العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قتلى وعشرات المصابين بتسمم جراء تناول فطريات خطيرة
أمطار الخريف، والفقر والبطالة أنعشت تجارته وأكله

أمرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية الولاة بالإسراع في إصدار تعليمات "استعجالية" لرؤساء الدوائر ورؤساء البلديات، لمنع بيع كل أنواع الفطر، وذلك في أعقاب الكارثة التي تسبب فيها استهلاك فطر سام انتهت إلى تسجيل عدد من الوفيات ومصابين يوجدون تحت الرعاية المكثفة في عدد من مستشفيات البلاد.
*
الداخلية تأمر بمنع بيع كل أنواع الفط
*
تحرك ميداني لمصادرة الفطريات بالأسواق وجوانب الطرقات
*
*
وفي السياق ذاته، سارعت المصالح الأمنية وفرق مختصة تابعة لمديريات التجارة والمكاتب البلدية للنظافة إلى "تطويق" الظاهرة، من خلال انتشارها في كل الأسواق اليومية والأسبوعية، سيما بعدد من الولايات التي "تزدهر" بها تجارة الفطريات بكل أنواعها.
*
كما سارعت المصالح الأمنية، في مجال تخصصها الإقليمي، إلى تطبيق قرار منع البيع، على مستوى الطرق الوطنية والولائية، حيث تخصص عدد من الشباب البطال، والأطفال على وجه الخصوص، في بيع كل أنواع الفطر البري، بعدما يتم جنيه من الغابات.
*
وفي سياق متصل، سارعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إرسال لجنة تحقيق الى ولاية برج بوعريريج، التي تصدرت قائمة الولايات التي سجل بها أكبر عدد من المصابين بالتسمم جراء تناول فطر سام، ب3 قتلى، وأكثر من 24 مصابا يوجدون في مستشفيات البرج وباب الوادي والقطار بالعاصمة.
*
اللجنة التي انتقلت إلى منطقة أولاد رحمون، عاينت المنطقة وقامت بمسح شامل، وعثرت على مساحات شاسعة أنبتت أنواعا من الفطر البري السام، وأخذت عينات منها لإجراء التحاليل البكتريولوجية عليها.
*
وكان رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي لقسنطينة، كشف أول أمس أن مصلحته استقبلت في الأيام الأخيرة أربع حالات، تبيّن بعد تشريح جثثها أنها توفيت جراء استهلاك فطر سام، وأضاف أن الضحايا، للأسف، هم أطفال.
*
وفي الصدد ذاته، كشفت مصادر طبية ل"الشروق" أن سبب بروز الظاهرة هذه الأيام، مقارنة بالسنوات الماضية، يعود إلى الظروف المناخية التي ساعدن على نمو أنواع عديدة من الفطريات السامة، سيما أمطار نهاية أوت وبداية سبتمبر، التي ساعدت على نمو النبتة في شهر أكتوبر.
*
وقالت مصادر تتابع الموضوع تناول الفطر كان ولا يزال من العادات الاستهلاكية للعديد من العائلات الجزائرية، نظرا لقيمته الغذائية، غير أن الفقر والفاقة كانا وراء توجه عشرات الأسر إلى تناول هذا النوع من النباتات، التي تسمى في بعض مناطق الوطن ب"لحم الغابة"، علاوة على أنّه (الفطر) أصبح يمثل تجارة رابحة للشباب البطال ولأطفال الأسر المعوزة.
*
*
قتلى وتسممات في رحلة البحث عن الفطر
*
ضربت أمطار الخريف بأوجاعها في اتجاهين هذا الموسم، فإضافة إلى الفيضانات التي أسقطت قتلى وخسائر مادية في غرداية وبشار والنعامة، أنبتت الأمطار هكتارات من الفطريات المسماة محليا »الفڤايع« وأدى جنيها الفوضوي وأكلها إلى تسممات أودت بحياة الكثيرين، خاصة في منطقة شرق البلاد، حيث تنتعش تجارة الفڤايع وتلقى رواجا خاصة إذا رخس ثمنها وسهل جنيها، كما هو حاصل في منطقة أم البواقي وبرج بوعريريج.
