي، ولا اعلم مصدرهما الذي نقلا منه تاريخ وفاته ( 1920 م ) والمؤكد أنهما نقلاه من الدُّر النَّفيس ( ص 32 ). ( ص 183 ) – لا تزال آلة تلفيق التراجم والتلاعب بالمصادر تشتغل، ووقودها مصادر ومراجع كتابنا : الدُّر النَّفيس، فصنعت ترجمة للشيخ عبد الرحمن البناني – وهو من مشايخ ابن باديس - وذكرت لها مصدرا واحدا هو ( انظر : ارنولد ه. قرين، العلماء التونسيون ص 344 ). والمدهش أني راجعت الكتاب المذكور فوجدتُ الترجمة التي ذكرا مصدرها ليست لعبد الرحمن البناني، وإنما هي للشيخ محمد بن حسن البناني ( ت 1914 م ) ولا وجود لترجمة عبد الرحمن البناني في الكتاب المذكور، وذكر المؤلفان انه توفي سنة ( 1946 م ) وهذا من الخلط العجيب، وقد أعياني البحث عن ترجمة عبد الرحمن البناني ولم اعثر على ترجمته في المصادر والمراجع التي اطلعت عليها، وبعد بذل جهد في مطالعة كتب تراجم علماء تونس ظفرتُ بمعلومات قليلة عنه، ومنها تاريخ وفاته سنة ( 1946 م )، وانه تولى إفتاء المالكية، ثم تولى قضاء زغوان. والمؤكد أنَّ آلة تلفيق التراجم والتلاعب بالمصادر نقلت هذه المعلومات من كتاب : الدُّر النَّفيس للعبد الضعيف ( ص 33 ). واعتقد أنَّ المؤلفين لم يطلعا على جلِّ المصادر والمراجع التي وردت في الدُّر النَّفيس. ( ص 184 ) - أورد المؤلفان ترجمة الشيخ محمد أبي الفضل الجيزاوي ولم يرد ذكر لتآليفه ومنها : الطراز الحديث في فن مصطلح الحديث، وحاشية على شرح العضد على مختصر ابن الحاجب. ( ص 188 ) - أورد المؤلفان ترجمة الشيخ محمد بن يوسف وذكرا انه ولد حوالي ( 1270 ه / 1853 م ) وقد اعتمدا في ترجمته على مشاهير التونسيين لبوذينة، وفيه انه ولد سنة ( 1863 م )، ص 609. وفي تراجم المؤلفين التونسيين ولد سنة ( 1863 م ). ( ص 196 ) - أورد المؤلفان ترجمة الشيخ محمد الصادق النيفر – من مشايخ ابن باديس - وذكرا مصدرين لترجمته، الأول : المجلة الزيتونية م 2، ج 5، 236 – 238 . والصحيح ج 4، وليس الخامس، والثاني : مشاهير التونسيين لمحمد بوذينة ( ص 441 – 442 ). ولا وجود لترجمة الشيخ محمد الصادق النيفر في هاته الصفحة، وإنما هي في ( ص 602 ). وذكرا ولادته سنة ( 1882 م ) وعند بوذينة ( 1883 م ) !. ولم يذكر المؤلفان بعض تآليفه ومنها : تعاليق نفيسة على أبواب من صحيح البخاري، وحشية على التاودي. وذكر المؤلفان أنَّ ابن باديس درس عليه كتاب : التاودي على تحفة الحكام في علم الفقه !. وتحفة الحكام نظم في أحكام القضاء. ( ص 198 ) – وفيها : افْنَت آلة التلفيق والتضليل والتدليس الفاحش صفائحَ مكابِحها، وعجز قائدها على التَّحكم في منتجاتها، وبسرعة فائقة أوردت ترجمة لشيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور، واعتمدت في الترجمة له على مرجع واحد ذكرته بالحرف الواحد هكذا ( انظر مصطفى عاشور والمهدي بن حميدة، ترجمة ابن عاشور المنشورة بكتاب التحرير والتنوير ( م 1 )، الدار التونسية للنشر تونس ( 1984 م ) !. والمدهش أنَّ آلة التلفيق أوردت هذا النص العجيب في مصادر ومراجع الكتاب، المصدر ( رقم 