أحيت أمس الخميس الجمعية الولائية أول نوفمبر لحماية وتخليد مآثر الثورة بالجلفة ذكراها الثلاثين من خلال احتفالية احتضنها المركز الإسلامي "الشيخ سي عامر محفوظي" بحضور السلطات المحلية والأباء المجاهدين؛ مشايخ وأئمة الولاية؛ أساتذة وطلبة التاريخ، وكذا قدماء الكشافة الإسلامية. أفتتح النشاط بكلمة رئيسها المجاهد "محمد لعروسي" الذي أعرب عن أهمية ما قامت به هذه الجمعية طيلة مسارها في خدمة التاريخ المحلي واستكمال رسالة الشهداء، وتعتبر حسب قوله وقفة تذكر وترحم على أعضائها (روادها) المؤسسين، فيما قدم الدكتور " هجرسي بن جلول" حوصلة مختصرة لمسيرة الجمعية وما حققته من إنجازات طيلة ثلاثين سنة.وتم توزيع دليل خاص بالجمعية يشتمل على بطاقة وصفية للجمعية ومؤسسيها وأعضائها، ونشاطاتها في صيانة وتخليد مآثر الثورة بالجلفة. وبالموازاة مع ذلك تم عرض فلم وثائقي بعنوان " وقفة تذكر مع بعض مجاهدي المنطقة الثانية للولاية السادسة" و كذا معرض خاص بالإصدارات التي ساهمت بها الجمعية من كتب ومطويات تؤرخ للمنطقة. مسيرة جمعية أول نوفمبر 1954 لتخليد وحماية مآثر الثورة الولائية طيلة ربع قرن من الزمن تأسست جمعية أول نوفمبر بتاريخ 10 سبتمبر 1989 من قبل جمعية عامة تأسيسية مكونة من مجموعة من المجاهدين برئاسة المجاهد الراحل "بوبكر هتهات" ، وبعد وفاة رئيسها السابق تم تجديد الاعتماد بتغيير تشكيلة الهيئة التنفيذية التي ترأسها المجاهد " لعروسي محمد" بتاريخ 18 فيفري 2015 وإلى يومنا هذا. و يقع مقرها بوسط مدينة الجلفة بشارع الأمير عبد القادر بجوار مكتب الأمانة الولائية للمجاهدين. للجمعية فروع ببعض دوائر وبلديات الولاية تنشط في إطار أهداف الجمعية ومبادئها وتأمل الجمعية أن تتوسع فروعها لتشمل كل دوائر الولاية، و من بين أهدافها حماية وصيانة مآثر ثورة التحرير (مقابر، معالم، مراكز، معتقلات..)، جمع وتدوين تاريخ الثورة بالمنطقة، الحفاظ على الذاكرة و توصيل رسالة أول نوفمبر 1954 للأجيال. تنشط الجمعية في مجالات عديدة ذات صلة بأهدافها المسطرة من بينها أنها أخذت على عاتقها منذ بداية تأسيسها الاهتمام بمقابر الشهداء وترميمها، وتشييد مجموعة من المعالم التذكارية في مواقع شهدت أحداثا تاريخية كالمعارك والاشتباكات، وتخليد رمز من رموز الثورة التحريرية بالمنطقة وهذا العمل يتم بالتنسيق مع الولاية والأسرة الثورية ومديرية المجاهدين عن طريق الإعانات التي تستفيد منها الجمعية. وقد شاركت الجمعية باستمرار في إحياء المناسبات الوطنية والتاريخية وإقامة الندوات والمهرجانات المرفقة لكل حدث تاريخي. و من بين إهتماماتها محاولة ترغيب المجاهدين في كتابة مذكراتهم، حيث تعمل جاهدة لجمع هذه المعلومات في شكل كتب ومطويات حفاظا على ذاكرة الأمة والنهوض بالتاريخ المحلي لتستفيد منه الأجيال، ومن بين المذكرات التي ساهمت الجمعية في طباعتها: - مذكرات المجاهد قليشة مصطفى. - مذكرات المجاهد هتهات بوبكر. - مذكرات المجاهد فضة عبد القادر المدعو بوعسرية. - مذكرة قسمة المجاهدين بسيدي بايزيد؛ بالإضافة إلى بعض المنشورات والمطويات المتعلقة بثورة التحرير بالمنطقة الثانية بالولاية السادسة التاريخية والتي توزع في المناسبات. بالإضافة إلى ذلك فقد قامت جمعية أول نوفمبر بتنظيم مسابقات من طرف أساتذة أعضاء في الجمعية كمسابقة " أول نوفمبر الولائية"، و تنظيم جليات خلال ليالي رمضان من كل سنة تتضمن محاضرات ودروس في السيرة النبوية بالتنسيق مع عمداء الكشافة والمحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية و كذا التنقل إلى مراكز جيش التحرير بالمنطقة في زمن الثورة وتنظيم خرجات في الهواء الطلق بالتنسيق مع دور الشباب عادة ما تكون بصحبة مجاهدي الجمعية، حيث تستهدف العملية معاقل الثورة التحريرية بالمنطقة والوقوف عند أطلال معاقل الثورة قصد الإطلاع على الظروف التي كان يعيشها المجاهدون في يومياتهم المحفوفة بالمخاطر، وأماكن المعارك ونصب الكمائن والتوغل معهم في الغابات والأحراش عبر جبال مناعة وقعيقع ، ووجه الباطن وجبل حواص وتقرسان، جبل سردون وقبر الحاشي والشايفة والحرشة، وثنية العرعار والمستشفى الأرضي بطسطارة وجبل زكار والزرق والمخاليف قرب سيدي مخلوف وعين الشهداء جنوبا. و من بين النشاطات التي قامت بها ذات الجمعية إقامة مخيمات للمجاهدين مثل مخيم بسيدي بايزيد بدار الشيوخ يومي 18 و19 ماي 2009 الذي حضره العديد من المجاهدين من الولايات المجاورة مع حضور عدد معتبر من الطلبة للإستماع إلى شهادات المجاهدين. إضافة إلى تسجيل الشهادات الحية بصفة دورية بالتنقل إلى مقر سكناهم من أجل جمع أكبر عدد ممكن من الشهادات.، وقد توصلت إلى جمع عدد معتبر من الأشرطة محفوظة بخزانة الجمعية في أقراص مضغوطة وهي في خدمة الطلبة والباحثين في مجال التاريخ. و تطمح الجمعية إلى تحقيق كل أهدافها وتوسيع دائرة المنخرطين فيها لتشمل شريحة من الشباب المثقفين والأساتذة وخاصة من ذوي الإختصاص في مجال التاريخ.