هو محمد بن عبدالحميد المقرئ المجود شيخ الإسكندرية والمتفرد بعلو السند في القراءات العشر الكبرى بها وأحد القلائل الذين تدور عليهم أعلى أسانيد القرآن المتصلة بالنبي على وجه الأرض. ولد الشيخ سنة 1926 م بالبحيرة بمصر، وكف بصره بعد مولده بسنتين، أكرمه الله بحفظ القرآن الكريم فأتمه وسنه عشر سنين، وعاونه في ذلك أبوه وعمه رحمهما الله، تزوج الشيخ عام 1955. ولما بلغ عشرين عاما انتقل إلى الإسكندرية وبدأ القراءة من عام 1947 م على شيخة الإسكندرية الشيخة نفيسة بنت أبي العلا بن أحمد بن محمد ضيف، فختم عليها القرآن أربع مرات بقراءة حفص عن عاصم، وقامت بتلقينه متون التجويد كتحفة الأطفال والمقدمة الجزرية ومتون القراءات كالشاطبية والدرة والطيبة فحفظها على يديها. فقرأ عليها القراءات السبع من طريق الشاطبية افرادا، ثم شرع في ختمة ثانية للسبعة بالجمع فأتمها وأجازته الشيخة نفيسة بالسبع، وقرأ على الشيخة نفيسة القراءات الثلاث المتممة للسبع من طريق الدرة وأتمها. ثم شرع في قراءة العشر الكبرى بمضمن الطيبة فقرأ لنافع وابن كثير وأبي عمرو افرادا، وتوفيت الشيخة نفيسة عام 1954 م قبل أن يتم الطيبة عليها، فشرع في القراءة على شيخ الإسكندرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن المقرئ. وقرأ أيضا زيادة في التثبت والاتقان والتحرير على الشيخ محمد السيد علي شيخ مقرأة أبي العباس وأحد أقدم تلامذة شيخيه الخليجي ونفيسة. وكان يتَّجِر بالدقيق وله دكان مشهور بغيط العنب بالاسكندرية، فقرأ عليه ختمة بالعشر الكبرى وتوفي عام 1974 م قبل أن يجيزه. ولما افتتح معهد القراءات بالإسكندرية التحق به الشيخ عام 1981 م ونال إجازة حفص بعد عام واحد 1982 م ثم نال عالية القراءات عام 1984 م، ولم يكن قد افتتح بالمعهد قسم تخصص القراءات في ذلك الوقت. وبعد عمر طويل في طاعة الله وخدمة القرآن الكريم وطلبته واقراء القراءات المتواترة توفي سنة 2012.