حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان أصدرته أول أمس المواطنين من تناول أي نوع من نبات الفطر حتى للذين اعتادوا جمعه من الجبال وتناوله، إضافة إلى الذي يبيعه البعض في الأسواق أو على قارعة الطرقات، لتفادي وقوع أي حالات تسمم، الداخلية تأمر بمنع بيع كل أنواع الفطر تحرك ميداني لمصادرة الفطريات بالأسواق وجوانب الطرقات وفي السياق ذاته، سارعت المصالح الأمنية وفرق مختصة تابعة لمديريات التجارة والمكاتب البلدية للنظافة إلى "تطويق" الظاهرة، من خلال انتشارها في كل الأسواق اليومية والأسبوعية، سيما بعدد من الولايات التي "تزدهر" بها تجارة الفطريات بكل أنواعها. كما سارعت المصالح الأمنية، في مجال تخصصها الإقليمي، إلى تطبيق قرار منع البيع، على مستوى الطرق الوطنية والولائية، حيث تخصص عدد من الشباب البطال، والأطفال على وجه الخصوص، في بيع كل أنواع الفطر البري، بعدما يتم جنيه من الغابات. وفي سياق متصل، سارعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إرسال لجنة تحقيق الى ولاية برج بوعريريج، التي تصدرت قائمة الولايات التي سجل بها أكبر عدد من المصابين بالتسمم جراء تناول فطر سام، ب3 قتلى، وأكثر من 24 مصابا يوجدون في مستشفيات البرج وباب الوادي والقطار بالعاصمة. اللجنة التي انتقلت إلى منطقة أولاد رحمون، عاينت المنطقة وقامت بمسح شامل، وعثرت على مساحات شاسعة أنبتت أنواعا من الفطر البري السام، وأخذت عينات منها لإجراء التحاليل البكتريولوجية عليها. وكان رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي لقسنطينة، كشف أول أمس أن مصلحته استقبلت في الأيام الأخيرة أربع حالات، تبيّن بعد تشريح جثثها أنها توفيت جراء استهلاك فطر سام، وأضاف أن الضحايا، للأسف، هم أطفال. وفي الصدد ذاته، كشفت مصادر طبية أن سبب بروز الظاهرة هذه الأيام، مقارنة بالسنوات الماضية، يعود إلى الظروف المناخية التي ساعدن على نمو أنواع عديدة من الفطريات السامة، سيما أمطار نهاية أوت وبداية سبتمبر، التي ساعدت على نمو النبتة في شهر أكتوبر. وقالت مصادر تتابع الموضوع تناول الفطر كان ولا يزال من العادات الاستهلاكية للعديد من العائلات الجزائرية، نظرا لقيمته الغذائية، غير أن الفقر والفاقة كانا وراء توجه عشرات الأسر إلى تناول هذا النوع من النباتات، التي تسمى في بعض مناطق الوطن ب"لحم الغابة"، علاوة على أنّه (الفطر) أصبح يمثل تجارة رابحة للشباب البطال ولأطفال الأسر المعوزة. قتلى وتسممات في رحلة البحث عن الفطر ...و إقبال كبير على الفطريات بولاية جيجل ضربت أمطار الخريف بأوجاعها في اتجاهين هذا الموسم، فإضافة إلى الفيضانات التي أسقطت قتلى وخسائر مادية في غرداية وبشار والنعامة، أنبتت الأمطار هكتارات من الفطريات المسماة محليا »الفڤايع« وأدى جنيها الفوضوي وأكلها إلى تسممات أودت بحياة الكثيرين، خاصة في منطقة شرق البلاد، حيث تنتعش تجارة الفڤايع وتلقى رواجا خاصة إذا رخس ثمنها وسهل جنيها، كما هو حاصل في منطقة أم البواقيوبرج بوعريريج. في هذا السياق تم تسجيل خمس حالات تسمم في بلدية العامرية التابعة لدائرة سيقوس بولاية أم البواقي، وتم نقل أربع حالات إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة. وإذا كانت تسممات أم البواقي أقل خطورة، فإن ما حدث في برج بوعريريج كان مأساة كبرى، إذ أحصت الولاية عددا من القتلى هم أطفال أبرياء فرحوا بطبق الفطريات فكانت نهاية فرحتهم مأتما حقيقيا، إذ هلك يوم الأحد 26 أكتوبر طفل في سن الثامنة بمستشفى بوزيدي بالبرج بعد تناوله فطريات سامة، وكان هلك يوم الجمعة 24 أكتوبر طفل آخر في سن الحادية عشرة، وانتشرت التسممات بتعاطي هذه الفطريات السامة في كامل ولاية البرج، خاصة في بلدية أولاد رحمون، حيث بلغت خمس حالات وتظهر حالات التسمم بالإضافة التقيء والغثيان أوجاع لا تطاق في المعدة، ويهلك كل من تباطأ في التنقل إلى المستشفى، وهنا تظهر الخطورة في القرى والمناطق الجبلية حيث لا توجد مستشفيات. وإذا كانت الفطريات