مقر الولاية بالجلفة و اجتمع الداي أبو الرقم بالقوم أياما قليلة بعد قدومه من حسين داي و تكلم بالقول المباح و أفصح عما خلج بصدره لحظة نزوله و تجوله بالجلفة. فقد نقلت جريدة الخبر في عددها رقم (6152) أن الداي قد ابدى انزعاجا كبيرا من الأوساخ المنتشرة في عاصمة الولاية،و أضافت ذات الجريدة أن الرجل راح يسهب في الحديث عن أهمية النظافة و عن كونها هي المعيار الحقيقي لأداء منتخبي و اطارات الولاية لا سيما و أن مناسبة الحديث هي تنصيب الداي للأمين العام للولاية و مختلف المسؤولين بهياكل الولاية. أتدري حضرة الداي... لقد جاء في ذهني مباشرة عاصمة دولة الجزائر ككل و تذكرت مستوى النظافة فيها و ترتيبها ضمن أحسن ألف مدينة في العالم لا سيما و انك قد وفدت علينا من هناك... و طبعا أنت الأدرى مني بالحال هناك. لا أدري لماذا اعود الى هذا الموضوع القديم الجديد ...و لا أدري بما يمكن أن نفسر هذه الملاحظة حول الأوساخ االمنتشرة بعاصمة ولاية الجلفة و كيف يمكن ربط اجتماع أبي الرقم بموضوع الزبالة - حاشاكم – الذي أشار اليه هذا الأخير. حسنا يا حضرة الداي..لن أدخل بك في متاهات الشكاوى الإعتيادية للمواطنين حول النظافة و انسداد قنوات صرف المياه القذرة و اختلاط هذه الأخيرة بشبكات مياه الشرب و ...و.... و لن أطلب منك أن تنشئ لنا مؤسسة ولائية للنظافة على غرار مؤسسة نظافة العاصمة "NETCOM"...رغم أن الجلفة ولاية مليونية... و لن أقترح عليك إنشاء مؤسسة عمومية تهتم بتسيير مقابر الولاية مثل مؤسسة تسيير مقابر العاصمة...و ان كانت المقابر تحتاج الى أكثر من التفاتة لأن مرض السرطان و ارهاب الطرقات لوحدهما قد فتكا بما يكفي لملء المقابر. و سوف أعتبر نفسي مجنونا اذا تجرأت على الكلام بخصوص موضوع توزيع المياه بالولاية و خدمات التطهير و...بل سأتوارى عن الأنظار ان فكرت في اقتراح إنشاء مؤسسة لتوزيع المياه كشركة سيال بالعاصمة و شركة سيور بوهران و شركة عنابة و الطارف لتسيير توزيع المياه رغم أن عدد سكان الجلفة و مساحتها يفوق الولايتين المذكورتين مجتمعتين... كما أنني لن أضيع وقت الداي المحترم - و هو صاحب الرحلات المكوكية الكثيرة عبر تراب الولاية لا سيما في الفترة الأخيرة !!! – بالحديث عن سوء التنسيق و الحفر العشوائي و التنقيب الغوغائي عن البترول بأحياء الجلفة و أرصفتها مرة على الأقل في السنة خلال السنوات القليلة الماضية و التجديد المتكرر للشبكات – زعمة صفقات عمومية – و توصيلات الغاز و الكهرباء والماء و البريد و المواصلات و الصرف الصحي و غيرها سواء من طرف مؤسسات الدولة أو المقاولات المكلفة بالإنجاز أو حتى من طرف المواطنين أنفسهم. و سأتغاضى في هذا المقام عن مخلفات أشغال مقاولات الإنجاز في الطرقات و الأحياء لأنها مضرب المثل في احترام تعهداتها و التزاماتها لأن ذلك سيقودني الى الحديث عن الهيآت المسؤولة عن الرقابة في ميادين البناء و الأشغال العمومية و إمضاء محاضر انتهاء الأشغال و من ثم صب الفاتورة في الحساب البنكي. الأمر بسيط للغاية حضرة الداي ...و أنا هنا ربما أوافقكم الرأي ان قلتم عيب البلاد على رجالها... و لكن بصفتك راعي الرعية في هذه البقعة العزيزة من الجزائر فان المسؤولية أمام الله تتبعكم أيضا. مجرد تعليمة من لدنكم تحملون فيها مسؤولية نظافة المحيط لكل من يعكف على انجاز أشغال معينة لا سيما بالوسط الحضري... و لما لا إعداد بطاقية سوداء لكل من يخالف ذلك بما أنك مهتم جدا بنظافة مدينتنا... و هذا طبعا من صميم مهامك و بلا منة من أي أحد. أما بخصوص النفايات المنزلية (الحضرية) فأبشرك يا أبا الرقم – و أنت الأدرى – بأن قانون البلدية الجديد سيفصل في ذلك لصالح الأميار بعد أن صارت النفايات آخر ما ترك لهم من صلاحيات. على فكرة...الجزائر العاصمة لم يرد ذكرها ضمن تصنيف أحسن ألف مدينة في العالم.