60 ص 529 ). ولا وجود لترجمة الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره الذي سمَّاه : التحرير والتنوير، وأؤكد هذا دون الرجوع لكتاب التحرير والتنوير لعلمي بعدم وجود ترجمة لابن عاشور فيه. ومصطفى عاشور كتب ترجمة للشيخ الطاهر بن عاشور ونشرها على موقع http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=58814. والمهدي بن حميدة كتب ترجمة للشيخ ابن عاشور ونشرها على موقع http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=58814. وكان الواجب في ترجمة الطاهر بن عاشور الاعتماد على مصدر مهم هو كتاب : شيخ الجامع الأعظم: محمد الطاهر ابن عاشور: حياته وآثاره، للدكتور بالقاسم الغالي. لا الاعتماد على شبكة النت !. ( ص 273 ) - أورد المؤلفان قطعة شعرية لابن باديس، وأوردا عجز بيت منها هكذا ( جازاه رب الناس بالمفيد ) والصحيح : جزاه ربُّ الناس مِن مفيد. ( ص 270 ) - أورد المؤلفان مرثية ابن باديس في الشيخ المجاوي ومصدرها جريدة الفاروق وقد طلب مني عبد المالك حداد أن أمدَّه بنسخة مصوَّرة منها فكان له ما أراد وذلك يوم 16 مارس 2016 م، واعرض عن ذكر اسم العبد الضعيف، والغريب أن المؤلفين لم يكتبا القصيدة كما وردت في جريدة الفاروق، فكتبا بيتا في غير موضعه، وجعلا عجز بيت في غير مكانه مما اخل بمعناه. والقصيدة نشرت في آثار الإمام ابن باديس للأستاذ عمار طالبي ( 6 / 378 – 380 ) عالم المعرفة، ط / الأولى، سنة 2013 م. ومن ( 237 ) إلى ( ص 254 ) أورد المؤلفان مجموعة مقالات للإمام ابن باديس سبق نشرها في كتاب : آثار ابن باديس للدكتور عمار طالبي، طبعة عالم المعرفة ( 2013 م ) فلست أدري لماذا يعاد نشرها على أساس أنها وثائق جديدة !. ( ص 295 ) – أورد المؤلفان حوارا لابن باديس نشر في جريدة ( السَّرْدوك ) التونسية، والحوار نشره عبد الرحمن دويب في مجلة العصر، الصادرة عن مؤسسة العصر، التابعة لوزارة الشؤون الدينية، جمادى الثانية / افريل 2016 م. ( ص 311 ) – وردت صورة رسالة ابن باديس للشيخ محمد بن عبد الرحمن الدِّيسي، ولم يرِد ذكر لمصدرها، ونسخ المؤلفان الرسالة المخطوطة وورد في آخرها ما يلي ( أبقاكم الله لخدمة العلم والدين والأمة، أمين، سلام ( وسدكم الله رحى )، وذكرا في الهامش ما يلي ( جملة غير واضحة ). والجملة المذكورة واضحة وهي : أبقاكم الله لخدمة العلم والدين والأمة، آمين، سلامُ وَلَدِكم الروحي. وذلك من أدب ابن باديس، وهل هناك منقبة أعظم من الأدب ؟! وقد روي عن عبد الله بن عمر انه قال لابنه : يا بني لأن تتعلَّم بابا من الأدب أحبُّ إليَّ من أن تتعلَّم سبعين باباً من أبواب العلم. ثم أورد المؤلفان صورة جواب الدِّيسي على رسالة ابن باديس، وذكرا مصدرها هكذا ( محمد بن عبد الرحمن الدِّيسي، تفضيل البادية بالأدلة الواضحة البادية مخطوط عند المدني بن عبد الرحمن بالديس !، الورقة ( رقم 02 ). ورسالة : تفضيل البادية بالأدلة البادية للشيخ الدِّيسي اطلعت على نسختين مخطوطتين منها لم يرد فيهما جواب الشيخ الدِّيسي على رسالة ابن باديس !