رفعت صوتها للسلطات المحلية و الرد كان ميتافيزيقيا " انتظر في الشارع الى حين "، زوجة لا تزال تعيش على وقع الصدمة، و أطفال دون دراسة ، لا مأوى و لا وثائق ،كل شيء ضاع ، هكذا تحولت "عائلة صولح "بين ليلة و ضحاها رفقة ثلاثة عائلات أخرى بعد حادثة انفجار ست قارورات من غاز البوتان ، كانت كافية لإسقاط ثلاثة منازل و تشريد قاطنيها . هناك في حي الزريعة بمدينة الجلفة ، حيث تجتمع مشاهد التشرد و الفقر لتعطي الوجه الآخر للجلفة، تسكن عائلة "صولح " في بيت يصنف في خارطة أهل العقار بالفوضوي ، رغم ان الارقام المهربة من السلطات المحلية تؤكد ان لا أحياء فقيرة في المدينة ، كان يوم الأحد الرابع من شهر جانفي مساءا عندما تسبب تسرب غاز من مدفئة في انفجار كبير أدى الى انهيار ثلاثة مساكن تقطنها ثلاثة عائلات ، و تسبب الانفجار في حروق ليست خطيرة أصيب بها رب البيت " صولح مانع" و جروح طفيفة تعرض لها سكان المنازل التي تحولت الى دمار. الصدمة كانت كبيرة في الحي و توسعت دائرة التحليلات، منها من يتهم العائلة بفتح نشاط غير مرخص لغاز البوتان ، ومنها من يفتح النار على السلطات المحلية لتهاونها و حرمان العائلات من الغاز الطبيعي رغم انه لا يبعد أمتارا من المنازل المنهارة ، و بين هذا وذاك فإن الحقيقة التي رواها الجيران ان الضحية كان بطالا و يقوت عائلته بما يجنيه من جلبه لقارورات الغاز للجيران كل ما دعت الحاجة ، ونفى "صولح المانع" أنه يمارس نشاطا غير مرخص به و قال "أنا بطال ومتزوج وأب لأربعة أطفال كل ما في الأمر أني أساعد نفسي بهذا العمل ". و أضاف أكثر الأطراف تضررا من هول الانفجار ،" لقد فقدنا كل شيء جراء الانفجار لقد فقدت منزلي و أثاثي و حتى سيارتي التي كنت أعيل بها عائلتي تحطمت بعد انهيار المنزل ، لقد كانت مأساة كبيرة، و نحن الآن في الشارع بدون حتى وثائق رسمية ، وزوجتي لاتزال تعيش على وقع الصدمة و أطفالي بدون دراسة ، لقد فقدوا كل شيء وانقطعوا عن الدراسة بسبب ان لا منزل يأويهم ،....هكذا صارت حياتنا ". مظهر السيد صولح، 35 سنة، وهو يروي لنا الحادثة و حال عائلته ،عكس لنا مدى المأساة التي يعيشها ، فآثار الحروق لا تزال في كافة جسده شاهدة على يوم فقد فيه كل ما جناه في حياته ، و هو يحمد الله على سلامة عائلته لكن حجم المسؤولية يثقل كاهله ، إنه لا يتكلم الا عن زوجة مصدومة و مريضة و أولاد دون دراسة ،فمن يسمع نداءه؟ لقد حملنا أمانة ان ننقل حاله بأمانة و صدق، و كأنه فقد الآمان في كل شيء فصار يبحث عن منبر آمن .و ما يتعبه رد السلطات المحلية التي لم تخرج عن دائرة الوعد .