على الرغم من أن بعض الإحياء ببلدية الجلفة قد عرفت تحسنا ملحوظا في مجال التهيئة، إلى أن حي الصنوبر يختلف تماما عن البقية فهو الأكثر تضررا ومعاناة وهذا جراء التهميش والإقصاء من قبل السلطات المحلية. يعد حي الصنوبر من الإحياء الفقيرة على مستوى بلدية الجلفة ،حيث يقطنه حوالي 1500 ساكن ويقع على طريق الوزن الثقيل الرابط بين الجلفة والاغواط ، لكن حي الصنوبر وان كان يحتل موقعا استراتيجيا فان سكانه يواجهون مشاكل يصعب عدها أو الخروج منها ، وذلك بالنظر إلى طبيعة هذه العراقيل ، بالرغم من النداءات والرسائل الموجهة لسلطات المحلية وهذا حسب السكان إلا أن الحي مازال الحصار مفروض عليه فقد أبدى سكان حي الصنوبر تذمرهم الكبير من الوضع المتردي الذي آل إليه حيهم الذي أصبح لا يختلف تماما عن الدوار، بفعل الإهمال الذي طاله لسنوات طوال ، لم يستفيدو طيلتها من أي مشروع لتعبيد الطرقات التي لا تعدو أن تكون مجرد مسالك ترابية لا تصلح إطلاقا للاستعمال ، حيث تتحول شتاء إلى برك من الطمي والأوحال ، وصيفا إلى غبار عمق في نفسية السكان، حسب قولهم ، الشعور بالإقصاء والتهميش وبحرمانهم من حقهم في التنمية المحلية، وبالمناسبة ، فقد أشار بعض السكان إلى الصعوبات الجمة التي يواجهها المتمدرسون في فصل الشتاء بفعل رداءة وصعوبة الطريق وغياب النقل الذي أجبرهم على الالتحاق بمؤسساتهم التربوية مشيا على الإقدام رغم ما يكلفهم ذلك من مشاق وأتعاب جعلت المدرسة في نظر البعض منهم هاجسا مرعبا. في سياق متصل، اشتكى سكان حي الصنوبر من التدفق للمياه القذرة في حفر العفن والواد المجاور لهم الذي عادة ما يفيض مشكلا كوارث بعدة أحياء مجاورة كالتي عاشها خلال الأشهر الماضية (حي عيسى القائد) حيث غمرت تلك المياه الوسخة البيوت مما أدى إلى انهيارات في المباني وسقوط جدار اكمالية وابتدائية ،فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها صيفا. و قد أوضح سكان الحي أنهم يتلقون عدة متاعب من أجل الحصول على الماء الشروب هذه المادة الحيوية التي تتوقف عليها حياة البشر تكاد تنعدم تماما بهذا الحي ، وهو ما أجبر السكان على التنقل محملين بألأواني إلى بعض المؤسسات التربوية بغرض التزوّد بالماء الصالح للشرب ، فيما يضطر البعض الاخر الى التزوّد من ماء الصهاريج التي تباع بأسعار خيالية دون التأكد من صلاحية استهلاكها مبدين تخوفهم من استمرار الوضع خاصة في فصل الصيف... من جانب آخر أشار السكان إلى أن الإنارة العمومية تنعدم بهذا الحي تماما رغم وجود الأعمدة به ، وهو ما جعل الخوف ينتاب السكان من حدوث أي اعتداءات أو سرقات من طرف عصابات لصوصية. شباب هذا الحي أيضا لم يفلت من الوضع ليبقى أكثر المتضررين من البطالة والفراغ القاتل ،الامر الذي دفعهم الى مطالبة السلطات لبرمجة مرافق شبانية لصالحهم مثل قاعات لممارسة الرياضة و مرافق ثقافية ، ومن هذا كله يناشد سكان حي الصنوبر السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية للتدخل قصد رفع الغبن عنهم واعادة الاعتبار للحي حتى يتسنى للسكان التطلع الى غد أفضل