صورة من الأرشيف بنبرة رجل أثقلته البطالة وسنوات الكراء التي ناهزت ربع قرن، تحدّث المواطن "م. اسماعيل" عن معاناته رفقة والديه المريضين وأخيه بمدينة مسعد، لتزيد إجابة رئيس دائرة مسعد من معاناتهم حين سخر منه رئيس الدائرة وقال له "أنت تقريبا ستسكن هنا عندنا في الدائرة من كثرة شكاويك" ليردف بالقول "من أراد أن ينتحر فلينتحر" قبيل عملية توزيع حصة 222 سكن بمسعد والتي أثارت احتجاجات غير مسبوقة بمدينة مسعد شهر أوت الفارط. "اسماعيل" تحدّث بكثير من المرارة حين قال "كل سكان حي القدس وبجميع العمارات يعرفون وضعية عائلتنا المغبونة ويعلمون أننا بدون سكن يأوينا ونتنقل من منزل الى آخر ومن شقة الى أخرى ... حتى صار عندنا 13 عنوان وصارت مسعد كلها تعرف أثاث بيتنا من كثرة الترحال". وما زاد من وطء المعاناة، يقول اسماعيل، هو "البطالة الخانقة التي اعيشها أنا وأخي وكذا والدي البالغ من العمر 79 سنة والذي يعاني من مرض مزمن رفقة الوالدة التي تعالج لدى طبيب مختص في أمراض العظام". وحسب اسماعيل، فان والده قد قدّم طلبا للسكن منذ سنة 2004، وقدّم هو طلبا سنة 2008. ومنذ ذلك الوقت العائلة تسكن في شقة ذات غرفة واحدة بحي القدس منذ 06 سنوات، حيث تعاني العائلة من الرطوبة لا سيما الوالدة التي تتابع علاجا في التكييف العضلي. كما أكّد نفس المتحدّث أن رئيس البلدية اعترف له بأحقّيته في السكن أمام لجنة السكن بالدائرة، غير أن ذلك لم يشفع له في نيل شقة تحفظ كرامة عائلته. أما فيما يتعلّق بمراسلاته الى مختلف السلطات التنفيذية، فقد أكّد اسماعيل أنه قد راسل كلا من رئيس المجلس الشعبي البلدي ورئيس الدائرة والأمين العام للولاية والوالي السابق والحالي قصد التكفّل بطلبات العائلة بمسكن لائق. مضيفا أن والده قدّم طلب سكن بتاريخ 01/12/2004 تحت رقم 5038، وقام بتجديده بتاريخ 28/02/2007 تحت رقم 4256. أما هو فقد قدّم طلبا بتاريخ 13/10/2008 تحت رقم 5567 ... والى حد الساعة مازالت العائلة تنتظر ... ومازال اسماعيل وأخوه، الذين تجاوزا سن 38 سنة، لم يتمّا نصف دينهما بسبب أزمة السّكن ...