مجاهدي المنطقة الثانية الولاية السادسة التاريخية بعد انتهاء معركة قلتة الرمال بقيت كتائب المجاهدين لم تبرح مكانها، لأنها تعلم أن القوات الفرنسية سترجع حتما إلى جبل مناعة ، وهو ما حدث فعلا فقد قام الفرنسيون في العديد من المرات بتمشيط المنطقة ،وكان تركيزهم الدائم على القمم العالية والأحراش الوعرة وفي خريف 1958 نزل الفرنسيون إلى سفح الجبل حيث كانوا يراقبون تحركات جيش التحرير، وتشاء الأقدار أن ترصد عيون الاحتلال تحركات غير عادية لبعض سكان المنطقة، وهم يحملون المؤونة للكتيبة التي كانت مرابطة في جبل مناعة ، والتي يقودها دربالي سليمان المدعو بوكروشة هذا ما جعل الفرنسيين يمشطون المنطقة، بحثا عن جيش التحرير الذي كان يتشكل من كتيبة تتوفر على أسلحة أوتوماتيكية متنوعة مثل الرشاشات وبعض كالقطع الجماعية كالثلاثينية الأمريكية الصنع هذه المعطيات جعلت الكتيبة على أهبة الاستعداد ، أطوار المعركة بعدما رصدت القوات الاستعمارية تحركات المواطنين اتجاه سفوح الجبل تفطنت للكتيبة المرابطة بمرتفعات العريعير* او هذا ما جعلها تجمع قواتها بالسهل المجاور استعدادا للهجوم على موقع المجاهدين ،بالمقابل كانت الكتيبة تتحين الفرصة للانقضاض على قوات العدو ورد هجماته ، فقام أفرادها بنصب قطع السلاح الجماعية في الأماكن الإستراتيجية من بينها قطع الفامبار . عندما تمت الاستعدادات لم يفوت المجاهدون فرصة تجمع عساكر العدو فأمطروهم بوابل من الرصاص، مع بداية المعركة فسقط العديد من الجنود الفرنسيين بين قتيل وجريح ، هذا ما جعلهم يردون ردا عنيفا ورغم ذلك قاتل المجاهدون ببسالة ليس لها مثيل، ومع استمرار المعركة ، ركز الفرنسيون هذه المرة على مصدر النيران مما تسبب في أضرار لفوج المقاتلين المكلفين بالرماية بالأسلحة الأمريكية مما تسبب في استشهاد العديد من المجاهدين هذا ما جعل قائد الكتيبة يعطي الأوامر بالانسحاب . نتائج المعركة سقوط العديد من جنود العدو بين قتيل وجريح خاصة مع بداية المعركة استشهاد مجاهدين ضحوا بأنفسهم من اجل تحرير الوطن الغالي وكان عددهم 15شهيد وقد نقل الجرحى إلى خارج ميدان المعركة وذلك من اجل علاجهم في مخابئ خاصة. تعد معركة العريعير أو فايجة العرعار بمناعة إحدى المعارك التي خاضها جيش التحرير والتي اثبتوا فيها قدرتهم على تسيير أطوار المعارك، خاصة وأنهم يعلمون أن العدو لا يمكنه التصدي لهجماتهم ،وذلك لعدم معرفته الكاملة بخبايا جبال المنطقة الثانية من الولاية السادسة التاريخية (مناعة وقعيقع) والتي أصبحت حصنا منيعا للباحثين عن الحرية تحت قيادة مؤمنة بان الحرية تأخذ و لا تعطى *فايجة عرعار التي تقع بالسفح الشمالي بجبل مناعة وهي مطلة على سيدي بايزيد ولعلها اشتقت اسمها من نبتة العرعار المنتشرة في تلك المنطقة (*) قاسم سليمان/ رئيس فرع جمعية أول نوفمبر بدار الشيوخ http://facebook.com/sliman.gacem
المراجع المعتمدة - جمعية اول نوفمبر لتخليد وحماية ماثر الثورة بالجلفة ، من ماثر جيش التحرير الوطني بالولاية السادسة التاريخية 2006 - جمعية اول نوفمبر لتخليد وحماية ماثر الثورة الجلفة احياء ماثر الثورة بتراب بلدية سيدي بايزيد اوت 2006 - التقرير الولائي لكتابة تاريخ الثورة، الجلفة في 3 سبتمبر1986 - المنظمة الوطنية للمجاهدين، تقارير ملتقى المعارك الكبرى الولاية السادسة،مسعدالجلفة، 18-19 سبتمبر 1998