الغذائية بالولاياتالشرقية المجاورة مسمومة وقاتلة للأشخاص الذين تناولوها فوجدوا أنفسهم بالعشرات داخل المستشفيات، فإن فطريات ولاية جيجل صنعت الحدث وتسيدت الموائد الرمضانية لأغلب الأسر وما تزال إلى يومنا هذا تشهد إقبالا كبيرا على تناولها بشكل ملفت للانتباه، فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من هذه الفطريات أو الطحالب البرية إلى 140دج، ففي بلدية سيدي عبد العزيز مثلا اضطر أحد المواطنين المقيمين بها إلى طلب كمية لا تقل عن ال 10 كيلوغرامات يوميا من هذه الفطريات تجلب له من جبال بلدية العنصر المجاورة عن طريق شباب مختصين في معرفة نوعيتها وجودتها، ويميزون بينها وبين الفطريات السامة. ولعل إقبال الناس عليها وعلى تناولها بطرق مختلفة، ما جعل ربات البيوت يتفنن في تقديمها كأطباق غذائية شهية تمزج مع البيض، وهو ما جعلها مصدر رزق للعديد من الشباب العاطلين عن العمل، غير أن جهل البعض لهذا النوع من الفطريات وعدم تمييزه عن الفطريات السامة من شأنه أن يؤدي إلى حوادث مؤسفة، مثلما حدث في السنوات الماضية بقرية بلغيموز التي توفيت بها شابة تبلغ من العمر 18 سنة بعد تناولها لفطر سام، فيما نجت شقيقتها الثانية من الموت. وزارة الصحة تحذر المواطنين من استهلاك كل الفطريات البرية حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان أصدرته أول أمس المواطنين من تناول أي نوع من نبات الفطر حتى للذين اعتادوا جمعه من الجبال وتناوله، إضافة إلى الذي يبيعه البعض في الأسواق أو على قارعة الطرقات، لتفادي وقوع أي حالات تسمم، وذلك نظرا لصعوبة التفريق بين الصالح للاستهلاك والسام منها. وأوضح ذات البيان أنه من الصعب لغير المختص التفريق بين الفطريات السامة والفطريات الصالحة للاستهلاك، خاصة أن هناك العشرات من الفطريات السامة ولا توجد طريقة نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي، والاعتماد على الشكل فقط غير كافٍ لمعرفته؛ وذلك لتقارب بعض الأنواع والشكل الظاهري لها. وذكر ذات البيان أن الظروف المناخية الأخيرة والأمطار الغزيرة التي عرفتها العديد من الولايات وفرت الظروف المناسبة لنمو وتكاثر الفطريات البرية، ولذلك حذّر البيان المواطنين من قطفها في حالة ما إذا وجدوها في الحدائق والغابات، مؤكدا في الوقت ذاته أن القيام بغسلها وطهيها لا يمنع الإصابة بالتسممات، ولهذا يجب تفادي استهلاكها وبيعها أو شرائها. كما طالبت الوزارة المواطنين التوجه العاجل إلى أقرب مصلحة صحية من سكناهم في حالة استهلاكهم لفطريات برية في المدة الأخيرة من باب الحيطة والرقابة. عدم القدرة على التمييز بين الصالح والسام من بين أسباب خطورتها 5000 نوع من الفطريات البرية لا يصلح منها للأكل سوى 1200 نوع تتسبب نبتة الفطر في الإصابة بتسممات خطيرة تودي في أغلب الحالات بحياة مستهلكها، بسبب عدم قدرة الشخص على التمييز ومعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي. كما أن الاعتماد على الشكل فقط غير كاف لمعرفته، وذلك لتقارب بعض الأنواع والشكل الظاهري لها. وأسفرت التجارب والتحاليل التي قام بها مختصون عن وجود أزيد من 5000 نوع من الفطريات، 1200 نوع فقط صالح للأكل. وتختلف أعراض ونتائج الإصابة بالتسمم باختلاف الأنواع وطريقة تناولها؛ فمن المؤكد أن بعض أنواع الفطر السام يمكن أكلها بعد الطبخ، حيث أن السموم تتحلل بعملية الطهي، وفي أنواع أخرى يمكن تناولها نيئة، وعندما تطهى تصبح سامة. صورة لفطر الغابة (الفقاع) الصالح للأكل من أهم أنواعه المستخدمة كغذاء: عيش الغراب العادي أو البوتون Agaricus: ويسمَّى أيضًا الشامبيون الفرنسي؛ نظرًا لأن زراعته بدأت في باريس، وهو أكثر الأنواع شيوعًا في العالم، وذو قيمة غذائية عالية، يحتوي الجرام الواحد من ثمار الفطر على كمية من فيتامين B، تساوي الموجودة في 3 جرام بروتين حيواني، ويبلغ انتشاره في دول العالم إلى أكثر من 75% من الإنتاج العالمي. . صورة لفطر الغابة (الفقاع) الصالح للأكل عيش الغراب الشيتاكي أو الصيني Volvariella: ويُسمَّى بالنوع الذهبي، وهو أكثر الأنواع انتشارًا في آسيا منذ 2000م عام، ومحبَّب لمعظم دول جنوب شرق آسيا، ويحتوي على الفسفور، والحديد، والمنجنيز، وفيتامين C، وبعض العناصر النادرة مثل الأرجوسيترول، وهو من المواد المكونة للفيتامينات، والتي تقوِّي مناعة الجسم. عيش الغراب المحاري Oyster: ويكثر إنتاجه في جنوب شرق آسيا، واليابان، والصين، وينمو في المناطق تحت الاستوائية وفي الدول الأوروبية.