، ورسالة تفضيل البادية حققها العبد الضعيف ونشرها ضمن كتاب : الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي حياته وآثاره ( ص 158 ) دار الهدى 2015 م. وأما جواب الدِّيسي على رسالة ابن باديس فقد نشره عمر بن قينة في كتابه : الدِّيسي حياته وآثاره، ( ص 315 ). ( ص 213 ) - وردت قصيدة الشيخ الدِّيسي في مدح ابن باديس، وذكر المؤلفان مصدرها هكذا : (موجودة ضمن مجموعة رسائله وفتاويه) ولا وجود لها ضمن رسائل الدِّيسي، وقد حققها عبد الرحمن دويب – 11 رسالة - ونشرها ضمن الأعمال الكاملة للديسي ج 3 ، دار كردادة، بوسعادة 2014 م، ولا وجود لها في فتاوى الدِّيسي وقد نشرها أيضا عبد الرحمن دويب ج 2 ضمن الأعمال الكاملة للدِّيسي !. وقصيدة الدِّيسي في مدح ابن باديس كان الدكتور عمر بن قينة أول من نشرها في كتابه : الدِّيسي حياته وآثاره 279 ، نقلها من ديوان الدِّيسي قبل أن ينشر – ثم نشرت في ديوان الدِّيسي المسمَّى : منَّة الحنَّان المنان الذي نشرته الجمعية الثقافية محمد بن عبد الرحمن الدِّيسي، ثمَّ نشرت القصيدة في ديوان الدِّيسي الذي نشره احمد بن روان ضمن الأعمال الكاملة للشيخ محمد بن عبد الرحمن الدِّيسي ج1. ( ص 531 ) – ورد ضمن قائمة المصادر المخطوطة التي اعتمد عليها المؤلفان، هكذا : المصدر رقم : (9) كناشة الجليلي، الخزانة العامة بالرباط رمز الوثيقة : ك- 45 . والصحيح أنَّ رمز الوثيقة هو ( ك – 48 ). كما هو مقيد في الكناش، وفي موقع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية على النت. وبمناسبة الكلام على كناشة الشيخ القاضي شعيب بن علي الجليلي، فقد أورد المؤلفان إجازة ابن باديس للقاضي شعيب الجليلي، وقد نشرناها محققة مع تعاليق ضرورية في كتابنا : إجازة السيناوني لابن باديس ( ص 145 )، المذكور في بداية المقال، وطبع سنة ( 2015 م ) . واثبت المؤلفان ثلاث صور لإجازة ابن باديس للقاضي شعيب بن علي التلمساني، كلُّ صورة تحمل ختما عريضا في وسطها هكذا ( BNRM ) علما أنَّ صورة الإجازة التي بحوزتي لا تحمل هذه الرموز !، وهي مصورة من المكتبة الوطنية بالرباط أمدني بها الأستاذ حسني بليل جزاه الله خيرا. والمدهش أن المؤلفين علقا على إجازة ابن باديس للقاضي شعيب بما يلي ( ص 167 ) ( أسانيد الإجازة : في الإجازة ثلاث أسانيد للشيخ ابن باديس في رواية صحيح البخاري )!. كيف غفل المؤلفان عن قول ابن باديس في إجازته للقاضي شعيب ( وفي هاذين السندين إن شاء الله كفاية لأهل الحفظ والرواية )، والقارئ للإجازة يعلم أن الإجازة حوت سندين، ولا وجود لسند ثالث فيها. ويبدو أنَّ آلة التلفيق لا صلة لها بعلم الأسانيد والإجازات، فلما تكلمت فيه أتت بالعجائب. وأنبه إلى خطأ ورد في قول المؤلفين ( في الإجازة ثلاث أسانيد ) والصحيح : ثلاثة أسانيد، ولا يتسع المقام لذكر قواعد أحكام العدد والمعدود فلتراجع في مظانِّها. * - نشر المؤلفان وثائق ورسائل ابن باديس، وتقارير للشرطة والمخابرات الفرنسية حول نشاط ابن باديس، دون ذكر مصادرها أو مراجعها. وجلُّ تقارير الشرطة الفرنسية حول نشاط ابن باديس التي نشرها المؤلفان سبق نشرها من طرف الدكتور عبد العزيز فيلالي - رئيس مؤسسة ابن باديس - في ملحق كتابه : الشيخ عبد الحميد بن باديس وعيه بالاستعمار وبالثقافة الغربية، دار الهدى 2016 م. وحبذا لو ذكر لنا المؤلفان أو احدهما مصدر التقارير الفرنسية، فلعل احد الباحثين أمدهما بها، واغفلا ذكر اسمه !. وترجم المؤلفان أو احدهما أو غيرهما جلَّ التقارير الفرنسية، والترجمة لا تخلو من أخطاء كثيرة، والمؤكد أنها ليست من الأخطاء المطبعية، ومنها على سبيل المثال : ( ص 387 ) - ( وتغتنم هذه الفرصة لكي تتمنى لجمعية العلماء، دفاع عن اللغة العربية والإسلام. ) الصحيح : الدِّفاع عن ... . ( ص 395 ) - ( ولآخرة مرة دعى إلى حياده، وكرر طلبه الأول ) الصحيح : ولآخر مرة دعا إلى حياده. دعا، يدعو . ( ص 402 ) - ( غير انه بسب عداءا غير مفهوم ) الصحيح : عداءٍ . ( ص 409 ) - ( فاستجاب قدر الإمكان لنداءنا ) الصحيح : لندائنا. ( سيتم تقديم ثلاثون معتقل سياسي أمام المحكمة) والصحيح : ثلاثين معتقلا. ( ص 414 ) - ( ... تحليلا للتقرير السنوي لمفتش الأكاديمية عن وضعية التعليم في عمالة قسنطينة، ولغرضا إعلاميا بحت قمنا بإعادة نشر جزءا، ... الهدف الذي يضطلع به المعلمين العلمانيين هو الضامن الوحيد للنشر الحقيقي للفكر الفرنسي ) الصحيح ولغرض إعلامي بحت، قمنا بإعادة نشر جزءٍ. والصحيح : الهدف الذي يضطلع به المعلمون العلمانيون. ( ص 442 ) - ( أرسلت مجلة الفتح من القاهرة إلى ابن باديس عبد الحميد أربع من منشوراتها ) الصحيح : أربعة من منشوراتها. ( وهذا يدل على روح التسامح التي أبداه الفاتحين الأوائل ) الصحيح : التي أبداها الفاتحون الأوائل. ويبدو أنَّ بطارية النَّحو والصَّرف في آلة التلفيق ضعيفة، تحتاج إلى شحن من مخزون قطر النَّدى، كي لا يعلوها الصَّدأ. ( ص 357 ) - قال المؤلفان ( ولِجَمْعِهِ – أي مبلغ من المال - اتَّجه إلى بن شيكو عمار ) والصحيح : بن شيكو عمر، وكان رحمه الله من المساندين للحركة الإصلاحية بقسنطينة. ( ص 416 ) - في هذه الصفحة صورة ابن باديس رفقة جماعة من تلاميذه، وقع فيها خطأ في اسم احد طلبته وقد كتب محمد دردور، والصحيح : عمر دردور. والصورة سبق نشرها. ( ص 526 ) - في قائمة المصادر والمراجع مصدر رقم 8 ص 526 قال المؤلفان ( حوار مع شقيق الشيخ ابن باديس السيد عبد الحق بن باديس ) والذي اعلمه أنَّ عبد الحق أخو الشيخ لأبيه، وليس أخا شقيقا. فوالدة عبد الحميد هي : الزهرة بن جلول، ووالدة عبد الحق هي : زليخة بن شرقي. ولو كانت الأخطاء قليلة لأعرضنا عن ذكرها، وقد اعرضنا عن ذكر كثير من الأخطاء الصغيرة، عملا بمقولة : (fautes de frappe)، واستسمح أساتذة التدقيق اللغوي عن هذا الكلام، فهم لا يقبلونه أبدا. أما الوثائق والرسائل التي نشرت فقد سبق نشرها ومنها : 1 ) رسالتان بعثهما ابن باديس للشيخ عمر دردور، وقد ذكر المؤلفان مصدرها. 2 ) رسالة بعثها ابن باديس لعمنا عبد السلام السلطاني. 