فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    معسكر: الشهيد شريط علي شريف... نموذج في الصمود و التحدي و الوفاء للوطن    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: "الأونروا "تؤكد استمرار عملها رغم سريان الحظر الصهيوني    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    بوغالي في أكرا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    الأونروا مهددة بالغلق    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف السرطان في الجلفة: أسباب مجهولة...أرقام متضاربة..
نشر في الجلفة إنفو يوم 05 - 12 - 2008

موت في صمت..معاناة..و ثنائية الفقر و العذاب..هل يفعل "بركات "ما عجز عنه "تو"؟
حلق مجددا ملف السرطان في الجلفة ليحط على كل مجلس وعائلة، و يتصدر قائمة الهواجس اليومية ،عدا عند مؤسسات الشعب التي بدت خارج حدود الولاية ، رغم أن الكل أجمع على أن المرض أكبر مشكلة صحية تتطلب تحركا سريعا و جديا للبحث عن الأسباب و اتخاذ إجراءات سريعة ،و النظر الى المئات من المصابين الذين لم يخرجوا من صمتهم لأن ،حسبهم ، مجرد التفكير في رحلة البحث عن أذان صاغية هو المحال بذاته و حلم من الغباء تخيل تحقيقه ، ففي الجلفة لو سألت شابا أو شيخا، امرأة أو طفلا ، لسمعت يا"بركات" قصيدة مأساة أو قصيدتين و لوجدت لغة تفهمها لو أصغيت، لا يبدعها سوى أهل المرض فهل من أذن صاغية بعدما صدت الأبواب.
كلامهم كله عذاب و ألم ، وصمتهم حكمة لم نعهدها عند المرضى، و حكاياتهم تسافر بك دون اقتطاع تذكرة في رحلة لا زالت تبحث عن عنوان مناسب، لأن المأساة و المعاناة لا تكفي مجرد التعبير عن عيونهم الحزينة ...هم مرضى السرطان في ولاية لا يزال سكانها و أطباؤها يبحثون عن إجابة لسؤال واحد ؟ لماذا حرمت ولايتهم من الاستفادة بمركز مكافحة وعلاج السرطان، و قفز ليحط على بعد 120 كيلومتر منها رغم أن الكل يعلم أن الجلفة تصدر يوميا عشرات المرضى إلى البليدة للبحث عن أمل العلاج ؟ دون أن ندخل في السياسة و مقتضياتها، والإدارة و أعرافها ،و من المسؤول عن فقدان أمل المرضى؟ ، أردنا أن ندخل بيوتهم و نعيش يومياتهم فكان الوصول إليهم لا يحتاج إلى مشقة مثل مشقة البحث عن الأرقام التائهة و المتضاربة و التكذيب الذي يصدر لينفي الرقم الواقعي للمرضى.لكن ما اصطدمنا به هو خجل الكثيرين من أن تحدثه عن مرضه و تفادي عائلاتهم الغوص في الموضوع.
يفضلن الموت على معاناة عائلاتهن ؟
تقول السيدة "ف.ل" التي تدخل عامها الثاني منذ بدأت العلاج من سرطان الثدي أن" الكثيرات من النساء يعانين المرض في صمت بسبب خجلهن من جهة و بسبب المستوى الاجتماعي، لأنهن يعلمن أن رحلة العلاج ميؤوس منها و تكلف الكثير ، لذلك فأنا أعرف الكثيرات ممن يفضلن الألم في صمت بدل أن يدخلن عائلاتهن في متاهات" ،و تضيف " هنا لا يوجد من يسمع صوتك أو يعطيك على الأقل أمل ، لذلك فضلت أن أتوجه مباشرة إلى البليدة لأبدأ العلاج بعدما اكتشفت أن الورم يتعلق بالسرطان صدفة ، و لا أخفيكم أن هذا كلفني الكثير و الحمد لله أني لم أنتظر أو أعلق أملي على المستشفى أو السلطات " ، و إن كانت هذه السيدة من المحظوظات فهناك الكثيرات من اللواتي فضلن الصمت و لقوا حتفهن ، من بينهن السيدة عائشة حيث التقينا ابنها الذي تذكر معاناة أمه و قال " كانت أمي تدرك ما تعاني و اخفت حتى بلغ المرض حالة متقدمة، و عندما بدأنا رحلة العلاج أقرت بأنها تدرك أنها مريضة منذ أشهر و أخفت عندما تذكرت جارتها التي خسرت عائلتها كل ما تملك لكن الموت كان مصيرها " .، استمر في الحديث بنبرة الحزن و أكد لنا أن مشكل مرض سرطان الثدي هو الاكتشاف المبكر و التشخيص الذي عادة ما يكون خاطئا بسبب غياب أخصائيين في الولاية و معظم النساء يقصدن الأطباء العامون .
