أصبحت مسألة النظافة آخر الأشياء المحترمة والممارسة داخل بعض المطابخ في المستشفيات والاقامات، حيث يفاجأ المرضى برؤوس الفئران في صحونهم ويزلزل النمل عروش السلطة في الإقامات. رأس فأر في طبق ''العدس'' الساخن هي آخر الفضائح الغذائية التي سربت من أحد مستشفيات ولاية الجلفة. حيث زلزلت ''نزيلة'' جاءت لتحط مولودها سكون ليل ذلك المستشفى، حينما وقفت في طبقها على قطعة لحم مجهولة، وبعد التمعن فيها تبين أن في الأمر رأس فأر كما ''ولدته أمه''، لترمي صحنها جوا، وصراخها يملأ القاعة، ليسارع الممرضات إليها، وهناك اكتشفن أن النزيلة لا تعاني من أي مضاعفات ولكنه رأس الفأر الذي قدم لها. وتشير المعلومات المتسربة بأن ''المريضة'' التي كادت أن تسمم، تحركت وغضبت وحلفت بأغلظ الأيمان بأنها لن تسكت عن هذه الفضيحة الغذائية، لكن لا صراخها ولا صياحها ولا غضبها حرك من الأمر شيئا، حيث أكد زوجها على أن الأمور كانت ''مخيطة'' سلفا بعد أن تم طمس آثار القصة في حينها، وحتى شكاويه ضربت عرض الحائط، وهو ما جعله يحلف بأغلظ من أيمان زوجته على أن لا تحط أقدامه عتبة المستشفى المذكور ما دامت الأمور وصلت إلى غاية طبخ الفئران كما هي، ليتم تقديم أجزائها في الأطباق كحال رأس الفأر الذي كان من نصيب زوجته. حالة أخرى بمستشفى آخر تخص المدعو ''إبراهيم .س''، سرد لنا مشهدا عاشه على المباشر، حينما تم تقديم له طبق ''لوبيا ''مزود بحشرة ''الفرلو'' والمصيبة يقول إن الطبق لم يقتصر على حشرة واحدة فحسب، بل العدد وصل إلى ثلاثة، مما يؤكد أن طبيخ تلك الصبيحة المعد بأكمله لنزلاء المستشفى كان بعدد غير محدود من هذه الحشرة. حكاية أخرى تم تداولها بأحد المطاعم الجامعية، حيث اكتشف أحد الطلاب عرش من النمل يجوب طبق ''الشلاطة'' بكل حرية وتم تقديمه له وكأن الأمر عادي جدا، وهو ما جعله ينتفض في وجوه الطباخين، ليقول إنه بعد أن تعودوا على وجود ''نملة'' أو ''نملتين'' على أكثر تقدير في المئات من الأطباق المقدمة يوميا، ليجبروا على نزعها ورميها وغض الطرف عنها، تطور الأمر ليتم تقديم طبق النمل ب''الشلاطة'' وليس العكس، وهو ما جعله يقدم احتجاجا رسميا، وتبنت قضيته إحدى المنظمات الطلابية، لكن لا شيء تغير والمطبخ لا زال على وضعية النمل تلك، وحالة أخرى أسر بها أحد الطباخين عن اكتشاف بأحد المطابخ الجامعية بقايا من قطعة لحم لم يتبين مصدرها في البداية بسبب تشوه الشكل، لتظهر بعد التمعن أنها لقط صغير ليتم نزعها وتقديم مرقها وطبيخها للطلاب وكأنه لا شيء حدث، وهو ما جعله يحتج إلا أنه لم يستطع أن يفعل شيئا ليلتزم الصمت بعد أن تم تهديده بقطع ''خبزته''، مؤكدا أن معاونيه قالوا له إنهم لا يستطيعون رمي هذه الكمية من ''الشربة'' لمجرد وجود قطعة لحم مطبوخة دون قصد قد تكون لقط أو لشيء آخر، والمهم أن الجميع أكل الطبيخ باللحم المجهول. هذه عينات من وقائع عاشتها مطابخ بعض المستشفيات وبعض المطابخ الجامعية، والثابت أن الأمر يبدو عاديا، وتذهب العديد من المصادر إلى التأكيد على أن ما خفي كان أعظم. مع العلم أن لجنة الصحة بالمجلس الولائي، كانت قد أكدت على الوضعية الكارثية لمطابخ المؤسسات الإستشفائية وعن استعمال وسائل أكل عليها الدهر وشرب. وكانت فرق المراقبة وقمع الغش أيضا قد وقفت في أوقات سابقة على وجود قناطير من مختلف المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية مكدسة في مطابخ الإقامات الجامعية كانت موجهة للطلاب، ليتم إتلافها فوريا، وهو ما يثبت الوضعية غير الصحية لبعض مطابخ ومطاعم المؤسسات المذكورة .