3 ) رسالة بعثها ابن باديس – على لسان عبد السلام السلطاني لوالده - جدّنا الشيخ عبد الرحمن - ، وهذه الرسائل منشورة في كتابي: عبد السلام السلطاني حياته وآثاره. ولم يشر المؤلفان للمصدر المذكور. ورسالة ابن باديس للشيخ عبد الرحمن السلطاني – المذكورة سابقا - وورد فيها اسم احد المشايخ هكذا ( الحاج احمد البعون ) والصحيح : البوعوني. 4 ) رسائل ابن باديس للشيخ الطيب العقبي، وقد نشرها سهيل شنوف وشكيب بليلي في كتابهما : من رواد الإصلاح في الجزائر الطيب العقبي وعبد الحميد بن باديس مراسلات وأحداث، منشورات تالة ( 2014 م ). وهذه ذكر المؤلفان مصدرها. 5 ) ص 275 - نشر المؤلفان قصيدة ابن باديس في تقريظ كتاب : أعيان المغاربة، وقد نشرها شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله رحمه الله : مجلة المصادر، العدد 22، السداسي الثاني 2010 م، 321. 6 ) رسالة ابن باديس للشيخ مول القرقور، منشورة في كتاب ثورة الاوراس 1916 م ص 669، إنتاج جمعية أول نوفمبر باتنة مطبعة قرفي 1996 م. لم يذكر المؤلفان مصدرها. 7 ) رسالة ابن باديس للشيخ عبد القادر القاسمي منشورة في كتاب وثائق تاريخية للأستاذ محمد فؤاد القاسمي. ذكر المؤلفان مصدرها. 8 ) رسالة ابن باديس للشيخ مصطفى المراغي شيخ الأزهر، منشورة مشهورة. 9 ) رسالة ابن باديس لرئيسة جمعية دوحة الأدب، منشورة مشهورة. 10 ) رسالة ابن باديس للشيخ احمد قصيبة، وأخرى إلى الشيخ السعيد البهلولي، نشرتا سابقا ....الخ. منشورة. ( ص 340 ) - أورد المؤلفان رسالة الإمام ابن باديس للشيخ احمد بن عثمان – وهو ابن خالة والدي – فاستغربت من عدم ذكرهما لمصدرها !. والخلاصة أنَّ الكتاب من ( 49 ) إلى ( 226 ) خصص للدفتر الزيتوني وما حواه، وإجازة الشيخ المقرئ حسن السيناوني لابن باديس في القراءات السبع. فأما الدفتر الزيتوني فقد نشره عبد العزيز فيلالي واعتمدتُّ عليه في تقييد ثبت لابن باديس سميته : الدُّر النَّفيس في إجازات ومرويات الإمام عبد الحميد بن باديس، ولم يشر المؤلفان للكتابين السالفين، واني على يقين تام أنهما اعتمدا على الدُّر النَّفيس في كتابة نصوص الإجازات والاقتباس الملفق من جلِّ التراجم المقيدة بحواشي الدُّر النَّفيس دون الإشارة إليه. وأما إجازة السيناوني لابن باديس في القراءات السبع من طريق الشاطبية وبمضمن غيث النفع، فقد استُلَّت من كتابي السالف الذكر، وأورد المؤلفان تراجم ( 23 ) مقرئا تم تلفيقها من تراجم القراء المثبتة في حواشي الكتاب دون الإشارة إليه، واعتقد أنَّ إجازة ابن باديس للقاضي شعيب بن علي الجليلي استلَّت من كتابي السالف الذكر، فجاء الكتاب أنموذجا في فلسفة التلفيق والتدليس، والاستنساخ والتحوير، والتلاعب بالمصادر والمراجع. ومن الصفحة ( 239 ) إلى نهاية الكتاب، خصص للوثائق وتقارير الشرطة والمخابرات الفرنسية، وجل ما ورد فيه من وثائق ورسائل وتقارير سبق نشره من طرف بعض الباحثين ومنهم عمار طالبي، وعبد الله حمادي، وعبد العزيز فيلالي، وعبد الرحمن دويب، وغيرهم. وقبل أن أغادر آلة التلفيق والتدليس أقول : احترت في أمر