ما يزال أحفاد عائلة "الحاج روابح مسعود"، صاحب البئر التاريخية، يواصلون احتجاجهم لمطالبة الدولة باسترجاع أرض جدهم المسلوبة بالقرب من البئر لتاريخية بالمنطقة المقابلة للصالون المهني لتجهيزات و خدمات البترول و الغاز المنظم بالمنطقة الصناعية في نفس الفترة التي زارت فيها "الجلفة إنفو" المنطقة. و في تصريح ل "الجلفة انفو" أكد عثمان روابح احد أحفاد روابح مسعود أن كل ما هو موجود بالمنطقة يدعم أحقيتهم في ملكية الأرض حيث قال أن "القبور الموجودة هي قبور أجدادي و جدي مدفون في الجهة الغربية للمنطقة و قصة مقدم جدي الى المنطقة قصة بسيطة و لكن دلائلها عظيمة". و بخصوص السبب الذي جعل مسعود يستقر بالمنطقة أضاف السيد روابح عثمان أن " مرد ذلك هو البحث عن مصادر الماء من اجل الحفاظ على الماشية و هي قصة تتراوح بين سنوات 1920 و 1924" مستطردا " في هذه الفترة قام الجد مسعود بحفر عدة آبار و منها بئر القطار و بئر "مسيعيد" الذي حفره جدي و هو صغير و أخبر أخاه الكبير بذلك فسماه "بئر مسيعيد" و هي تصغير لكلمة "مسعود" و يقع في الجهة الجنوبية للمنطقة ، أما آخر بئر حفره الجد فاسمه بئر "دبة" و هو بئر احتشدت عليه كل القبائل و منها قبيلة جدي "الشعانبة" التي هي من أكبر القبائل في الجنوب و نظرا لقلة الماء قرر جدي مسعود رحمه الله أن يحفر بئرا أخرى". أما بخصوص بئر مسعود التي كانت سببا في اكتشاف البترول فيقول السيد عثمان روابح للجلفة انفو " نظرا لكثرة الوافدين على بئر دبة قرر جدي أن يذهب إلى منطقة تتوفر على مصادر الكلأ للمواشي و الأشجار من اجل الإستظلال بها صيفا و التدفئة من حطبها شتاءا و لذلك ذهب إلى منطقة اسمها "الهيشة" و كلمة الهيشة تعني في اللغة العامية المنطقة ذات الأشجار و قد كانت منطقة ذات أشجار في السابق و قد استغرقت منها عملية الحفر مدة طويلة عكس الآبار الأخرى التي حفرها. غير انه عندما وصل إلى طبقة محددة من الأرض بدأت تظهر على الماء طبقة زيتية و قال حينها "هذه ارض نجسة و ارض ملعونة" و شاع الخبر بين الناس انه قد تم اكتشاف بئر من طرف عائلة مسعود ماؤها به طبقات زيتية الى أن وصل الخبر إلى السلطات الفرنسية آنذاك، هذه العينة نقلت عينة من ماء البئر إلى باريس من اجل التحليل. و كشفت التحاليل المخبرية أن سبب تلوث الماء يعود إلى وجود النفط في هذه المنطقة". و يواصل السيد عثمان بنبرة ناقمة " نحن لا نقول أن جدنا وجد البترول و لكن يعود إليه الفضل في أنه وجد بوادر البترول و الدليل على ذلك أن الظواهر الفيزيائية التي تدل على البترول لم تكن ظاهرة للعيان، فمثلا في منطقة كركوك الغنية بالنفط في كركوك بشمال العراق وجدوا ظواهر فيزيائية ظاهرة و هي أن التراب يشتعل بالنار.و ليس بعيدا هناك مثال آخر من منطقة اليزي التي كان الناس يعانون من تساقط الشعر بسبب وجود الغاز . أما بالنسبة للبترول في الجزائر فقد بدأت فرنسا التنقيب عنه منذ أن قام جدي بحفر البئر و ظهور الماء الذي تعلوه طبقة زيتية". أما بالنسبة للأرض التي يطالب بها أحفاد مسعود فقد أكد السيد عثمان أن " الأرض التي نقف عليها (القريبة من البئر التاريخية) كانت مشاعة إلى غاية سنوات الثمانينات حين تم إخلاء منطقة حاسي مسعود من سكانها الأصليين و تم تهجيرهم إلى ورقلة كون منطقتنا منطقة نفطية".
و في سؤال ل "الجلفة إنفو" حول مطالبة الجد روابح مسعود من السلطات الفرنسية بأرضه أجاب السيد عثمان روابح بأن ابن أخ مسعود قد قام فعلا بذلك غير أن "سلطات الاحتلال اضطهدته و اتهمته بأنه مساند للثورة مما اضطره إلى الهرب من المنطقة و جاء اليوم من هم من بني جلدتنا و أخذوا منا أرضنا". الصالون المنظم امام البئر التاريخية الصالون امام بئر مسعود راس الحفر للتنقيب عن البترول غطاء البئر بعد اكتشاف البترول