المشكلة طرحناها على مجموعة من الأطباء الذين أكدوا لنا أن التشخيص السليم من بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة في غياب أخصائيين ، ذلك أن الاكتشاف المبكر للمرض يساهم في العلاج ، إضافة إلى الجانب النفسي الذي يحتل أهمية كبيرة باعتبار أن الخطأ في التشخيص قد يؤدي إلى نتائج سلبية ،و هذا ما أكدته مصالح طبية من مستشفى البليدة في تصريح سابق على هامش ملتقى نظمته إحدى الجمعيات المهتمة بالملف ، حيث أكد الأطباء أن معظم المرضى الذين يصلون إلى مصالحهم لتلقي العلاج يحملون تشخيصا خاطئا ، لكن نفسياتهم مريضة بسبب اعتقادهم أنهم أصيبوا بالسرطان ، إضافة إلى تناولهم لأدوية لا تتلاءم مع حالتهم . و نبه المختصون جميع الأطباء بالتدقيق و التريث قبل تشخيص المرض وتفادي وصف أي أدوية قبل التأكد من الحالة.
فقر و موت قبل الرحلة الأخيرة!
عائلات كثيرة فقدت أفرادها بسبب عدم قدرتها دفع مصاريف العلاج، عددهم أكبر من الرقم الذي تعلن عنه مديرية الصحة!. و من بينهم عمي احمد من حاسي بحبح الذي فقد ابنه قبل أشهر بعد إصابته بسرطان في المخ ، و هو لا يزال يعيش ذكرى ابنه و يتحسر جراء تقصيره في علاجه بسبب الفقر، بعدما تأخر في نقله إلى البليدة لإجراء آخر فحص قبل إجراء عملية جراحية بسبب عدم تمكنه من توفير مصاريف الرحلة ، و لم يجد "عمي أحمد " ما يواسيه ذكرى ابنه سوى دعوة أهل الخير لمساعدة العشرات من المرضى الذي يعرفهم واحدا واحدا ، إنهم رفاق ابنه في رحلات البحث عن العلاج و ما أكثرهم.
و ليس بعيدا عن عمي احمد حدثنا السيد " ب.م" عن قصته مع السرطان حيث يؤكد أن زوجته تعاني الويلات من تعب رحلتها من و إلى البليدة تقريبا مرتين في الشهر ، ناهيك عن المصاريف و التعب الذي يضطره كل مرة للتغيب عن عمله من أجل نقلها ، و أردف قائلا " تفاجأت كثيرا من الأرقام المعلنة حول المصابين بداء السرطان ، لا أخفيكم ان عدد الذين التقيهم اكثر من العدد المتداول رسميا ، ناهيك عن مصابين جدد لم يتمكنوا من الالتحاق بمركز البليدة هم أعدادا مضاعفة ، صدقوني الأمر ليس بالسهولة التي يراها أهل الشأن " .نفس المعطيات تقولها أم الخير التي لا تزال تخضع للعلاج الكيميائي حيث لم تستطع استحضار العبارات المناسبة لمعاناة رفيقاتها في المرض و اكتفت بقولها " حين التقيهن أبحث عن العزة والكرامة ،لا أجد حتى رائحتها ، إنها معاناة صدقني تكفيك نظرات الخوف و الحزن لتؤلف رواية ملؤها جراح و أحزان " .
