إنها سنة تزاحم... سنة أخرى هي ذكرى و وقفة لنتذكر فيها مرضى السرطان... تصادفنا كل سنة في شهر فيفري فلنقف مع الذكرى و لنخمن في مرضنا... أنا شبه متأكدة أنه لا تخلو عائلة جزائرية من مريض يتصارع مع هذا المرض. مرضى الجهاد... لأن المريض من لحظة إصابته بالمرض و هو في جهاد مع نفسه، فالنفس يصعب لها أن تتقبل المرض... و جهاد مع العائلة حتى تتقبل الإصابة... و جهاد مع المجتمع الذي في بعض الأحيان لا يرحم ولا يقف مع المريض... جهاد مع الداء و الدواء... جهاد مع ما يترتب من هذا المرض... فالمريض هو في جهاد مستمر... و الغالب هو الله أن ينصر المريض أو المرض و هذا من رحمته أن ينصر هذا أو ذاك. فنداء لنفسي و لكم : - الوقاية خير من ألف علاج، فعلينا ألا نغفل من أي إصابة أو ألم، علينا أن نسارع للطبيب و لا يجب أن يكون عذرنا الفقر لأن الفقير عندما يصاب سيجد نفسه محتوماً على تدبر أمره. - أن نقوي إيماننا بالله و نتقبل قدره في أنفسنا و أهلنا و من هم من حولنا من كل مصاب به. - أن نرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء، أن نعين عند المقدرة، و ليست المقدرة مادية بل التردد على المريض مواساته، التخفيف عليه، تشجيعه في مواصلة العلاج، لأن الكثير من المرضى يفقدون صبرهم و أملهم في الشفاء فيقاطعون العلاج... فمن مقدورنا أن نشجعهم. - أن نتصدق للمرضى و أن يتصدق المريض لنفسه، ولا نقول أن الدولة لها المسؤولية في التكفل بالمرضى، لأنه مهما إجتهدت الدولة لأن تغطي كل إحتياجات المريض لن تستطيع الإلمام بكل الجوانب. - أن ندعو لأنفسنا و غيرنا، بأن يعين الله كل محتاج لكل مريض، أن يخفف الله على كل نفس بشرية من معاناتها. هذا نداء و هذا صوتي أتمناه أن يصل لكل بشر غيور على من حوله، لكل من له قلب نابض بحس الإنسانية أقول هذا لما رأيته من معاناة مرضانا ...فكل ما أتنقل معهم في رحلتهم للشفاء للبليدة يتقطع قلبي عليهم و أشعر بالتقصير نحوهم و بالحياء لأننا لم نتكاتف كما يلزم، للتخيف عنهم و هم أكثر الناس حاجة لأن نضع يدنا في أيدي بعض لأن معاناتهم يومية لا يعرفون الراحة إلا دقائق معدودة . كما أتمنى أنني إستطعت من خلال هذه الأسطر أن أفتح قلوبكم و أبث فيها نسمة تذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين، و هي في نفس الوقت واجبة و أمانة على كل رقبة و على كل راع فالدنيا متاع قليل ...... و المريض في حاجة للقليل و الدعاء شفاء العليل ...... و الرحمة لا تنقص من نصيب البخيل