*
في هذا السياق تم تسجيل خمس حالات تسمم في بلدية العامرية التابعة لدائرة سيقوس بولاية أم البواقي، وتم نقل أربع حالات إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة. وإذا كانت تسممات أم البواقي أقل خطورة، فإن ما حدث في برج بوعريريج كان مأساة كبرى، إذ أحصت الولاية عددا من القتلى هم أطفال أبرياء فرحوا بطبق الفطريات فكانت نهاية فرحتهم مأتما حقيقيا، إذ هلك يوم الأحد 26 أكتوبر طفل في سن الثامنة بمستشفى بوزيدي بالبرج بعد تناوله فطريات سامة، وكان هلك يوم الجمعة 24 أكتوبر طفل آخر في سن الحادية عشرة، وانتشرت التسممات بتعاطي هذه الفطريات السامة في كامل ولاية البرج، خاصة في بلدية أولاد رحمون، حيث بلغت خمس حالات وتظهر حالات التسمم بالإضافة التقيء والغثيان أوجاع لا تطاق في المعدة، ويهلك كل من تباطأ في التنقل إلى المستشفى، وهنا تظهر الخطورة في القرى والمناطق الجبلية حيث لا توجد مستشفيات.
*
وإذا كان جني الفطريات مقننا في أوروبا وخاصة في فرنسا، حيث تتم إحاطة منطقة سياج ويمنع جنيه إلا من طرف الذين يفرقون ما بين الصالح والسام، وهذا باستعمال كلاب مدربة من نوع »سلوقي« تقود إلى الفطريات الصالحة للاستهلاك فقط تماما كما يحدث في صحرائنا في منطقة قاسي الطويل، حيث تزدهر الفطريات من نوع »الترفاس« التي تنقل وتهرب إلى مطابخ باريس وروما ليصبح الطبق المفضل للأوروبيين خلال رأس السنة الميلادية، وثمن الكيلوغرام الواحد لا ينزل عن 3000دج، ويصل ثمنه في باريس إلى نحو 100 أورو للكيلوغرام، موجود في كامل صحرائنا بداية من الجلفة والمنيعة ومنطقة »السطح« في قاسي الطويل وعين أمناس، ومعروف أن »الترفاس« لا يزرع حيث لا يحتوي على جذور، وهناك عصابات جنت الملايير في عمليات تهريبه إلى أوروبا، أما عن الفطريات الموجودة شمالا والتي تسمى »الفڤايع« أو »الرغل« فهي تختلف عن الترفاس الذي هو صالح للأكل في كل الأحوال، إذ يظهر »الفڤايع« في الخريف خاصة إذا كان ماطرا، كما هو حاصل في أواخر أكتوبر، والسام منه هو الذي ينبت في الغابات والمزابل ومن المفروض أن يتم التعرف على مضاره بسبب السائل الأبيض الذي يظهر في أعلى النبتة، وبيع في هذا الخريف في أسواق جيجل وباتنة وسطيف بأسعار تراوحت ما بين 140دج إلى 400دج للكيلوغرام الواحد، وتقوم العائلات بشويه على النار أو فوق الطاجين ولا نقاش في قيمته الغذائية وشهيته التي لا تقاوم، والمشكلة أن ثقافة الفطريات جديدة في الجزائر وغالبا ما تتعاطى العائلات عندنا الفطريات المصنعة المستوردة وثمنها لم يعد غاليا.
*
*
يباع على حواف الطرقات..حالتا وفاة وأكثر من 14 تسمما في خنشلة
*
تحولت الأكلة الشعبية والتقليدية لنبتة الفطريات أو ما يعرف بالعامية ب »الفڤايع« لدى سكان ولاية خنشلة مؤخرا من نعمة إلى نقمة، بعد أن وجدت فيها أغلب العائلات الفقيرة والبسيطة مصدرا للرزق عن طريق بيعها بعد عملية القطف، أو اتخاذها كمادة أساسية للتغذية أمام ظروفهم المزرية والصعبة، وذلك مباشرة بعد تسجيل حالة وفاة الفتاة »دنيا. ع« صاحبة 14 ربيعا، المقيمة بحي الكوسيدار، بعد تعرضها لتسمم غذائي نتج عن تناولها رفقة أفراد أسرتها لكمية من الفطريات، كان اقتناها أحد أفراد العائلة، وحالة وفاة أخرى مشبوهة لفتاة من نفس العمر بمدينة ششار جنوبا، بالإضافة إلى تسجيل أزيد من 14 حالة إصابة أخرى بتسمم غذائي لنفس الأسباب على مستوى عدة مناطق بالولاية، منها أربع حالات وصفت بالخطيرة جدا استدعت نقلهم إلى مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بولاية قسنطينة بعدها تم إعلان حالة طوارئ قصوى وسط العائلات الخنشلية التي أبدت تخوفها من ظاهرة التسمم لا سيما أمام الانتشار الواسع للفطريات.
