نجحت السلطات في إنهاء مهزلة الشوارع والأرصفة .. وذلك طبعا بعد ما تكفّلت بأصحاب الطاولات التجارية وخصصت لهم أماكن جديدة ، وإلا لقلنا إن العملية كان فيها مزايا وعيوب ، لأن هناك من الباعة من لا يملك قوت يومه ، ولا يسعد أحدا أن يجلس في بيته دون عمل ، أو يلجأ إلى الانحراف للحصول على لقمة العيش . المهم.. أن السلطات المحلية مشكورة على المجهودات الجبارة التي بذلتها والتي لمسها المواطن الجلفاوي .. على إعادة الاعتبار لساحة الحرية ، التي كانت وكرا للمنحرفين ، وتحولت إلى حديقة جميلة تفوح بعبير الورود والنباتات الخضراء .. الآن نستطيع أن نقول بأننا بدأنا نستنشق الأوكسجين الحقيقي ، وقد استعادت المدينة شبابها وجمالها.. والأعمال بخواتمها .. الساحات والحدائق تبنى ليجلس فيها الناس بعيدا عن الضجيج الذي يجلب الصداع .. لكن ما لا أفهمه حتى هذه اللحظة، هو لماذا الإصرار على غلق ساحة " الشهداء " وساحة وسط المدينة التي تحتضن تمثال " الكبش " ، هل لأنهما مثلا بجوار مقرات أمنية أم هناك سبب آخر ؟ آه.. بمناسبة ساحة تمثال " الكبش " حدثني صديق مستغربا ، كيف ينصبون تمثالا لحيوان في ساحة وسط المدينة ، في حين كان يفترض أن يكون التمثال معبرا عن العلم والثفافة والبسالة لشخصيات مخلصة من هذه الولاية نعتز بهم ، والمفارقة هو أن الوالي الأسبق " عدو الكبير " حطم تمثال " الكبش المقدس " وأمر بهدم صنم " الحصان " ، لكن فوجئنا بالوالي السابق " حمو التهامي " يعيد نصب التمثال مع سبق الإصرار والجهل والعشوائية .. وكأنه أراد أن يقول للناس بأن سكان هذه الولاية لا يعرفون سوى تربية "الكباش" .. منظر ساحة " الشهداء " وساحة " تمثال الكبش " وهما مغلقتين باحكام يثير الحسرة ويزرع الكآبة في النفوس .. إنه مشهد الأسى حين يجد المواطن نفسه يجلس في قارعة الطريق والساحات الجميلة مغلقة ..أما السؤال المطروح فهو إذا رأى المعنيون أنه لا يمكن فتح الحديقتين لأنهما بجوار مقرات أمنية ، فلماذا تبنى الحدائق بالجوار ؟ قد يكون فتح الحديقتين هو أروع وأجمل هدية تقدمها السلطات المعنية للمواطنين .. ألم يقولوا مثلا إن الشرطة في خدمة المواطن.