نعم ... نعم قد وصلنا الخبر خبر ذاك الرجل و ما عسانا في مصابنا الجلل إلا أن نقول إنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول ولا قوة إلا بالله، سيقولها كل واحد منا لأن ما بيده حيلة و لا قوة إلا أن قوة الله نستعين بها و نلجأ له و ندعوا الله نحن الضعفاء الأقوياء بقوة إيماننا بالله ... ما عسانا أن نقول ؟؟؟ يا أخي المرحوم طاهر ... بعدما رحلت روحك الطاهرة، إن كل ذرة مني تعتذر لك و تطلب منك السماح المتأخر لأنني لم أكن في المستوى... لم أكن في رتبة الأخت التي تسأل عن أخيها، التي تناجي الله كما بكت الخنساء لصخر في جاهليتها و ما كان بكاءها إلا محبة، و توبتها في الإسلام رغبة فأصبحت أم الشهداء. ما عسانا نقول ؟؟؟ أن أعيننا كانت مرفوعة إلى السماء ليلة 05 جويلية 2012 نتأمل في السماء لجمال المفرقعات و من شدة جمالها لم نراك أنت الذي في أدنى الأرض تتآلم... لأنك لن تموت بين أترابك و لم يختلط دمك مع دم أجدادك الشهداء و أن تقع بين أيدي الغدر، أدري أننا أنفقنا الملايير للمفرقعات للأسف لم يخطر في بالي أنها كان من الممكن أن تنقذ حياتك ... عذراً، إنني أكتب قليلاً و أتوقف كثيراً لأنني مازلت تحت الصدمة لم أتخيل أنك ستموت بهذا الأسلوب السهل الممتنع. عذراً لأنني أنا و إخواني إلتزمنا الصمت ولم نحرك ساكناً لم نعلي صوتنا لكبار البلاد و النواب و لم نطرق كل الأبواب إكتفينا بالتنديد الشفوي على المواقع الإجتماعية و وضعنا صورتك على البروفيلات و أكثرنا المجموعات و التعليقات ... عذراً لم تسعني عمق الأرض للهروب على شدة حيائي منك و من أمك و زوجك، كيف سأجرؤ على طرق باب أهلك لأقدم عزائي ؟ إني أتساءل كيف حدث هذا ؟ و أين كان هذا و ذاك ؟ هل هان دم من يحمل في عروقه دم المليون و نصف شهيد ؟ هل هان على من يدعي أنه مسلم أن يقتل من هو حرام عليه دمه و ماله و عرضه ؟ هل هذه هي الصورة التي يوجهونها للعالم عن الإسلام ؟ هذا إبن الجلفة مات اليوم... وليد الجلفة وليد الجٌود̊ و الكرم و لم يعرف جُود́ و كرم أهله، للجلفة رجال يحملون في طياتهم شيم الرجولة إلا أن قطعت أصواتهم من شدة الصراخ في الفراغ فإختاروا الجلوس و الدعاء و تركوا الزمام و الهمم لمن هم واقفون. أجدد عذري لك يا أخي الطاهر فهذا هو الظاهر لي و غيري من الجالسين و ندعو الله أن يزهق الباطل فرحمة الله لك و صبراً جميلاً لأمك و زوجك و أهلك ...