صورة الباحث و التيميليس علمت الجلفة إنفو من مصادر مطلعة بأنه قد تم خلال الأيام القليلة الماضية اكتشاف مقابر جنائزية قديمة من نوع "تيميليس" بمنطقة الشارف الواقعة بولاية الجلفة، وذلك أثناء الزيارات الميدانية الخاصة بتحضير كتاب تراثي عن ولاية الجلفة الذي يشرف عليه الباحث "شولي كمال". بعد الزيارات الميدانية التي قادته إلى منطقة الشارف الخاصة بتحضير كتاب عن تراث ولاية الجلفة، بعث الباحث «شولي كمال» بإشعار اكتشاف إلى مديرية الثقافة بولاية الجلفة وذلك على إثر اكتشافه مقابر جنائزية قديمة من نوع «تيميليس» بمنطقة الشارف الواقعة غرب عاصمة الولاية . المقابر الجنائزية التي يعود تاريخها إلى فجر التاريخ حسب ذات المصادر وجد بها إلى حد الساعة أكثر من 70 قبرا دائري الشكل من نوع «تيميليس» انطلاقا من الموقع الأول الرئيسي المدعو «أدسام» المتواجد في الشمال الغربي من البلدية وصولا إلى جنوبها الشرقي بمنطقة «تيولي»، علما بأن هذه المنطقة كانت قد تجاهلتها فرقة مختصة تابعة للمركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ كانت قد زارت ولاية الجلفة في إطار الحفريات التي أجريت بمنطقة حمام الشارف· صورة لصاحب الإكتشاف الباحث "شولي كمال" بالقرب من التيميليس وحسب إشعار الاكتشاف الذي بعث به الباحث «شولي كمال» إلى مديرية الثقافة والذي تسلمت الجلفة إنفو نسخة منه، فإن للموقع المكتشف أهمية لا تقل عن أهمية موقع «زخروفة» المتواجد بضاية الشيخ العلمي بصحراء القاعو بمسعد والذي تم اكتشاف به 13 قبرا من نفس النوع، خاصة أن هذا الموقع الجديد تم اكتشاف به، في مرحلة أولية من البحث، أكثر من 70 قبرا· صورة للقبر الجنائزي المكتشف للنظرة الأولى لا يستطيع الزائر التمييز بين البقايا الأثرية و التراكمات الحجرية المتوضعة هنا و هناك، و هذا ناتج عن الوضعية المزرية التي وصل إليها المكان و سببت فيه اليد البشرية أكثر من العوامل الطبيعية. فالعامل البشري حسب السيد شولي كان السبب في تخريب كل المقابر و آثار النصب و التهديم تبدو بوضوح و تعود كل هذه الخسائر إلى التصرفات الهمجية للإنسان و الحالة التي آلت إليها هذه القبور هي أكبر برهان . يستطرد محدّثنا بالقول أن في مثل هذه الحالات لا يمكننا القيام بترميم هذه المواقع الأثرية، و إنما كل ما نستطيع القيام به هو توفير الحماية، و نبدأ أولا بتوعية الناس و بالأخص سكان المنطقة الأثرية، و ننشر روح الوعي الثقافي و بأن هذه المواقع و المعالم مخلفات أجدادنا ترك منذ مئات السنين و هي وسيلة لجلب الزوار و السياح المهتمين من الأجيال القادمة. داعياً إلى العمل بأحكام القانون رقم 04/98 المؤرخ في 15 / 06 / 1998 المتعلق بحماية التراث الثقافي· وللتذكير، فإن المنطقة الأثرية المكتشفة من طرف الباحث «شولي كمال» قريبة من تجمعات سكانية الأمر الذي جعلها عرضة للتعدي عليها من خلال استعمال حجارتها في عمليات البناء من طرف سكان المنطقة الذين يجهلون أهميتها، وهو ما يدعو وزارة الثقافة إلى التدخل بعد صمت مديرية الثقافة على مستوى الولاية· صورة مقرّبة لأحد القبور المكتشفة بمنطقة الشارف (غرب الجلفة) تعريف للمعالم الجنائزية و مدائن الموتى (*): تظم مقابر شمال إفريقيا أنواع مختلفة و هي ذات طابع مميز 1- مقابر تيملوس: ( بناء حجري مخروطي الشكل فوق قبور قديمة ) Tumulus و هي عبارة عن كومة من الحجر و التراب بقاعة عادة دائرية مختلفة الأحجام حيث يبلغ قطرها بين 5-15 م و القطر المتوسط بين 5-6 أمتار و تحاط هذه القبور في بعض الأحيان بثابت أو اثنين من الحجارة خصص لدعم القبر. عرفت مقابر التيميليس باسم "بازينة" Bazina البربرية و باسم رجم أو كركور باللغة العربية . أما الهيكل فيوضع عادة تحت القبر في حفرة عميقة محمية بأربع أو خمس بلاطات أربع بلاطات جانبية و الخامسة تغطي المنطقة العلوية، و في بعض الأحيان تزود جدران الحفرة بكساء من الثوابت حجرية صغيرة. تأتي قمة هذه القبور منخفضة و هذا ناتج عن عملية رس الكومة حتى لا تخرج رائحة تعفن الجثث، تكثر هذه النوعية من القبور في صور الغزلان ، قصر البوخاري و الحضنة. 