وفي مصر، ويحتل المركز الثاني في الإقبال عليه في الأكل، ويحتوي على الماء وهي أهم مكوناته وتبلغ 96% من وزن الثمرة، والكالسيوم، والفسفور، والماغنسيوم، والحديد. صورة لعيش الغراب (الفقاع) الصالح للأكل أنواع الفطر السامة صورة للفطر السام (بالغابة المحاذية لمدينة الجلفة) ومن أنواع الفطور السامة يوجد ثمانية أنواع سامة لدرجة الموت. وربما يكون فطر "جالارنيا سوليس" أكثر الأنواع سمية، ومن ميزاته أن ينمو على الخشب ويموت آكلها بعد 7-51 ساعة من تناول فطرة واحدة منها، كما يعتبر فطر الأمانيت أكثر الأنواع سمية والموت مؤكد بنسبة 90% من حالات التسمم بهذا النوع أو الأنواع الأخرى السامة. ومن الأصناف المشهورة من الفطر السام، توجد تحت إسم عائلة Amanitaceas، ومنها: قلنسوة الموت Amanita Phalloidas، وهو فطر شديد الخطورة، حيث يسبب الوفاة، ويمتاز باللون الأخضر الزيتوني الغامق، ومعروف في شمال أمريكا، وتظهر أعراضه بعد مرور 10 - 12 ساعة من تناوله. قلنسوة الموت عيش الغراب الأحمق Amanita Verna، وهو سام ومميت، ولونه أبيض وليس له رائحة، ويرجع تسميته بالأحمق؛ لأنه مشابه في طعمه لكثير من الفطريات الصالحة للأكل، وطعمه حلو، وتظهر أعراض التسمم بعد 8 - 12 ساعة من الأكل. عيش الغراب الأحمق - السام وتوجد عشرات الأنواع من الفطر السّام، لكن هذا النوع يعتبر الأخطر، نظرا لاحتوائه على مادة خطرة اسمها (amatoxine). صورة للفطر السام المتواجد بمنطقة الجلفة أعراض الإصابة بالتسمم أما فيما يخص الأعراض التي تظهر على المصاب بالتسمم، فتنحصر عادة في الإحساس بالدوخة، آلام المعدة، الإسهال، آلام الصدر، يتبعها آثار دماء في البول وكذلك قصور في عمل الكليتين، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي التسمم إلى الموت. 95 من متناوليه مصيرهم الموت..أطباء يؤكدون أن فطر "أمانيت فالاويد" الأكثر خطرا في العالم حذر الدكتور رشيد حميدي، المستشار الطبي ل "الشروق اليومي"، من تناول نبات الفطر الذي يدعى "أمانيت فالاويد" لاحتوائه على مادة سامة وقاتلة تدعى "أماتوكسين"؛ لأن هذه الأخيرة تمتد إلى الخلايا العصبية وتحدث خللا بها، إلى جانب التهاب الكبد. وعن أعراض الإصابة المباشرة بالداء، فإن المريض يُصاب في بادئ الأمر بالغثيان والتقيئ والإسهال، تليه الغيبوبة التي تنتهي خلال 24 ساعة بالموت لا محالة. صورة لانتشار الفطر السام بالغابة المحاذية لمدينة الجلفة واستثنى الدكتور حميدي أنواعا عديدة من الفطر التي لا أثر عليها على صحة الإنسان، وقال إن الفطر ذا اللون الأبيض المائل للفطرة، والذي ينمو في مناطق المتيجة، لا أثر له على الصحة، في حين أن المائل للون البني، والذي يتواجد بكثرة بالمناطق الغابية، فهو الذي يشكل خطرا على صحة الإنسان، ويسمى أيضا "الفطر الغابي" أو "شومبينيو مالان"، كما يتواجد أيضا بكثرة في الدول الأوروبية. صورة لنوع من أنواع الفقاع السام صورة لنوع من أنواع الفقاع السام بمنطقة الجلفة صورة لنوع من أنواع الفقاع السام بمنطقة الجلفة صورة لنوع من أنواع الفقاع السام بمنطقة الجلفة و لقد قامت الجلفة إنفو بأخذ صور للفطر السام و الفطر العادي ، ليتمكن القراء من المقارنة بين النوعين، حيث الفرق الجلي في اللون ....فالنوع السام يكون شديد البياض في الأسفل، أما الفقاع العادي فلونه من وردي إلى الأسود . صورة تبين الفرق بين الفطر السام (على يمين الصورة) و الفطر العادي (على اليسار) صورة تبين الفرق بين الفطر السام (على يسار الصورة) و الفطر العادي (على اليمين)