خطوط السكة الحديدية بالجلفة عادت الى واجهة الأخبار هذه الأيام قضية مشاريع السكك الحديدية التي استفادت منها ولاية الجلفة ... ما بين تصريحات مغالطة للوزراء وتعطل مشاريع الخطوط السبعة التي تمر بعاصمة السهوب ... اضافة الى غياب التكوين الإستباقي لأبناء ولاية الجلفة في قطاع السكك الحديدية!! وآخر هذه الأنباء هي الاعلان عن الشروع في استلام طلبيات القاطرات السبعة عشر (17) من شركة آلستوم الفرنسية التي انتهت من تصنيع "كوراديا". وهو أول قطار هجين (مازوت-كهرباء) على أن يصل الى الجزائر يوم 29 جانفي 2018 ثم يتوالى وصول باقي الطلبيات الى غاية شهر جويلية من السنة الجارية، حسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية. والمثير للانتباه في هذه القضية هو أن هذه الطلبيات قد تم تقديمها شهر جويلية 2015 أي أنها ستستهلك 03 سنوات لتصنيعها على أن يتم تخصيصها لتربط الجزائر العاصمة بمدن وهران وعنابة وقسنطينة وبشار وهي كلها خطوط موجودة وناشطة فعليا ... أي بمعنى أن ما سيتم تجسيده هو مجرد تحديث لها!! وهكذا سيبقى مصير خطوط ولاية الجلفة محل غموض كبير لعدة أسباب أولها حالة الاستهتار وكذا طول اجراءات جلب القاطرات وتصنيعها وتجريبها وتصريحات الوزراء لذر الرماد في العيون دون فتح تحقيقات حول هذا التأخر الفادح في كل المشاريع المنطلقة سواء دراسات أو انجاز!! خط الجلفة – الأغواط انطلقت أشغال هذا الخط في أوت 2012 على مسافة 110 كلم منها 55 كلم بتراب ولاية الجلفة. وقد قدّرت آجال الانجاز ب 40 شهرا أي أن موعد استلامه هو ديسمبر 2015. ليتفاجأ الرأي العام الجلفاوي بتصريحات الوزير الذي اكتفى بالقول أن نسبة انجاز هذا الخط، في جانفي 2018، بلغت 60% ... بل واتضح جهل هذا الوزير ومن ورائه دائرته الوزارية وترسانة مستشاريه حين قال زعلان بأن طول هذا الخط هو 120 كلم!! خط الجلفة – بوغزول يبلغ طول هذا الخط 140 كلم ولديه محطات رئيسية في كل من الجلفة وحاسي بحبح وعين وسارة. وقد انطلقت أشغال انجازه في مارس 2012 بآجال تقدر ب 48 شهرا أي أنه كان يُفترض استلامه في مارس 2016. لنجد وزير النقل يصرّح في ماي 2016، في معرض ردّه على سؤال السيناتور "قطشة"، بأن هذا المشروع قد بلغت نسبة انجازه 35% أي بنسبة تأخر تبلغ 75% عند حلول موعد استلامه. ثم لتصل نسبة الإنجاز في جانفي 2018، حسب الوزير زعلان، الى 61% دون أن يتحمل هذا الوزير مسؤوليته ويحاسب القائمين على هذا التأخر الفادح ... بل أكثر من ذلك يصرح الوزير بكل صحانية وجه أمام البرلمان بأن هذا الخط يُتوقّع استلامه نهاية 2019!! مع العلم أن مجمّع شركات "كوسيدار-سابتا-أنفراريل" هو القائم على عملية الإنجاز ... خطّا الجلفة – البيّض، الجلفة - المسيلة يمرّ خط "الجلفة- البيّض" ببلديتي الدويس والادريسية. ويبلغ طوله الكلي 234 كلم وقد انطلقت دراساته في مارس 2012 رفقة خط "الجلفة - المسيلة" على أن يُستلما بعد 45 شهرا أي في جانفي 2016. وبشأن خط