يلتحفون الصفة الأكاديمية ويخنقون عقول البسطاء بِ"وشاح أحمر"، يكسرون عصا المنطق بهُراف غير مؤسّس وفي غياب المعلومة الأمنيّة حول المصالح و السياسة العليا للبلد High interests ، حَريٌّ بالمَرْءِ أن لا يتسلَّقَ ما لا يفْقَه.. حرية التعبير لا تعني تَصَدُّرَ المشهد تحت خلفيّات الإنتصار للعرق أو الجهة أوالمنطقة أو..الدشرة، "من تكلّم في غير فنّهَ أتى بالعجَب ! أكنتُم تتجرّؤون على مؤسسة الجيش..أقول المؤسسة وليس شخص قائد الأركان لأنّي لست مع: "عبادة الشخصية Adoration of personality" حينما كان أُمراء الحرب من قادة التسعينيّات تعيث فساداً في أرواح الناس وأملاكهم وأعراضهم ؟! «حينما دُفِعَ بِخِيرة أبناء الشعب إلى مجاهل رقّان و وادي النّاموس .. الكلام لأستاذ كلية العلوم السياسية مريمش رحمه الله».. ، أيجِبُ أن نعيد تعريف المؤسسة العسكرية إجرائيّاً ودورها التقليدي والدستوري في حماية الدولة الوطنيّة والمتعارف عليه في أدبيّات العلاقات الدولية ؟! إذا كانت لديكم مشكلة مع قائد الأركان أو غيره ممّن ليسوا على هواكُم الأيديولوجي أو المناطقي أو العرقي أو حتّى الدشروي أعلنوها صراحة و لماذا تتدثّرون بوشاح أكاديمي لوضع كل البيض في سلّة واحدة؟!.. بربّكم وربنا ورب أربابكم الذين تنهلون من مشربهم البوشاشي العسولي المقراني الطابوني ..كيف تحكمون؟ إذا كانت أحكامكم وآراؤكم تُؤسّسُ طبقاً لهذه المناظير الخاضعة لابن عمي وابن دشرتي فأين الموضوعية Objectivity التي درستُم؟! الجزائر أولى أم الانتصار لابن العرق والعم والدشرة والمنطقة..أنتم تكسرون عصا المنطق وتذبحون عقول البسطاء ممّن يتهافتون على الفضاءات المتاحة لمعرفة مسارات ومآلات الأحداث.. الجيش جيشٌ يُحترم ويُسند طالما أنّه مع الإرادة الخيّرة وطموح وآمال عموم الشعب، أمّا أنّه لا يستجيب لتطلّعات المُتكسّبين وخياراتهم الأيديولوجية التي قد لا تتقاطع مع آمال الأغلبية فذلك نقيصةٌ منكم يا مَن تؤمنون به عاماً وتكفرون به أياماً.. أمّا ذريعة معارضة انتخابات تحت إدارة أزلام النظام السابق فتلك لحاجةً في نفوس من يكفرون بالصندوق ويتحيّنون الفرصة لخيار التعيين ولو تحت وطأة الفوضى.. الوقت ينفذ والخيارات محدودة والجزائر على المِحكّ.. فليكن خيارا دستوريا على عِلّاته بلجنة تشرف وتنظم وتراقب هذه الإنتخابات لتجاوز الظرف الدقيق.. وأحرس أنت صندوقك إن لم يكن لك غرضٌ غير السّير بالجزائر في مسار آمن.. الظاهر أنّ الحراك بدأ ينحرف عن أهدافه ومساره الأول إلى محاولة انتهاج منطق الإقصاء بوشاحات أيديولوجية تنتصر لغير المصلحة العليا للبلد، وفي غياب المعلومة الأمنيّة التي لا تمتلكها إلّا المؤسسة الدستورية الحالية والوحيدة لمؤسسة الجيش لا يمكن لبهاليل الجهوية والمناطقية إلا أن يتخلّقوا بأخلاق الوحدة الوطنية أمّا تطلعاتهم للمراكز السياسية فذلك أمر مشروع شرط أن لا يستحمروا الأغلبية بنداءات الدولة المدنية التي يفهمونها على غير ما نفهمها.. حجر الزاوية في كلامي هذا أنّ منطق رجل الدولة لا يأتلفُ مع منطق المتفرّج ولو كان أكاديميّا.. بكلمة واحدة: كل واحد يريّح في قشورو.. وَ: مَن تكَلّمَ في غير فنّه..أتى بالعَجَب.. لِذا فإنّ النُّصح والتنبيه وَجَبْ. (*) أستاذ جامعي سابق وإطار بالوزارة