يبدو أن الأوضاع بولاية الجلفة قد جعلت السلطات المركزية تحجم عن تنفيذ الزيارة المرتقبة لوزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية السيد "نور الدين بدوي" والتي كان يُنتظر أن تكون يومي 13 و14 فيفري الجاري عبر عدة نقاط بشمال ووسط وجنوب الولاية. وقد تلقت رئاسة تحرير "الجلفة إنفو" اشعارا اعلاميا من خلية الاعلام لولاية الجلفة تعلن فيها عن "تأجيل زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية". ولم يقدم نفس المصدر الرسمي أي تفصيلات سوى القول بأن الزيارة مؤجلة الى "اشعار آخر". وكان يُنتظر أن تستمر الزيارة ليومين كاملين وتبدأ من شمال الولاية وتُختتم بلقاء مع مختلف الأطياف المشكلة للولاية. وأضافت مصادر "الجلفة إنفو" أن البرنامج المقرر كان يتضمن معاينة وتدشين لمجموعة من المشاريع بكل من عين وسارة البيرين (مقر مستشفى 60 سريرا) وحاسي بحبح في اليوم الأول. أما في اليوم الثاني فتم برمجة زيارات الى كل من دار الشيوخ (مشروع مستشفى 60 سريرا) ومسعد وفيض البطمة وعين الإبل وعاصمة الولاية حيث ستكون البلديات المذكورة على موعد مع معاينة وتدشين مقرات تطبع قطاعات الشرطة والحماية المدنية والصحة والجماعات المحلية و التريية. ولا تستبعد مصادرنا أن يكون تأجيل الزيارة مرتبطا بالغضب العام والاحتجاجات التي بدأت تلوح أماراتها بكل من مسعد وعاصمة الولاية هذا الأسبوع. كما يُنتظر أن يكون تأجيل الزيارة مرتبطا بحلحلة بعض الانشغالات على الصعيد المحلي ومحاولة خلق جو من الطمأنينة. جدير بالذكر أن آخر زيارة لوزير الداخلية "نور الدين بدوي" قد جاءت 03 أيام بعد جنازة العقيد أحمد بن شريف وتسببت في حالة غضب واحتجاج ضد الوفد الوزاري بمنطقة "الزميلة" قبل أن تندلع مظاهرات منددة بما سماه المتظاهرون ب "الحقرة" ويومها طالبوا بعزل والي الولاية السابق "قنفاف حمانة" الذي تغيب هو الآخر عن الجنازة وجاء ليعزي رفقة وزيره للداخلية. ويبقى الشارع الجلفاوي محتقنا بسبب التصريحات والتصرفات اللامسؤولة لمختلف المسؤولين الرسميين. وآخرها الفشل الذريع لزيارة وزير الفلاحة الذي بدا عاجزا عن تلبية مطلب مخبر الطب البيطري. ونفس الأمر بالنسبة لوزير الثقافة الذي انتهت زيارته كلها الى مجرد الاعلان عن حفرية انقاذية لحيوان وحيد القرن ولم يقدم "ميهوبي" أي توضيحات بشأن افتتاح المتحف الجهوي وملحقة مركز بحوث ما قبل التاريخ رغم أن هيكليهما قد تم استلامهما. وحالة الغضب بعاصمة السهوب مرتبطة أيضا بتجميد المشاريع الهامة للولاية مقارنة بحجمها الديمغرافي ومساحتها وكذلك مقارنة بولايات صغيرة من حيث المساحة والسكان والتي نالت حظا وافرا من مشاريع مرتبطة بأصحاب القرار وبعيدة كل البعد عن لغة الأرقام وما يتطلبه الواقع التنموي ... ويبقى في الأخير أنه يجب على السلطات المركزية أن تلتفت الى ولاية الجلفة التفاتة جدية خصوصا في ظل القطيعة التي ترجمتها أرقام المشاركة الانتخابية وكذلك ردود الفعل الأخيرة في صائفة 2018 ...