الجلفة – بوسعادة – المسيلة، فيبلغ طوله 180 كلم وقد صرّح بشأنه الوزير "طلعي" بأن دراسته ستُستلم في جويلية 2016!! خط المسيلة - البيرين - بوغزول يبلغ طول هذا الخط 150 كلم وقد أنجز منه في آفريل 2016، بمناسبة زيارة وزير النقل الى عاصمة الحضنة، مسافة 100 كلم. فيما تم التصريح يوم الزيارة بأنه يرتقب أن يستلم قبل نهاية سنة 2016 مع العلم أنه توجد احدى محطاته ببلدية "البيرين" شمال شرق ولاية الجلفة. وهو كغيره من الخطوط مازالت وتيرة أشغاله تسير ببطء ... خط بوغزول – تيسمسيلت أشغال هذا الخط البالغ طوله 139 كلم انطلقت في جوان 2011 بآجال تعاقدية تنتهي في جوان 2015. غير أن الأشغال ما تزال مستمرة في انتظار تقديم الطلبيات على القاطرات. مع العلم أنه ستكون لهذا الخط محطتان بكل من مدينتي سيدي لعجال وحاسي فدول. خط مسعد – تقرت أعلن عن هذا الخط وزير النقل السابق عمار غول بمناسبة زيارته الى ولاية الجلفة في آفريل 2015. حيث أمر الوزير وقتها "الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في السكك الحديدية" بانجاز دراسة الجدوى الخاصة به. غير أنه وبعد مرور أزيد من سنتين عن أوامر الوزير السابق يتضح أن خط مسعد -تقرت غير مدرج أصلا ضمن المشاريع التي تتم الدراسات بشأنها!! مما يعطي انطباعا عن غياب المتابعة من طرف السلطات المحلية والمركزية ومن طرف نواب الولاية وممثليها. أين حق أبناء ولاية الجلفة في التكوين والتشغيل؟ لا تزال قضية التوظيف بقطاع السكك الحديدية بالجلفة ملفا لم يفتح بعد. خصوصا وأن الوقت صار ضيقا للشروع في تنفيذ سياسة تكوينية استباقية لأبناء ولاية الجلفة. ويتعلق الأمر بمهن قطاع السكك الحديدية التي تتضمن مجالات ادارية وأخرى تقنية. وحسب دراسة حديثة للقطاع فإن هذه المهن تتعلق بالهيكل التنظيمي على مستوى الولاية. والذي يحتاج الى اطارات بالمديرية الولائية للنقل بالسكك الحديدية، واطارات مصلحة الاستغلال ومصلحة نقل المسافرين ومصلحة نقل البضائع ومصلحة صيانة الخطوط ومصلحة صيانة الاشارات والمصلحة التقنية اضافة الى السائقين. وهي مهن يضمنها المعهد العالي للتكوين في السكك الحديدية بالرويبة بالعاصمة. كما يمكن للاتفاقيات الثنائية لقطاع التكوين المهني بالجلفة أن تضمن مناصب للتقنيين في ميادين الصيانة والاستغلال وغيرها. واذا أخذنا بالاعتبار خط مسعد – تقرت، فإن مجموع البلديات المعنية بالتوظيف في قطاع السكك الحديدية سيرتفع الى 16 بلدية وهي الجلفة وعين معبد وحاسي بحبح وبويرة الأحداب وعين وسارة والبيرين وحاسي فدول وسيدي لعجال وعين الابل والدويس والإدريسية والمجبارة ومسعد وسلمانة وأم العظام وقطارة. ويبقى في الأخير التأكيد على أن خطوط السكة الحديدية هذه من شأنها أن تكون ذات تأثير كبير على حركة المسافرين ونقل البضائع لا سيما وأن عاصمة الولاية ستحتضن ميناء جافا وقاعدة امدادات تقع في نهائي خط السكة الحديدية "الجلفة-الجزائر" المرتبط مباشرة بميناء الجزائر.