يعيش الرأي العام المسعدي هذه الأيام على صفيح ساخن نتيجة لفشل كل السلطات الولائية والبلدية في حلحلة الوضع المأساوي الذي يتجرع مرارته السكان على كل الأصعدة ... ويأتي على رأس مطالب المسعديين قضية إدراج مقاطعتهم الإدارية المنتدبة ضمن منطقة الجنوب للإستفادة من مختلف المزايا ولا سيما "صندوق تطوير الجنوب" من حيث دعم أسعار الكهرباء بها. وقد انتفض من أجل ذلك شباب مسعد وفيض البطمة وسد رحال في 12 ثم 16 ثم 28 جويلية 2020 على التوالي... كما يطالب أبناء المدينة مسؤولي البلدية بالتعجيل في الإفراج عن قائمة المستفيدين من قطع الأراضي التي تأخر توزيعها كثيرا. وفي هذا الصدد عبر لنا الكثيرون عن أملهم في أن تكون منحة إعانة البناء وفقا لتصنيف الجنوب أي 100 مليون سنتيم بدلا من 70 مليون سنتيم على غرار ولايات الأغواط وورقلة وغرداية التي تحد دائرة مسعد. ويؤكد الشباب المسعدي على أن تحديد المنحة ب 100 مليون سنتيم يعود إلى ارتفاع أسعار مواد البناء وتذبذب توزيعها في مسعد على غرار ما تشهده ولايات الجنوب. وعلى غرار التجزئات الجديدة بمسعد فإنه قد طفا إلى السطح قضية تأخر توزيع 750 سكن اجتماعي بطريق تقرت. وقد أثار ذلك موجة سخط وصلت إلى تنظيم وقفة احتجاجية منذ ثلاثة أيام أين تم غلق مقر الدائرة. وعلى الرغم من كل ذلك فإن رئيس الدائرة لا يكاد يظهر إلا في المناسبات أو في الزيارات الرسمية ويُقال عنه أنه مريض هذه الأيام. وما يثير الغرابة في مسعد هو المواصلة على نفس الأخطاء فإذا كان حي تجزئة 464 يعاني من انعدام ماء الشرب والكهرباء وشبكة الصرف الصحي منذ سنة 1994 ... فإن الحي الجديد الذي طال توزيعه ومعه التجزئة الجديدة صارا بمثابة أكبر مرقد إذ لا يوجد فيهما أي مرفق عمومي فلا مدرسة ومتوسطة ولا ثانوية ولا قاعة علاج ولا قاعات رياضة أو ترفيه ولا سوق جواري !! ويضاف إلى ذلك مشكلة عدم تمديد خط النقل الحضري الذي يتوقف بعيدا عن آخر حي مأهول وهو حي مجموعة 22 !! أما بالنسبة لمشكلة القمامة فإن وصف "مسعد تغرق في النفايات" هو أقل توصيف لما آلت إليه الأوضاع في مدينة يفترض أنها عاصمة لمقاطعة إدارية ... والأسوء هو انتشار القمامة حتى بوسط المدينة !! وبالنسبة لمياه الشروب فهذا ملف صار المسعديون يتجرعون مرارة سوء تسييره والتمييز بين الأحياء. حيث أن بعض الأحياء يصلها الماء كل 09 أيام كأحسن معدل بينما هناك أحياء يصلها الماء كل 25 يوم أو مرة كل شهر ... يحدث ذلك في مدينة هي الثانية بعد عاصمة الولاية في تعداد السكان الذي فاق 130 ألف نسمة ويمرّ عليها مسافرون عبر الطريقين الوطنيين 01 ب و89 الذين يشقان وسط مدينة مسعد ... هذه هي أوضاع مسعد أياما قبيل دخول اجتماعي يتميز بانتشار وباء كوفيد ... فالوالي قد زارها مرتين هرب فيهما من ملاقاة السكان والحديث إليهم مباشرة ... ورئيس الدائرة مريض ورؤساء بلدياتها تغيروا مرارا ما بين الوفاة أو التوقيف بسبب التحقيقات القضائية أو العطل المرضية أو الصراعات أو العجز عن التسيير وحلحلة الأوضاع ...