كلمات أم الخير المثقفة كانت طريقا قادنا إلى العمة مسعودة، 56 سنة، التي جعل منها المرض سياسية من الطراز الخاص ،تقول العمة " يا ولدي ما يعانيه المرضى ليس مجرد مرض و تعب السفر لقد تعودنا عليه، لكن ما يحز في نفوسنا أين مسؤولينا الذين يقرعون الطبول و أين الدولة من الفقراء ؟ نحن لا نحملهم مسؤولية مرضنا بل نريد على الأقل مساعدتنا و سماع صوتنا ، أعتقد أن هناك دولتان واحدة نسمع عنها في التلفزة تبدو رائعة ،وأخرى نكتشفها على عتبة مصالح الدولة ، أنها قاسية " و تضيف " لقد علمني المرض اشياءا كثيرة و فتح عيني على نساء و شيوخ و معاناة لا يمكن وصفها ، إنهم يموتون دون ان يجدوا من يسمع أصواتهم ، لقد عايشت لحظاتهم الأخيرة ، حتى و عن موت قضاء وقدر لكن ما يتعب ضمائر عائلاتهم إحساسهم بالفقر و أنهم مقصرين في علاجهم" .
هل من أذان صاغية؟
من أم الخير إلى العمة المسعودة ،و غيرهن كانت المعاناة ذاتها اختلفت فيها الأسماء و توحدت في عنوان الألم وكل له حكاية و شكوى و رسالة إلى أصحاب الشأن من أجل النظر إلى حالتهم و معاناتهم، هم في الحقيقة ليسوا سياسيين و لا طلاب امتيازات بل المرض والمعاناة من جعل منهم يقصدون مصالح الدولة ، في وقت لا يزال الكثير من المصابين يلتزمون الصمت و يبحثون عن أمل الفرج من المولى و أهل الخير المتكفلين بالفقراء ، و هناك من مات في صمت لم يجد من يواسيه و يشع أمل الشفاء ، وهؤلاء صار سكان الجلفة يحصونهم من صلوات الجنائز ، ففي الجلفة لا تخلو جنازة من السؤال ؟ من و كيف مات؟ لكن ما اعتاد عليه أهل السؤال هو إجابة تبعث بالخوف دائما ، مات بالسرطان و السلام ، فأي منطق و أي عزة حين نحصي فيها عدد المصابين بداء بعد موتهم ؟ و هل يخذل بركات وزير الصحة سكان الجلفة الذين يبحثون عن بركة قد تجعل الأنظار و الاهتمام يتجهان نحوهم ، دون ان تختلط بالسياسة و أعراف الإدارة ؟ قد تستجاب دعوة العمة ،و في انتظار ذلك فمرضى السرطان في الجلفة المعتمدين رسميا و المتألمين في صمت يعيشون الفقر و العذاب و انتظار الموت المحقق ،و آخرون ينهش أجسادهم المرض و يخفون آلامهم لأسباب لها لغة لا يفهمها الا من يرى عيون أفراد عائلات المرضى .
حققت ما عجزت عنه السلطات !
جمعية "شعاع الأمل" جاءت لتختصر المسافات..
في الوقت الذي يعاني العشرات من المرضى ويلات المرض و الألم و عذاب رحلة الشتاء والصيف بما تحمل من مشقة السفر ،جاءت جمعية "شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان "من عمق المجتمع اختصرت المسافات و أرجعت البسمة و رفعت الغبن عن العشرات من المرضى ،وجدوا فيها المتنفس و الأنيس و المرافق لرحلاتهم المارطونية من الجلفة إلى مستشفى فرانس فانون بالبليدة ،إضافة إلى التسهيلات التي يتلقونها في مصلحة العلاج بمستشفى البليدة ، تأسست الجمعية على يد أطباء و ممرضين ومتطوعين لهدف اعتبره الكل أسمى الأهداف، هو مساعدة المرضى المعنوية والمادية بقدر المستطاع و تمكنت في ظرف قصير أن تحتل مكانة كبيرة وتساهم في إعادة بسمة الكثيرين بإمكانيات بسيطة.
استطاعت جمعية شعاع الأمل أن تفعل ما لم تفعله الجهات المعنية و مؤسسات الدولة تجاه المرضى و عائلاتهم ، وحققت بفضل تفانيها ما لم تحققه ملايير الدينارات التي تصرف من أجل صحة و المواطن ، ببساطة لأنها استحضرت مسؤوليتها و إخلاصها ، و شاركت المصابين محنتهم و عذابهم ، يقول رئيس الجمعية الدكتور بلعباس أن الجمعية تأسست منذ 03 سنوات بهدف مساعدة مرضى السرطان لأنها تعلم مدى معاناة أهل المنطقة و حاجتهم إلى يد العون حتى و إن كانت معنوية ، و في هذا الإطار تقوم الجمعية بأداء دور المرشد و المتابع عن طريق تنظيم أيام تحسيسية موجهة للمرضى و لعائلاتهم من اجل طرح انشغالاتهم ، إضافة إلى طرق الوقاية و تحسيس المواطنين بضرورة إجراء الفحوصات الدورية ،لان اكتشاف الورم مبكرا يساعد بنسبة كبيرة في علاجه .