أستاذنا الدكتور عمار طالبي ( حفظ الله ورعاه )، فله فضل كبير لا يُنْكر، ومن فضله كتاب : آثار ابن باديس، قلت : احترت في أمره، وتذكَّرت قول دِعبل الخُزاعي: تأنَّ ولا تعجل بِلَوِمَك صاحبا * لعلَّ له عذراً وأنتَ تلومُ فالتمست له عذرا بل أعذاراً، لأني اعتقد انه لم يكن مطَّلعا اطِّلاعا كاملا على كلِّ ما ورد في الكتاب، ولو اطَّلع عليه اطِّلاعا كاملا لما جازف بسمعته العِلمية، وأعتقد أنَّ عبد المالك حداد هو الذي انجز جلَّ ما ورد في الكتاب !. ثمَّ تذكرت قول الإمام السيوطي في كتابه : التَّحدث بنعمة الله، قال رحمه الله : ( فصل : في ذِكر فتوى من فتاوى الوَالدِ رأيُنا فيها مخالفٌ لما أفتى به ...... بل غرضنا اتباع الحقِّ، وتركُ المُحاباة في الدِّين، فإنَّا لو حَابَيْنَا أحداً لكان أحقّ الناس بالمحاباة والِدُنا، ولا نُحابي في العلم والدِّين والداً ولا غيره )، فدهشت !. فهل اقتدي بالخُزاعي أم بالسيوطي ؟! اترك الأمر للقرَّاء الكرام، واعترف أمامهم أني لم استطع الإجابة على هذا السؤال !. وبمناسبة الكلام على الإمام المجدِّد عبد الحميد بن باديس، أقول : لا يُحقَّق ويُنشر تراث ابن باديس بالتلفيق والتدليس، ونرفض بشدَّة أن يكون ابن باديس سلَّما لطلب الشُّهرة وحبِّ الظهور، فالظُّهور يقصم الظُّهور كما قيل، كما نرفض تأويل وتوجيه بعض أقوال ابن باديس نُصرة لعقيدةٍ، أو تأييداً لطائفةٍ، أو غرضاً للطَّعن في إمام الجزائر. وأخيرا وليس آخراً أقول : كان أهل الفضل في زمن أهل الورع لا يحبُّون أن يحمدوا بما فعلوا، ثم جاء زمن كان بعض أهله يحبُّون أن يحمدوا بما فعلوا، ولا حرج في ذلك وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )، ثم جاء زمن كان بعض أهله يحبُّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، وأشار القرآن الكريم لهذه الفئة من الناس فقال جلَّ علا ( لا تحسبنَّ الذين يفرحون بما أتوا ويحبُّون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنَّهم بمَفازة من العذاب ولهم عذاب أليم )، ونحن اليوم في زمن بعض أهله يحبُّون أن يحمدوا بما فعل غيرهم !. واختم هذه الملحوظات بقول طرفة بن العبد وهو من شعراء الجاهلية: وَلا أُغيرُ عَلى الأَشعارِ أَسرِقُها * عَنها غَنيتُ وَشَرُّ الناسِ مَن سَرقا وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا ومولانا محمَّد الصَّادق الأمين القائل ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابسِ ثَوْبَيْ زورٍ ). وكتبه العبد الضعيف لحسن بن علجية. (*) لحسن بن علجية/ باحث في التاريخ والتراث الجزائري، شارك في موسوعة ذاكرة الجزائر و حقق عدة أعمال مخطوطة، له عدد من المؤلفات منها: * - العلامة عبد السلام بن عبد الرحمن السلطاني..حياته وآثاره * - الشيخ عمر دردور سيرة و مسيرة * - تعشير البُردة، لناظم مجهول * - ثلاث رسائل نادرة للإمام عبد الحميد بن باديس * - الدُّر النَّفيس في إجازات ومرويات الإمام عبد الحميد بن باديس * - الشيخ عبد القادر بن ابراهيم المسعدي...حياته و آثاره