بعدما كانت مدينة مسعد تزخر بالمئات من البساتين و الغابات المنتجة لكل أنواع الخضر و الفواكه، و بعد أن ظلت هذه الثروة الفلاحية لعصر طويل مصدر عيش المسعديين ... انقلبت الأوضاع في الآونة الأخيرة و صار إهمال البساتين ديدن أصحابها. و زاد على ذلك أن أيا من المجالس الشعبية البلدية المنتخبة التي تعاقبت على مدينة مسعد لم يفكّر في حفر الآبار و تعويض الفلاحين بمصادر جديدة للسقي بعد شح مياه السدود و الآبار. و الملاحظ اليوم على تلك البساتين الفلاحية هو أن الأشجار آخذة في الزوال و الاراضي قد استحالت الى مساحات بور بسبب اعدام مصادر المياه. و هو ما أدى الى تناقص محسوس في محاصيل المشمش و الرمان التي تشتهر بها مدينة مسعد عما كانت عليه في أوقات سابقة. كما تسبب عدم وجود صناعة تحويلية لامتصاص فائض منتوج الفواكه في تفاقم الأوضاع، خصوصا و أن كل مقومات صناعة مربى المشمش متوفرة من شبكة للطرقات (الطريق الوطني رقم 1 و طريق تقرت باتجاه الجنوب الشرقي) و شبكة توزيع و سوق استهلاكية و غيرها. فهل سيحمل المنتخبون المحليون على عاتقهم هذه المسؤولية و هل سيكون هناك أمل لعودة تلك البساتين الرائعة التي كانت تزخر بالخيرات؟ و هل سينجح المسؤولون في اعادة الفخر للمسعديين بفلاحتهم في حال تجسيد مصنع مربى المشمش؟ ... أم أن الاسمنت سيحتل ما تبقى من مساحات الاخضرار و الخصوبة؟ الاجابة طبعا لا يملكها الا المجلس الشعبي البلدي و كل مسؤول غيور على هذه البلدة.