سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضيحة: الدولة تتخلّى عن 33 تلميذا من قرية قمامر ... وتضطرّ بعضهم الى كراء منزلين من الخواص ببلدية سد رحّال!! في انتظار ما ستسفر عنه تحريات اللجنة التنفيذية
ما كادت تظهر فضيحة واقع ابتدائية "العلڤ" الريفية ببلدية عين افقه، شمال ولاية الجلفة، حتى انفجرت فضيحة أخرى بجنوبها وهذه المرة الضحية هم التلاميذ الداخليون بمتوسطة مدينة سد رحال الذين اضطرتهم ظروف الاقامة بالداخلية الى الكراء لدى أحد الخواص. وقد أكدت خلية الاعلام بالولاية اليوم، في الصفحة الرسمية، على تكليف وفد تنفيذي بتعليمات من الوالي من أجل زيارة المتوسطة والداخلية المذكورة. وتتشكل اللجنة المذكورة من مدير التربية ورئيس دائرة مسعد ورئيس المجلس الشعبي البلدي والذين اجتمعوا بابتدائية الشهيد "شعيب المبروك" لتدارس وضعية المرقد المخصص للطلبة المقيمين بمنطقة القمامر مثلما أشارت اليه خلية الولاية. ومن جهتها تنقلت "الجلفة إنفو" الى بلدية سد رحال والتقت التلاميذ المذكورين الذين نددوا واحتجوا على الوضع الذي وُضعوا فيه. ويبلغ عددهم 19 تلميذا اضطروا الى كراء منزلين من الخواص ليس بهما أدنى شروط الإقامة ولا يتوفران على الجو الملائم للدراسة والتحضير لتلاميذ الرابعة متوسط. حيث وجدناهم يستعملون وسائل بسيطة لمواصلة الدراسة ويفترشون الأرض ويطبخون وسط أخطار حقيقية محدقة بهم. مع العلم أنه يوجد 33 تلميذا من قرية قمامر يدرسون بمتوسطة سد رحال. وحكى بعض التلاميذ ل "الجلفة إنفو" كيف أن الوضع بالمرقد القديم قد تسبب في مرض 03 من أصدقائهم وأقعدهم الفراش منذ بداية الموسم الدراسي منقطعين عن مواصلة التعليم. مما أدّى بأوليائهم الى اخراجهم من الداخلية التي أضحت مكانا يستحيل الاقامة فيه. ورغم محاولة البلدية التدخل لحلحلة الوضع الا أنها قد فشلت في التوسط لفتح اقامة أخرى بمركز التكوين المهني حيث راسلت الهيآت الوصية ولكن دون جدوى. ويثير هذا الوضع الكثير من التساؤلات عن غياب مدير التربية عن واقع قطاعه بدليل فضيحة ابتدائية منطقة "العلڤ" ببلدية عين افقه. ونفس السؤال يطرح عن غياب كل من رئيس الدائرة ورئيس البلدية الذين تحركا بمهماز الوالي في منتصف الموسم الدراسي بعد مضيّ 06 أشهر من التحاق التلاميذ. مما يؤكد على أنهما لا يتابعان شؤون البلدية لا سيما واقع التمدرس. والوضع التربوي ببلدية سد رحال ليس جديدا وقد سبق ل "الجلفة إنفو" أن تطرقت الى مآسيه في 2013 وفي سبتمبر 2018 حول مأساة ابتدائية "المجاهد كربوب اسماعيل بن عبد الله" التي لم ينعدم بها السلك التربوي فحسب بل وصل الأمر الى انعدام القسم الذي يدرس فيه تلاميذ السنة الأولى ابتدائي والتحضيري ليكون الحل هو نظام الدوامين الذي لا يمكن تطبيقه على تلاميذ المناطق الريفية النائية خصوصا في فصل الشتاء. ويبدو أن الوضع الكارثي للمرقد الموجود ببلدية سد رحال يفضح عدة نقائص. أولها يتعلق بالتجهيز من حيث البطانيات والأغطية والأفرشة والأسرّة والطاولات والكراسي وعتاد الطبخ. وثاني هذه النقائص وهو الأهم يتعلّق بنقص مناصب العمل الدائمة للطباخين وعاملات النظافة والحراسة والصيانة بهذا المرقد. مع العلم أن السلطات عبر ولاية الجلفة لا تتعامل بجدية مع مثل هذه الأوضاع أين يتم الاستعانة بالعمال المؤقتين في اطار الشبكة الاجتماعية ... جدير بالذكر أن سكان الفرع البلدي "قمامر" يعيشون وضعا مأساويا حيث أن أقرب متوسطة اليهم بإقليم بلديتهم تقع على مسافة تتجاوز ال 100 كم بمدينة سد رحال مع استحالة توفير النقل المدرسي ذهابا وايابا على مسافة تفوق 200 كم. وبالتوازي مع ذلك نجد أن المتوسطات القريبة إليهم تقع ببلدية مسعد والمسافة لا تقل عن 80 كلم. وقد أدى هذا الوضع الى توقف أغلب التلاميذ عن مواصلة الدراسة خصوصا بالنسبة للبنات في حين يعاني المحظوظون منهم من بعد المسافة عند اختيارهم مواصلة الدراسة في مسعد أو سد رحال لا سيما وأنهم أطفال صغار.