استيقظت، مؤخرا، العديد من مساجد ولاية الجلفة على وقع صراعات وفتن، انتقلت من ساحة المساجد إلى منابرها، ومن بلدية حاسي بحبح، إلى بلدية دار الشيوخ، مرورا بالبيرين والشارف وعاصمة الولاية، تزايدت حدة الصراع لتضحى حديث الشارع والأماكن العمومية. آخر الصراعات التي اندلعت كانت على مستوى بلدية حاسي بحبح بالجلفة، حيث عاش مسجد خالد بن وليد على وقع تنابز كبير بين جمع من المصلين من جهة والإمام من جهة أخرى، استدعى تحرك بعض المصلين عبر شكوى وجهت إلى مديرية الشؤون الدينية، يتهمون فيها الإمام بالتطاول وتغذية نزاعات عشائرية، وإصدار فتاوى على المباشر ومن منبر المسجد في حق بعض المصلين كحال المصلي الذي تم الطعن في صحة حجه على المباشر وآخر طعن في صحة صلاته بالقول ''صلاتك باطلة ''، مشيرين إلى أن الإمام ينقل مشاكله وخلافاته الشخصية إلى المسجد، حيث تكون محل طرح داخله وأثناء إلقاء الدرس. وقال هؤلاء إنه قد حصل تذبذبا في صلاة الجماعة، نتيجة هذه الأمور التي لا تخدم مؤسسة المسجد، وطالب هؤلاء بضرورة تحرك الوصاية لإرجاع الأمور إلى نصابها وإرجاع هيبة المسجد . كما عاش المسجد الكبير أحمد بن شريف بعاصمة ولاية الجلفة، قبل مدة، على وقع ''تناحر'' بين فريقين لتسيير جمعية المسجد التي قبر نشاطها بقبر رئيسها الأول الذي انتقل إلى رحمة الله، ليدخل نشاطها الجمود الكامل لعدة سنوات، وتناقلت بعض المصادر في حينها أن حساب الجمعية ينام على مبلغ مالي محترم عبارة عن مساعدات لمختلف الهيئات المحلية، وأدى الأمر بعد انتشار خبر الصراع الجمعوي داخل المسجد الكبير وظهور جناحين متصارعين، إلى تدخل الإمام الذي فرض منطق التوافق بين الجناحين لتشكيل مكتب جمعية واحد لا غير. كما عرف أحد مساجد حي بوتريفيس بعاصمة الولاية، انتفاضة جمعيات الحي، بعد أن استلم الإمام إعانة تمثلت في قفف، إلا أن توزيعها على بعض الأفراد، أثار حفيظة هذه الجمعيات التي رفعت مطلب ضرورة توزيعها على المصلين الفقراء الذين يؤدون صلاتهم بالمسجد المذكور، وقال المحتجون في انتفاضتهم إن الإعانة عرفت طريقها إلى ''معارف'' وأهل الإمام والقيم دون المصلين الفقراء. وببلدية الشارف عرف الصراع حول جمعية مسجد الرحمة أوجه، بعد أن ظهر جناحين كل منهما يقول إنه الجناح الشرعي، ليقبر مشروع الجمعية من الأساس، بعد أن تمسك كل طرف بأحقية تمثيله لمكتب الجمعية، ونفس الوضعية شهدها مسجد ببلدية البيرين، حيث أدى ظهور جناحين من المصلين إلى ''قبر'' مشروع الجمعية الذي لا زال يراوح مكانه، على إثر تمسك كل طرف بمشروعية التمثيل، وهو ما جعل هذه الوضعية تنعكس على حال المسجد الذي يعيش عدة نقائص ومشاكل، إلا أن عدم وجود إطار قانوني لتقديم المساعدة له بسبب غياب الجمعية نتيجة الصراع المذكور، حرمه من مساهمات ومساعدات المصالح الإدارية المحلية . ولم تقتصر الصراعات داخل المساجد في العينات المذكورة آنفا بل هناك عينات كثيرة تعيش نفس الوضعية تقريبا، ويسجل فيها أن الإمام يكون دوما طرفا فيها على حساب طرف آخر، ودعا المئات من المصلين إلى ضرورة تدخل الوصاية المركزية ممثلة في مصالح غلام الله من اجل إرجاع الأمور إلى نصابها الحقيقي، وإبعاد ساحة المساجد عن صراع الأجنحة .