و في إطار مساعدة المصابين خصصت الجمعية سيارة إسعاف تقوم بنقل المرضى مرتين في الأسبوع بمعدل 8 مرضى أسبوعيا ، مع تقديم تسهيلات في مصلحة العلاج بالبليدة و متابعة الملف الطبي لكل مريض ، حيث يبلغ عدد المستفيدين من خدمات الجمعية أكثر من 160 بين نساء و رجال معظمهم من مدينة الجلفة و هو رقم يؤكد أن المصابين أكثر بكثير من الرقم المعلن رسميا ، و قد يتجاوز الألف بالمئات ، و حسب الدكتور بلعباس فإن الرقم المصرح به قد يخص المرضى المؤمنين لدى الضمان الاجتماعي لأنه حسب تجربة الجمعية و احتكاكها المباشر مع المرضى و عائلاتهم فإن الرقم يفوق الألف ، و لم يخف الدكتور في لقاء مع"الخبر حوادث" تأسفه من فقدان الولاية مركز مجهز لمكافحة السرطان و استفادة ولاية لا يتعدى عدد سكانها ككل سكان مدينة الجلفة ، و أكد أن الحاجة إلى المركز صارت ضرورة ،على الجميع إدراكها لرفع الغبن على المواطن الجلفاوي الذي صار يعيش هاجسا كبيرا جراء انتشار المرض .
تجربة الجمعية و نوعية خدماتها جعلتها مقصدا للمرضى بدل اللجوء إلى المؤسسات الصحية و فرض عليها مسؤولية كبيرة ، بعدما علق عليها الكثير أملا كان مفقودا ، مما جعل أعضاء الجمعية يفكرون في توسعة التجربة إلى بلديات الولاية حيث سيتم فتح فروع جوارية لتقديم تسهيلات للمرضى الذين تعذر عليهم التنقل إلى مقر الولاية من أجل الاستفادة من خدمات الجمعية ، و هي تجربة قد تلقى ترحيبا كبيرا خاصة في ظل وجود عدد كبير من النساء اللواتي يعانين المرض في صمت أو يتجاهلن بعض الأعراض بسبب غياب جهات تلعب الدور الوقائي و التحسيسي.
و عن أسباب الانتشار الرهيب للمرض أكد رئيس الجمعية أن إمكانيات الجمعية لا تساعد حاليا لإجراء دراسة أسباب المرض أو الظروف التي تساعد على انتشاره ،لكن لم يخف استعداد الجمعية لهذا إذا توفرت الإمكانيات المادية ، مشيرا إلى أن عياب الأخصائيين يصعب من العملية ، و غياب فتح سجل خاص لمتابعة المرض الذي من المفروض انه موجود منذ مدة لكن للأسف غير معمول به ، مضيفا أن التحاق طبيبة أخصائية مؤخرا بمستشفى الجلفة قد يكون بشارة خير .و لم يستبعد وجود اسباب ساعدت في انتشار المرض .الجمعية تجربة فريدة لم يختلف اثنان على أداءها و خدماتها فهل تقتدي مؤسسات الدولة بجزء مما تفعله الجمعية على الأقل في ابوابها المفتوحة على كل الشرائح.ملاحظة الصورة مرفقة
السرطان و سوء التقدير!!