*
وحسب شهادات المتتابعين والعارفين بالقضية فإن الأسباب الأولية للتسمم تعود إلى تناول مجموعة من أفراد العائلات، لا سيما الأطفال منهم، كمية من نبتة »الفڤايع« التي تعرف انتشارا واسعا بالأراضي الفلاحية المختلفة، خصوصا بالمناطق الجبلية مباشرة بعد تهاطل الأمطار، غير أن اقتناء وقطف نبتة الفڤايع من طرف الأطفال بغرض كسب مبالغ مالية من خلال عمليات البيع سواء بالأسواق اليومية الشعبية أو على مستوى الطرق الولائية والوطنية، ساهم بشكل كبير في ترويج الفطريات المسمومة، بدون قصد، أمام تجاهل الأطفال الاختلاف البسيط بين الفطريات المسمومة والفطريات العادية، حيث يصعب التفريق بينهما، خصوصا بعد تهاطل الأمطار، وهو الشيء الذي أدى إلى تسجيل حالات كبيرة من الإصابات بمنطقة خنشلة التي تعرف انتشارا واسعا لهاته الأخيرة عن طريق شراء واقتناء العائلات للنبتة أو قطفها مباشرة من جوانب وحواف الطرق الوطنية. وأضاف هؤلاء أن الاختلاف بين الفطريات المسمومة والعادية يتمثل في الشكل واللون، حيث أن لون المسمومة يكون عادة بين فاتح متبوع ببقع بيضاء مع تقعر الجذع، غير أن العادية والقابلة للاستهلاك يكون لونها بنيا ولا يوجود بها بقع مهما كان لونها وجذعها عاديا جدا، محذرين في الوقت ذاته حاليا من الاستهلاك النهائي للنوعين أمام خطورة ذلك في انتظار تدخل الجهات والهيئات المسؤولة عن حماية صحة المستهلك، خصوصا وأن خلال جولتنا في الأسواق الشعبية اليومية بخنشلة لاحظنا أن عددا معتبرا من الأطفال يقومون ببيع نبتة الفطريات بسعر 150 إلى 250 دج للكيلو غرام الواحد، والأدهش من هذا التوافد الكبير للخنشليين لشراء الفطريات!.
*
*
إقبال كبير على الفطريات بولاية جيجل
*
إذا كانت الفطريات الغذائية بالولايات الشرقية المجاورة مسمومة وقاتلة للأشخاص الذين تناولوها فوجدوا أنفسهم بالعشرات داخل المستشفيات، فإن فطريات ولاية جيجل صنعت الحدث وتسيدت الموائد الرمضانية لأغلب الأسر وما تزال إلى يومنا هذا تشهد إقبالا كبيرا على تناولها بشكل ملفت للانتباه، فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من هذه الفطريات أو الطحالب البرية إلى 140دج، ففي بلدية سيدي عبد العزيز مثلا اضطر أحد المواطنين المقيمين بها إلى طلب كمية لا تقل عن ال 10 كيلوغرامات يوميا من هذه الفطريات تجلب له من جبال بلدية العنصر المجاورة عن طريق شباب مختصين في معرفة نوعيتها وجودتها، ويميزون بينها وبين الفطريات السامة.
*
ولعل إقبال الناس عليها وعلى تناولها بطرق مختلفة، ما جعل ربات البيوت يتفنن في تقديمها كأطباق غذائية شهية تمزج مع البيض، وهو ما جعلها مصدر رزق للعديد من الشباب العاطلين عن العمل، غير أن جهل البعض لهذا النوع من الفطريات وعدم تمييزه عن الفطريات السامة من شأنه أن يؤدي إلى حوادث مؤسفة، مثلما حدث في السنوات الماضية بقرية بلغيموز التي توفيت بها شابة تبلغ من العمر 18 سنة بعد تناولها لفطر سام، فيما نجت شقيقتها الثانية من الموت.
*
*
وزارة الصحة تحذر المواطنين من استهلاك كل الفطريات البرية
*
حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان أصدرته أول أمس المواطنين من تناول أي نوع من نبات الفطر حتى للذين اعتادوا جمعه من الجبال وتناوله، إضافة إلى الذي يبيعه البعض في الأسواق أو على قارعة الطرقات، لتفادي وقوع أي حالات تسمم، وذلك نظرا لصعوبة التفريق بين الصالح للاستهلاك والسام منها.