2- الشوشات : Chouchets تبنى هذه القبور على شكل طبقات دائرية يبلغ طولها من 2-3 م و قطرها من 3-5 م و جدارها الخارجي مكون من ثوابت مملوءة بكومة من الحجارة، و الوسط موجه لوضع الجثة، و يأتي اسم هذه القبور نسبة إلى شبهها الكبير بالشاشية ( عمامة الراس ) و تعلو هذا النوع من القبور بلاطة سطحية، تتواجد هذه القبور خاصة في منطقة شمال الحضنة و الأوراس، و تغلق هذه القبور على حفرتين أو ثلاثة و الميت يدفن في وضعية منطوية ( ثني ) و هذا النوع يقارن في بعض المرات بقبور وجدت في البليار و سردينية حيث الشبه بينها كبير... 3- قبور منضدية: Dolmens تعتبر هذه القبور صغيرة و منخفضة إذا ما قورنت بقبور مماثلة بالحوض الأبيض المتوسط الغربي، فطول طاولتها لا يتعدى 3 أمتار،و تعتبر حديثة بالنسبة للقبور الأوربية. تصادفنا قبور "الدولمن" دائما متجمعة في مقابر كبيرة أو ما يسمى بمدينة الموتى ما بين قسنطينة و قالمة فمثلا في بونوارة تحمل المقبرة القديمة آلاف القبور ( قد تصل إلى 3000 قبر ) تكثر القبور المنضدية في قسنطينة و في تونس و قليلا ما نجدها في الجزائر و وهران و المغرب. إن المحتويات الأثرية التي عثر عليها في القبور المنضدية المختلفة لم يتعدى تاريخها القرن 3 ق.م ، و أهمها قطع نقدية نوميدية تعود إلى القرن 2 ق.م و أخرى قرطاجية من نفس الفترة تم اكتشافها في مقابر مختلفة من منطقة دوقا و عين الباي و سيقوس و سيلا ( عين مليلة ) 4- كهوف محفورة في الصخور: تعرف هذه الكهوف باسم حانوت ( حوانيت ) و توجد في الجنوبالتونسي ، أسقفها أفقية و الأرضية عادة في مستوى أدنى من عتبة الباب الذي يغلق بباب مشبك منزلق على بلاطة ملساء تضمن الغلق. إلى غاية هذا اليوم لم يذكر أي اكتشاف للقبور المنضدية في الصحراء الوسطى بينما تكرر تواجد قبور تيميليس و الشوشات في جنوب الأطلس حتى السودان، و عادة تأتي هذه القبور معزولة. 5- الجدار: تتمركز القبور الجدارية في منطقة وهران و جنوب غرب تيارت، و تعتبر من مشتقات قبور التيملوس، بناؤها أكثر انتظاما و شكلها ذو تخطيط مربع يتكون من قاعدة و هرم بدرج و سراديب للدفن برواق فيه مخرج و مرتبة بعناية من الداخل . و قد أرجع Gsell هذه القبور إلى فترة الحكم المحلي في عهد الأمراء الذين عاشوا ما بين القرن الرابع و السابع للميلاد. أنواع القبور بالجلفة : تضم منطقة الجلفة نوعين من القبور قبل الإكتشاف الأخير للسيد شولي كمال ضاية زخروفة : تقع على بعد 60 كلم جنوب شرق مسعد، تتكون هذه المقبرة من معالم جنائزية تسمى: التيملوس Tumulus و هي عبارة عن كومة من الحجر و التراب بقاعة عادة دائرية مختلفة الأحجام حيث يبلغ قطرها ما بين 3-5 م و الدفن عادة في حفرة أسفل التيملوس و تكون منخفضة بفعل الرس... يمكن الوصول إليها عبر الطريق الرابط بين مسعد و تقرت باتباع طريق عين معبد مليء بالحجارة مما يتطلب مشي طويل للوصول و زيارة هذا الموقع. و يعود ظهور هذه القبور ( تيملوس ) إلى فترة ما قبل تاريخ الإنسانية و هي كثيرة في منطقة الحضنة أيضا و قد تواصلت هذه الطقوس و المباني الجنائزية فيما بعد لكن بأشكال أكثر بساطة. سيدي لعجال: يقع الموقع جنوب ولاية الجلفة ، و هو شكل آخر من أشكال الدفن يختلف عن سابقه، و يتكون من حجر موضوع في جهة الرأس على شكل نصب تذكاري و لكنه لا يحمل أي كتابة جنائزية... تقع هذه المقبرة في أسفل ربوة تسمى عند السكان المحليين بالخلوية. و لا يمكن إلا القول أن هذه القبور ما هي إلا امتداد لمقابر زخروفة أي التيملوس و على الأرجح أنها رومانية، جاءت بطريقة أخرى لتسهيل عملية الدفن. في هذه الحالة يصعب التأريخ الصحيح لهذا النوع من المقابر إلا في حالة ما إذا قامت حفرية أثرية بالمنطقة و درست المقتنيات التي قد يعثر عليها. (*) ترجمة لدراسة لصاحبيها عريف إلياس و خلوفي سمير بعنوان " Recherche Archelogique dans la region de Djelfa"