ولد المجاهد "محاد عبد القادر" بمدينة الجلفة سنة 1934 أين تلقّى كباقي جيله تعليما قرآنيا في كتاتيب القرآن ثم زاول دراسته في المدرسة الابتدائية الفرنسية فكان من بين التلاميذ النجباء. وفي تلك الفترة انضم إلى صفوف "الكشافة الإسلامية الجزائرية" وهي مدرسة الوطنية أين كان له احتكاك ببني جيله من المجاهدين والشهداء الذين درجوا في الحركة الكشفية. كما كان المجاهد محاد رياضيا متميزا في عدة أنواع من الرياضات حيث انضم إلى أول فريق لكرة السلة بالجلفة خلال الفترة 1950-1954 ليضع إبداعه فيها فكان لاعبا مراوغا ومسجلا للأهداف. وفي شهر ماي 1952 اختار الشاب "محاد عبد القادر" مهنة التمريض كمهنة نبيلة سمحت له بأن يكون خير معين لمجتمعه الذي عانى وقت الاحتلال الفرنسي. فاشتغل بالمستشفى المدني بالجلفة "l'hopital civil" مساعد ممرض أين أثبت تميّزا وجدارة وذكاء حادّا في الميدان حيث كان يقوم بأصعب أعمال التمريض مما أسهم في ترقيته على مدى مشواره المهني. وبعد اندلاع الثورة التحريرية انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني سنة 1956 ليكون عضوا مهما لأول مكتب سري للجبهة تحت رئاسة المجاهد المرحوم "بن علية علي"، فبدأت مسيرته الجهادية ومشاركته الفعالة في مواقع جبلية تابعة للمنطقتين السادسة والخامسة أين كان له الدور الهام في معالجة المصابين من المجاهدين وإجراء حتى العمليات الجراحية الطارئة وتزويدهم أيضا بالدواء اللازم. ومن بين المهام الباسلة والتي تحتاج جرأة وإقداما وتخطيطا هو أنه قام بتهريب المرضى المجاهدين المقبوض عليهم من المستشفى وذلك بمعية زملائه. كما أنه أنشأ عيادة سرية في منزل أين استقبل المصابين من المجاهدين فكان شديد السرية في تنقلاته حتى أن المحتل لم يتفطّن لهذه العيادة السريةإلى غاية اليوم الذي نالت الجزائر حريتها. وبعد الاستقلال كان المجاهد المرحوم "محاد عبد القادر" من الإطارات الجزائرية القليلة التي أبقت على مستشفى الجلفة يعمل بالرغم من مغادرة العمال والأطباء الفرنسيين له. وكان بذلك تحديا بالنسبة له ولزملائه ومنهم "محمدي مختار، علي دبيب" وغيرهم. وكان عضوا بارزا في الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ( U.G.E.M.A ) سنة 1962 ، وواصل تعليمه ليكون من أوائل الممرضين أصحاب شهادة الدولة سنة 1964 والأول في دفعته في معهد بارني بحسين داي بالجزائر العاصمة. ، ليكون بذلك من أوائل المراقبين العامين الطبيين في الجزائر وأثناء مشواره المهني ساعد على فتح فروع صحية في بلديات (الشارف، حاسي بحبح، الادريسية...). تقلد طيلة مشواره عدة مناصب سامية وحساسة بمستشفى الجلفة وكان أهمها "مراقب طبّي" ثم في رتبة "مراقب عام طبّي" خلال سنوات 1971 إلى غاية 1990، منسق النشاطات الطبية والشبه الطبية من 1994 إلى غاية 2001، مدير القطاع الصحي لعدة مرات: 1985 إلى غاية 1992، أمين عام للفرع النقابي لعدة عهدات 1989، 1991 و1993 فكان من خيرة المدافعين عن حقوق العمال البسطاء وإطارات القطاع. كما كان المجاهد محاد عضوا بارزا في المجلس الشعبي البلدي. تقاعد المرحوم بعد مشوار مهني حافل في قطاع الصحة لمدة نصف قرن من الزمان قضاه في خدمة مواطني ولاية الجلفة. واستمر بعد تقاعده في المبادرة والمساهمة في أعمال الخير والصدقات فلم يردّ كل من قصده وهذا ما يشهد عليه العام والخاص. وافته المنية بتاريخ 20 فبراير من سنة 2012 عن عمر ناهز 78 سنة لتبقى للتاريخ صورة شخصية وطنية مفعمة بمعاني اتقان العمل وأخلاق الكرم ونجدة الآخرين ومساعدتهم. للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو