في مبادرة ليست الأولى من نوعها التي أحيتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية جمال الدين بن سعد لولاية الجلفة بمناسبة شهر التراث، من خلال الندوة الفكرية حول تأمين التراث الثقافي، تم التطرق بهذه المناسبة إلى مصنفات التراث بين الماضي والحاضر ومن خلالها تم التسليط الضوء على بعض النقاط. وإذ كان جل الاهتمام الحديث أصبح يتجه نحو التكنولوجيا والمعلوماتية فإن التعرف على التراث الثقافي يشكّل مصدرا للكشف عن الهوية والانتماء التاريخي والاجتماعي كما أنّه مرتبط أساسا بالإبداع. ولعلّ القانون الذي يهتم بدراسة هذا الجانب هو القانون 98-04 المتعلق بحماية التراث الثقافي، وقانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة 03-05 الذي يحمي المصنفات. ما يقال عن الجانب التعريفي للتراث الثقافي هو ما تركه السلف إلى الخلف من مختلف مناحي الحياة أي العلوم الفلاحية أو الطبية أو الأدب أو التقاليد أو ما يسمى الفلكلور والمعارف التقليدية، وبالتالي فإن المعاني (المأثورات الشعبية، أشكال التعبير الثقافي، الموروث الثقافي) كلها تصب في نفس الصياغ. أمّا عن كلمة المصنف فتعني الحامل أو الدعامة التي يتم فيها صبّ العمل الفني أو الفكري، فالأفكار طليقة ولا تُحمى إلاّ من خلال صبّها في طابع معين. تمتاز الجلفة بوجود طابعها النايلي الخاص كالقشابية والحلي ذات الصنع المحلي والزرابي والخيمة المعروفة والحكم الشعبية والأشعار والغناء النايلي وهي تمتاز بالأصالة والإبداع. كما تُعرف المنطقة ببعض الصناعات التقليدية مثل السلالة التي تستخدم فيها مثلا الحلفاء والتي هي متعددة الاستخدامات. خصائص المصنف الثقافي يمكن الوصول إلى جملة من الخصائص التي يمتاز بها المصنف الثقافي أو الفلكلوري: - يمتاز بكونه إبداعا. - ينسب إلى جماعة وليس الى فرد حتى وإن كان مؤلفه فردا غير غير معلوم. - يعكس الحياة المحلية لمنطقة محددة. - ينتقل من جيل لآخر شفاهة. - يمكن تطويره من قبل الجماعة المنشئة له. بعد الاعتراف بحق الملكية على هذا النوع من المصنفات وجب حمايتها وقد حدد قانون حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة الجهة التي لها حق المطالبة بالحماية والمتمثلة في ساكنة تلك المنطقة التي تتمتع بحق النسبة أو الأبوة للمصنف (قد يكون فردا أو جمعية أو هيئة إقليمية محلية) والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. أهمية حماية التراث الثقافي ومصنفاته: - الخوف من تعرض التراث الثقافي للتزوير أو التحريف أو الاعتداء ويؤدي إلى اندثاره طبعا. - نقص الدراسات المهتمة بالتراث الثقافي ما يؤدي للجهل بالموروث الثقافي وضياعه. - هو آلية جد مهمة في جلب السياحة والتعريف بالمنطقة. - توسيع الدخل الاقتصادية والعوائد المالية. - يرسخ ويعزز اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي. - يمثل قيمة معرفية كبيرة كالمخطوطات الموجودة ومختلف المعارف المنقولة والحكم والأمثال الشعبية. - يعتبر مرجعية دينية في كثير من الأحيان. ففي الختام يمكن القول لا يمكن التكلم عن المستقبل ما لم نربط حاضرنا بماضينا، وهذه مبادرة من أجل التدقيق والبحث عن معارفنا الموجودة من أجل توثيقها والكشف عنها.