*
وتأتي تحذيرات وزارة الصحّة إثر تواتر تقارير عن حالة تسمّم غذائي لثلاثة أشخاص الأسبوع المنصرم بولاية برج بوعريريج، ومن بلدية الشهبونية بولاية المدية، إثر تناولهم للفطريات البرية أدت إلى وفاة بعضهم، وآخرون يوجدون تحت الرعاية الطبية المكثّفة بمستشفى باب الوادي بالعاصمة.
*
وأوضح ذات البيان أنه من الصعب لغير المختص التفريق بين الفطريات السامة والفطريات الصالحة للاستهلاك، خاصة أن هناك العشرات من الفطريات السامة ولا توجد طريقة نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي، والاعتماد على الشكل فقط غير كافٍ لمعرفته؛ وذلك لتقارب بعض الأنواع والشكل الظاهري لها.
*
وأشار بيان وزارة الصحة أنه إذا كانت بعض الفطريات صالحة للاستهلاك، فقد وجب معها توخي الحيطة والحذر لتفادي الإصابة بالتسممات التي تكون في غالب الحالات خطرة وومميتة.
*
وذكر ذات البيان أن الظروف المناخية الأخيرة والأمطار الغزيرة التي عرفتها العديد من الولايات وفرت الظروف المناسبة لنمو وتكاثر الفطريات البرية، ولذلك حذّر البيان المواطنين من قطفها في حالة ما إذا وجدوها في الحدائق والغابات، مؤكدا في الوقت ذاته أن القيام بغسلها وطهيها لا يمنع الإصابة بالتسممات، ولهذا يجب تفادي استهلاكها وبيعها أو شرائها.
*
كما طالبت الوزارة المواطنين التوجه العاجل إلى أقرب مصلحة صحية من سكناهم في حالة استهلاكهم لفطريات برية في المدة الأخيرة من باب الحيطة والرقابة.
*
*
عدم القدرة على التمييز بين الصالح والسام من بين أسباب خطورتها
*
5000 نوع من الفطريات البرية لا يصلح منها للأكل سوى 1200 نوع
*
تتسبب نبتة الفطر في الإصابة بتسممات خطيرة تودي في أغلب الحالات بحياة مستهلكها، بسبب عدم قدرة الشخص على التمييز ومعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي. كما أن الاعتماد على الشكل فقط غير كاف لمعرفته، وذلك لتقارب بعض الأنواع والشكل الظاهري لها. وأسفرت التجارب والتحاليل التي قام بها مختصون عن وجود أزيد من 5000 نوع من الفطريات، 1200 نوع فقط صالح للأكل.
*
وتختلف أعراض ونتائج الإصابة بالتسمم باختلاف الأنواع وطريقة تناولها؛ فمن المؤكد أن بعض أنواع الفطر السام يمكن أكلها بعد الطبخ، حيث أن السموم تتحلل بعملية الطهي، وفي أنواع أخرى يمكن تناولها نيئة، وعندما تطهى تصبح سامة.
*
*
أعراض الإصابة بالتسمم
*
أما فيما يخص الأعراض التي تظهر على المصاب بالتسمم، فتنحصر عادة في الإحساس بالدوخة، آلام المعدة، الإسهال، آلام الصدر، يتبعها آثار دماء في البول وكذلك قصور في عمل الكليتين، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي التسمم إلى الموت.
*
*
أنواع الفطر السامة
*
ومن أنواع الفطور السامة يوجد ثمانية أنواع سامة لدرجة الموت. وربما يكون فطر "جالارنيا سوليس" أكثر الأنواع سمية، ومن ميزاته أن ينمو على الخشب ويموت آكلها بعد 7-51 ساعة من تناول فطرة واحدة منها، كما يعتبر فطر الأمانيت أكثر الأنواع سمية والموت مؤكد بنسبة 90% من حالات التسمم بهذا النوع أو الأنواع الأخرى السامة.
*
ومن الأصناف المشهورة من الفطر السام، توجد تحت إسم عائلة Amanitaceas، ومنها: قلنسوة الموت Amanita Phalloidas، وهو فطر شديد الخطورة، حيث يسبب الوفاة، ويمتاز باللون الأخضر الزيتوني الغامق، ومعروف في شمال أمريكا، وتظهر أعراضه بعد مرور 10 - 12 ساعة من تناوله.
*
عيش الغراب الأحمق Amanita Verna، وهو سام ومميت، ولونه أبيض وليس له رائحة، ويرجع تسميته بالأحمق؛ لأنه مشابه في طعمه لكثير من الفطريات الصالحة للأكل، وطعمه حلو، وتظهر أعراض التسمم بعد 8 - 12 ساعة من الأكل.
*
عيش الغراب الخجول Blusher Amanita، وهو سام، وعند تعرضه للجو يصبح لونه أحمر، وهو عديم الرائحة.