قد يكون ملف السرطان في الجلفة من بين المواضيع القديمة التي صال وجال فيها الكبير و الصغير، المتعلم و الأمي، الصحيح والعليل..لكن السؤال الذي ظل يبحث عن إجابة بين المتاهات ووسط ارتفاع حمى قنوط السكان و المرضى الذين أعيتهم رحلات العلاج بحثا عن أمل الشفاء ،هو لماذا يحرج المسؤولون عن قطاع الصحة كلما طفا إلى السطح موضوع الانتشار الرهيب للداء..المشكلة في الجلفة أن الأرقام متضاربة حول عدد المصابين و السبب أن لكل منطقه في عملية الإحصاء، فإذا كان معظم المتتبعين يجمعون على أن العدد يفوق الألف بالمئات، فإن مديرية الصحة لا تزال متمسكة برقم 250 مصابا ، فأما أصحاب عدد الألف فحجتهم صلوات الجنائز و احتكاكهم بالمرضى و أما المدافعين عن الرقم الرسمي فيعتمدون على المرضى المؤمنين في الضمان الاجتماعي و متحججين بصعوبة إحصاء من فضل الصمت او العلاج من ماله الخاص ، وكل صحيح من زاوية المنطق الذي يرى منه ، لكن المؤكد وسط هذا التضارب هو أن الجلفة تصدر يوميا العشرات إلى البليدة و لا يحتاج لا الوزير و لا الرئيس لدليل كي تتخذ إجراءات خاصة و استعجاليه للتكفل بالمرضى ماديا ومعنويا ، و حتى تتضح الصورة في أن المشكل ليس في الأرقام المصدرة إلى الوزارة نعود إلى حكاية التيفوئيد الذي صار الضيف الصيفي للجلفة، و نسال كيف تعامل أهل القطاع مع المرض؟ ، و ما هو الهدف من تضارب الأرقام ؟ كان يكفي أن نزور مصلحة الأمراض المعدية لنجد الإجابة ، فالمصلحة كانت بيتا مفتوحا رغم تأكيد الإدارة على أنها تتكفل بالحالات وسط إجراءات خاصة ، و رغم زيارتنا للمصلحة قبل لقائنا مع مدير المستشفى الذي بدا لا يعلم حال مصلحة تقع في الطابق العلوي من الإدارة ، و لا مناوب الليلي الذي دخلنا إلى مصلحة برفقته و رأى الصورة على المباشر .
نحن لم نحمل قطاع الصحة مسؤولية التيفوئيد و لا السرطان، و لم نسأل عن الأسباب العلمية ،لأن الكل يعلم اننا لم نصل إلى مستوى يمكننا من اكتشاف عظيم ،بل نسأل ماذا فعلت في إطار عملها و إمكانياتها؟، و لم يطلب أهل الجلفة ولا المواطن الخاتم السحري ،بل حق التكفل الصحي بالمواطن باستقباله و إرشاده ،و هذا حق لطالما جاء في ديباجة تصريحات المتعاقبين على وزارة الصحة ،إذن حكاية الصحة و الأمراض و الأوبئة التي صارت رفيقا يوميا للمواطن هي مسألة سوء التقدير يوم نضع أهل الشأن في دور المجيب ، و في الحقيقة إن هذا المشكل هو الورم الأكبر الذي من المفروض أن نبحث عن علاجه، لأنه ليس ربانيا في اعتقادي بل داءا وراثيا معروفة أسبابه و سبل علاجه إداريا ، عكس السرطان الذي يجهل لحد الآن سببه الحقيقي .
ملف السرطان في الجلفة هو الملف الذي أراد الكثير من المسؤولين أن يجعل أسبابه ربانية للهروب من مسؤولية التقصير في التعامل مع المرض،في وقت قفز إلى قبة البرلمان، و ظل التعامل مع ما تنشره التقارير الإعلامية على أنه مجرد تهويل و لم يعترف احد بفشله او دق ناقوس الخطر لاتخاذ إجراءات سريعة ، وان كنا نشاطر رقم مديرية الصحة في حالة واحدة هو هروب المواطن من اللجوء إلى مؤسسات الدولة، فان السؤال المطروح لماذا لا يقصد المرضى المؤسسات الصحية و يفضلوا الهروب إلى جمعيات مهتمة، و الإجابة واضحة عندما تزور جمعية مثل شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالجلفة .أما حكاية لماذا لم تستفد الجلفة من مركز لمكافحة السرطان مجهز ؟فلا نريد ان نناقشه لان منطق العرف الإداري المركزي الذي يؤمن بالأرقام فصل في الأولوية ، و الأغواط صدرت الرقم الحقيقي الذي فاق عدد المصابين في الجلفة الرسمي،حسب مصادر من وزارة "عمار تو" آنذاك ، لكن يكفي أن نقول أن الجلفة تعداد سكانها الرابع و طنيا ، لنترك الإجابة والمنطق لأهل الاختصاص .و نؤكد ما قاله النائب بن بوزيد الذي أعطى الوصف الحقيقي للمرضى عندما قال "أنهم يموتون في بوغزول في رحلة العودة ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.