*
عيش الغراب الزبابي Amanita Muscaria، ويستعمل كمبيد قاتل، ويمتاز باللون الأحمر المنقط.
*
نوع خطر جدا من حيث التسمم وموجود في أوروبا ومعروف باسم AMANITE PHALLOٌDE (أمانيت فالاويد) يتسبب هذا النوع لوحده في 95 من حالات التسمم التي يبلغ عددها سنويا 10 آلاف حالة في فرنسا.
*
وتوجد عشرات الأنواع من الفطر السّام، لكن هذا النوع يعتبر الأخطر، نظرا لاحتوائه على مادة خطرة اسمها (amatoxine).
*
*
95 من متناوليه مصيرهم الموت..أطباء يؤكدون أن فطر "أمانيت فالاويد" الأكثر خطرا في العالم
* حذر الدكتور رشيد حميدي، المستشار الطبي ل "الشروق اليومي"، من تناول نبات الفطر الذي يدعى "أمانيت فالاويد" لاحتوائه على مادة سامة وقاتلة تدعى "أماتوكسين"؛ لأن هذه الأخيرة تمتد إلى الخلايا العصبية وتحدث خللا بها، إلى جانب التهاب الكبد. وعن أعراض الإصابة المباشرة بالداء، فإن المريض يُصاب في بادئ الأمر بالغثيان والتقيئ والإسهال، تليه الغيبوبة التي تنتهي خلال 24 ساعة بالموت لا محالة.
*
واستثنى الدكتور حميدي أنواعا عديدة من الفطر التي لا أثر عليها على صحة الإنسان، وقال إن الفطر ذا اللون الأبيض المائل للفطرة، والذي ينمو في مناطق المتيجة، لا أثر له على الصحة، في حين أن المائل للون البني، والذي يتواجد بكثرة بالمناطق الغابية، فهو الذي يشكل خطرا على صحة الإنسان، ويسمى أيضا "الفطر الغابي" أو "شومبينيو مالان"، كما يتواجد أيضا بكثرة في الدول الأوروبية.
*
وقال الدكتور ان متناول هذا النوع من الفطر في أغلب الأحيان يودي بحياته، خاصة إذا طال التحاقه بالمستشفى للقيام بعملية غسل المعدة.
*
من جهته، يرى الدكتور "ع.ر"، صاحب عيادة خاصة ببرج الكيفان، أن النوع الأكثر خطرا في نبتة الفطر "أمانيت فالاويد"، تليها في الدرجة الثانية "أرميليا ببلوزا" و"أرميليا إيستوفا" المتواجدة بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف الدكتور أن 95 بالمائة من متناوليها فإن الموت حليفهم؛ لأنه لا دواء له.
*
و عن سبب انتشار هذا النوع في الجزائر، قال الدكتور في تصريح ل "الشروق اليومي"، إن غياب الرقابة السبب الرئيسي وراء كل هذا، إلى جانب غياب الوعي الذي نتج عنه امتهان تجارة لأشخاص غير متخصصين غايتهم الربح السريع غير آبهين بصحة المواطنين.
*
كما حذرت وزارة الصحة التونسية في بيان لها من تناول هذا النوع من الفطريات المتواجد على مستوى الجبال وبيعه في الأسواق الشعبية أو على قارعة الطرقات، على إثر تقارير عن حالة تسمم الذي أودى مؤخرا بحياة 3 أشخاص من نفس العائلة، وإحالة اثنين آخرين على العناية المركّزة، وصفت تقارير طبيّة حالتهم بالحرجة جدا، إضافة إلى إصابة والديهم بتسمّم خفيف إثر تناولهم جميعا كميّة من نبتة الفطر.
*
ويتسبب هذا النوع من الفطر حسب ما أوردته دراسات عالمية في 95 من حالات التسمم التي يبلغ عددها سنويا 10 آلاف حالة في فرنسا.
*
وتوجد عشرات الأنواع من "الفطر السّام"، لكن هذا النوع يعتبر الأخطر، نظرا لاحتوائه على مادة "أماتوكسين".
*
وعن مصدر البكتيريا، فإن الإصابة تكون عادة على مستوى الأوراق وتمتد على شكل بقع بيضاء رمادية عل السطح السفلي للأوراق، لتمتد إلى السطح العلوي للأوراق مع تقدم المرض، مما يؤدي بتقلص عدد الثمار، وبمجرد ظهور هذا المرض يوصي الأخصائيون بمقاومته بالرش أو بالكبريت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.